الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي

هادي فريد التكريتي

2006 / 2 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


" دمُ الشهداء أنت أعُز ملكا وقاعُك أشرفُ الدنيا بقاعا " (الجواهري )

كل الشعوب على امتداد تاريخها النضالي ، قدمت الكثير من الشهدء " الضحايا " ، وصارت دماؤهم الزكية ، المراقة على دروب النضال الوعرة ، زيتا يوقد مشاعل الحرية ، لإنارة تلك الدروب ، " فلا نصب ولا أعلام " ، للمناضلين السائرين في هذا الدرب غير دمائهم ، ترشدهم لتحقيق أهدافهم الوطنية ، وفق مبادئهم السامية ، من اجل شعوبهم . ..
الحركة الوطنية العراقية ، قدمت الكثير من الشهداء ، على مختلف العهود ، ثمنا باهضا لتحرير الوطن من الأجنبي واستقلاله ، كما خسر العراق الكثير من مناضليه على يد حكامه "الوطنيين " ، إلا أن الحزب الشيوعي العراقي كان له النصيب الأوفى والأوفر " حظا "من الشهداء ، من واقع العداء للشيوعية ، الذي قرره حكام العراق غير الوطنيين ، فالكثير من قادة الحزب الشيوعي ، تم إعدامهم دون ما جريمة مرتكبة ، سوى فكرهم وحبهم لشعبهم ، وإنهم وطنيون ، قبل أن يكونوا شيوعيين ، حرموا من حق تشكيل حزب خاص بهم ، ولم تمنح له فرصة للعمل السياسي العلني أسوة بالآخرين ، على الرغم من دعاوى نظام الحكم الملكي ، بأنه حكم دستوري وديموقراطي .
14 شباط هو يوم الشهيد الشيوعي ، سياسية ففي هذا اليوم من العام 1949 تم إعدام الرفيق فهد ، سلمان يوسف ، سكرتير الحزب وقائده ، والرفيقين محمد الشبيبي وزكي بسيم ، حازم وصارم ، عضوا المكتب السياسي ، وفي العام 1963 ، عام ردة شباط الفاشية ، تمت تصفية الرفيق سلام عادل ، حسين أحمد الرضي ، سكرتير الحزب ، تحت التعذيب ، كما تم قتل وإعدام المئات من الشخصيات الوطنية ، من قيادة ثورة 14 تموز الوطنية ، عبد الكريم قاسم ووصفي طاهر والمهداوي وعبد الكريم الجدة وماجد محمد أمين وغيرهم ، إضافة للعديد من أعضاء اللجنة المركزية وكوادر الحزب وأعضائه وجماهير الشعب ، ومابين شباط 1963 وحتى العام 1975 ، سقط الكثير من كوادر الحزب وقياداته مضرجين بدمائهم ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الرفاق ستار خضير والخضري وغيرهم ، شهداء غدر وخيانة " الحزب الحليف " ، كما شملت التصفيات العديد من الكوادر والقيادات ، لأحزاب ومنظمات سياسية أخرى ، ومن أقطاب حكم لفترة سابقة ، مناهضة لحكم البعث .
أما شهداء الشعب العراقي ، من الحزب الشيوعي العراقي ، ومن القوى السياسية الأخرى للفترة اللاحقة للعام 1975 وحتى سقوط الحكم الفاشي في العام 2003 ، بما فيهم شهداء الأنفالات والمقابر الجماعية ، فهم كثر ولا يمكن حصرهم وتسميتهم ، فالشهداء كلهم مواطنون عراقيون ، ومن قوى سياسية وشخصيات وطنية مختلفة ، ناضلوا واستشهدوا ، ضد سلطة فاشية ودكتاتورية ، ومن أجل بناء عراق حر وديموقراطي خال من كل قهر واستبداد ، فاحتراما لشهادة من أرخص دمه للوطن ، وقدسية لهذا اليوم العظيم ، وعدم تجزئته تحت تسميات مختلفة ، الأحرى تسمية هذا اليوم باسم " الشهيد الوطني العراقي "، أسوة بتسمية "الجندي المجهول " ، على سبيل المثال ، فهو للوطن وليس لحزب أو تنظيم أو فئة مهما كانت ، فالكل ساهم والكل أرخص دمه ، فلا ينبغي أن تتفرق وتتكاثر أيام الشهداء ، بل ينبغي توحيدها .إن كنا صادقين وجادين في مسعى لوحدة الوطن ، ووحدة شعبه ، فهذا يتطلب إعادة النظر ، فيما أقدمت عليه الحكومة ، وما انفردت به من توقيت وتسمية ليوم الشهيد ، ب " شهيد المحراب "، ولا يخفى من مغزى ودلالة طائفية لهذه التسمية ، الأجدى لها دلالة الوطنية . فما فرضته من موقع السلطة ، فيه إنكار لشهداء كل مكونات الشعب العراقي من القوى السياسية الوطنية والديموقراطية ، التي تخالف الحكم في وجهة نظره ، وهذا الإنفراد من جهة واحدة بالتسمية ، لن يوحد الشعب ولا أيامه ، ولا يحول دون أن تطلق القوى الأخرى أسماء تخصها ، أو تغير ما لم توافق عليه ، إن لم يكن اليوم فغدا .
تعدد قومياتنا وأدياننا وطوائفنا ، وتعدد أحزابنا وقوانا السياسية ، تفرض علينا أن نعمل جاهدين ، بكل ما نملك من قدرة وسلطان ، على وقف نزيف دماء أبناء الوطن ، التي تهدر بغزارة في كل يوم ، فلسنا بحاجة بعد لشهداء آخرين ، فلدينا ما يكفي منهم ، وعلى الجميع ، كل القوى ، أن يتوجهوا، لتكريم الشهداء عن طريق بناء وحدة حقيقية للوطن ولمواطنيه ، وبذل العطاء ، وبسخاء لعوائلهم ، وترسيخ تقاليد إقامة أواصر علاقات وطنية صادقة وحميمية بين عوائل الشهداء ، بغض النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة، ودون أي اعتبار للفكر السياسي أوالتنظيم الحزبي ، فكل الشهداء الضحايا ، هم من الشعب العراقي ومن أجله ، وعلينا تكريم هذا اليوم ، بما ينسجم والحالة المقدسة للشهادة ، التي وحًدت بين الشهداء ، على مختلف قومياتهم وطوائفهم ومعتقداتهم الفكرية والسياسية.!
1شباط 2006 سياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية