الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي يسيء إلى النبي محمد؟

محيي هادي

2006 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يقرأ كتب التاريخ و التراث الاسلامي يجد الفرق الشاسع بين النظرية السلمية و السموحة التي نسمعها عن الاسلام و بين التطبيق الذي نقرأه في كتب التاريخ و نراه في الواقع. و نرى القسوة الشديدة التي يقوم بها دعاة " الإسلام" بتطبيقهم لاسلامهم، و نرى أن أموال الارتزاق و سلطة القهر هي الدافع الاساسي و المهم لكثير ممن يملأ فمه صراخا و "دفاعا" عن الاسلام.
قبل وفاته، و في أثناء مرض احتضاره، أراد النبي كتابة وصيته ، لكن شخصا منهم قال :"اتركوه فإنه يهجر" و الهجر هو الهذيان و الجنون. و في هذا كان عبد الله بن عباس يقول: "الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب"
و منذ الساعة الأولى من وفاة النبي و جدناهم و قد تركوا غسل جثمانه و ذهبوا ركضا إلى مكان آخر: إلى سقيفة بني ساعدة، ليتشاجروا هناك على من يتولى أمور السلطة بعد وفاة النبي. و "اختاروا" تحت ضغط القوة خليفة للنبي ليحكم المسلمين، و أجبروا الناس على أن يقدموا له طاعتهم برغبة أم بقسر ، وإلا "فاقتلوه يقتله الله"، كما قالوها للصحابي شيخ الخزرج سعد بن عبادة الذي ترك المدينة و ذهب إلى الشام لتقتله "الجنَّ" هناك. و لم يلق القبض على الجني القاتل بعد، ، و لم تشكل محكمة تحاكمه لحد هذا اليوم.
وفي هذه الايام تمر ذكرى سنوية أخرى على اغتيال سبط النبي الامام الحسين بن علي و التشنيع بأصحابه و استباحة النساء ، فاجعة أليمة و ملحمة خالدة تؤكد لنا أن هناك "مسلمون" لم تأخذهم شفقة، و لا يزالون، حتى و لا في قتل الأطفال… إنها شهامة أعراب النفاق !!! كان ذلك في عهد خليفة الله و أمير المؤمنين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وفي عهده الذي دام ثلاث سنوات قُتل سبط النبي و أحرقت الكعبة و قُتل أكثر من ألف و خمسمائة من أصحاب النبي و استبيحت المدينة. و لا زال بعض "المسلمين" يمجدون بهذا الخليفة الذي قال عنه أبو حمزة:"يزيد الخمور، ويزيد الصقور، ويزيد الفهود، ويزيد الصيود، ويزيد القرود، فخالف القرآن، واتبع الكهان، ونادم القرد، وعمل بما يشتهيه". و لولا لم تكن جملة "صلى الله عليه و سلم" مختصة بالنبي لوجدنا "المسلمين" يقولون عن يزيد :"صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم" و يجبرون الآخرين على قولها. و لو عاش يزيد، هذا الخليفة المسلم، أكثر من ثلاث سنوات لما احترقت مكة و لا استيبحت المدينة ولا دُنست كربلاء فقط بل أن دمشق و غيرها من المدن قد احترقت أيضا و ربما أصبحت تحت أنقاض النسيان.
قبل أيام قليلة عرضت قناة كواترو (cuatro ) الأسبانية فيديو سجلته، في عام 2000، عصابات طالبان الارهابية لمصطفى ست مريم، الارهابي الملقب بأبي مصعب السوري، و رأينا في الفيديو هذا الارهابي و هو يشرح لأعضاء منظمته الاجرامية كيفية القيام بالقتل و السرقة. و من ضمن ما كان "يدرس" هذا الأستاذ الارهابي هو التشجيع على سرقة السائح، فالسائح كما يقول: "لدية على الأقل من 1.000 إلى 1.500 دولار في جيبه، و معه جواز السفر و مجوهرات زوجته"، و كذلك " يمكن الدخول إلى غرفة الفندق التي ينام فيها، فيقتل السائح و تسرق أمواله". هذا مثل لواحد من زوار المساجد الإسلامية و روادها المستمرين ينصح بالسرقة و يعلمها، و في القرآن نجد: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا". لكن يدي ست مريم لا تقطع في عالمنا الاسلامي بل يُصفق لهما. و المعروف عن ست مريم أنه كان صديقا حميما للصحفي السوري تيسير علوني الملقب أيضا بأبي مصعب، و كلاهما كانا من الزوار الدائمين للسعودية راعية الارهاب و دول الخليج الأخرى التي تنتشر فيها الأفكار الوهابية الإرهابية. و كان ست مريم أيضا الأب الروحي لصديقه الصحفي و عرّابه أمام عصابة طالبان و الداعم الرئيسي للسماح لقناة الجزيرة الإرهابية القطرية لتفتح فرعا لها في كابل. و أما المقابلة التي قام بها الصحفي مع بن لادن فلم تكن إلا بواسطة ست مريم.
ذكر لي صديق يسكن الدانمارك أن سكيرا دانماركيا، مريضا، سلم ابنته الصغيرة ذات العشر سنوات إلى أحد المسلمين هناك، مقابل 300 كرونة، و ما كان من هذا المسلم إلا أن جمع أصحابه، فأصبحوا عشرة بهائم مسلمة، ليغتصبوا الصغيرة الدانماركية، و بهذا استطاع أن يصبح قوادا ليستثمر الـ 300 كرونه بربح كبير... فهل يُـرجم الزناة أم يزغرد المتأسلمين لهم لأن المغتصبين الأنذال من "المسلمين" و البنت الصغيرة مسيحية دانماركية؟
و نشرت مؤخرا إحدى الصحف الدانماركية كاريكوتورا، شبهت به النبي محمد بإرهابي يحمل على رأسه قنبلة و تعرضه لقرائها و كأنه ذلك الإرهابي الإنتحاري الذي يفجر نفسه بنفسه و ليقتل آخرين. والآخرون هم الأطفال و النساء و باقي المدنيين في العراق و في مدريد و في لندن......
فمن أعطى هذه الصورة البشعة و الإجرامية عن النبي محمد، إن لم يكن اولئك الإرهابيون الذين يصفق لهم أعراب الحقد و النفاق، و يرقصون لهم أكثر و أكثر عندما يكون ذلك القتيل طفلا أو امرأة عراقية؟
و من الذي يشوه صورة الإسلام و بالتالي صورة النبي محمد، إن لم يكن اولئك الذين يتاجرون بالحشيش المغربي؟ و أولئك القوادون الذين يعرصون ليل نهارعلى النساء المسلمات، مغربيات، جزائريات، مصريات.. الخ.. و الأُخريات من غير المسلمات؟
و من الذي يشوه صورة النبي محمد إن لم يكن أولئك الأعراب و المسلمين الذين يسرقون الناس في الشارع و يخطفون حقائب العجائز في شوارع المدن الأوربية؟
هذه هي الصورة التي خلقها الإرهابيون و اللصوص و القوادون عن الإسلام و عن النبي محمد و عن مجموع المسلمين و العرب..
و أضحك اليوم عاليا من الذين يريدون مقاطعة البضائع الدانماركية.. نعم أضحك لأنني رأيت كيف قاطع المسلمون البضائع الاسرائلية و الصهيونية و شركات الولايات المتحدة و رأيت كيف أن محلات ماكدونالد و غيرها تعج بلحى المتأسلمين و برضاعات أطفالهم المشتراة في مارك سبنسر...فبدلا من نقصان أرباح هذه الشركات فقد رأيناها قد ازدادت، و راينا كيف تكون مقاطعة الدولة العبرية....عبر الانتظار على أبوابها للعمل في مصانعها و مزارعها و لتحسين اقتصادها، ثم استلام الأجور من الصهاينة. لقد قرأت في الصحف أن الدول الأوروبية تمنح الفلسطينيين مساعدة تقدر بـ 500 مليون يورو، و الولايات المتحدة الأمريكية 200 مليون يورو، و اسرائيل (؟) 420 مليون يورو..
لقد كنت أحد مقاطعي الهمبرغر الأمريكي و الكوكا كولا بعذر و دافع سياسي و وطني و قومي (أو سمه ماشئت) و لكنني وجدت أن أصحاب القضية هم الأوائل في قتل جوعهم بتعبئة أمعدتهم بالهمبرغر الماكدونالدي و الأوائل بملئها بالكوكاكولا لارواء ضمئهم. أما الآن فإنني من الذين يقاطعون الهمبرغر الأمريكي و الكوكا كولا لا لشيء الاّ لأسباب صحية لا غيرها. و هكذا سنرى كيف أن مقاطعة البضائع الدانماركية ستكون أسوء من مقاطعة البضائع الأمريكية أو الإسرائيلية و لن تكون إلا زوبعة في فنجان القهوة العربية الفارغ.
و قبل أيام اجتمع في تونس وزراء الداخلية العرب، و تكلموا فيما بينهم عن كيفية محاربة الشعوب العربية، و ليس عن كيفية محاربة الإرهاب و أصدروا فتواهم ضد الدانمارك. إن الدانمارك هي إحدى الدول الأوروبية التي أعطت حق اللجوء لمئات الآلاف من الهاربين من طغيان الحكومات الإسلامية، و احتضنتهم، و هي دولة إشعاع حضارة و سلام و إنسانية، بالعكس تماما لتلك الدول العربية و الاسلامية التي لم تحترم أي فكر ، لا بل لم يردعها أي رادع في قتل المواطنين العرب و المسلمين، و إذا كانت هذه الحكومات تزهق أرواح الناس فكيف بها تحترم مشاعرهم و أفكارهم؟ إن الدول العربية و الاسلامية ما هي إلاّ مُصَّدر للإرهاب و منبع إشعاع للجهل. فكيف تطالب هذه الحكومات الدانمارك باحترام مشاعر المسلمين و هي ترسل الإرهابيين لتفجير الكنائس العراقية و مساجد الشيعة و حسينياتهم؟
إنها حقا مهزلة هذا القرن !
و إنه ما يُضحكني حقا هو شر البلية التي يقوم بها المتأسلمين و أعراب الكفر و النفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم