الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا قال سيد قطب في المعالم

ابوذر ياسر

2017 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتاحت لي الشبكة العنكبوتية كما يحلو للبعض ان يسميها فرصة اعادة قراءة ( معالم في الطريق) للسيد قطب فقد وجدته مكتوبا و كذلك مسموعا على اليوتيوب.
الكتاب ألفه سيد قطب في السجن ايام حكم الرئيس جمال عبد الناصر بعد اعتقاله على خلفية محاولة اغتيال بعد الناصر في المنشية عام 1954.
و الكتاب ليس كما سمعت يحتاج لاستيعابه معرفة عميقة بالفقه الاسلامي و ملكة عالية في الادب والبلاغة.فالكتاب مكتوب بلغة بسيطة وواضحة وافكاره هي الاخرى واضحة ومباشرة.
لا يمكن فصل الافكار الواردة في الكتاب ( و جلها ليست جديدة او مبتكرة) عن الوضع النفسي للسيد قطب وهو يعاني تجربة السجن ولا عن مجمل خلفيته الحياتية و خاصة سفره لامريكا و مكوثه لمدة سنتين و الاحباط الذي اعتمله من النظام الرأسمالي والحياة الامريكية و كذلك خيبة أمله في ثورة عبد الناصر التي ساندها بقوة دون ان ترضخ لرغبته في تولي وزارة المعارف ناهيك عن تحوله السريع عن الفكر الماركسي بتأثير عباس محمود العقاد.
يغلب على الكتاب الطابع الانشائي العاطفي الذي يخاطب عقول و عواطف الشباب و يدور بمجمله حول عدد من الافكار التي تشكل خلاصة الكتاب و عصارته. الكتاب لا يخرج من دائرة الصراع مع النظام الناصري رغم انه لا يشير له بالاسم.
(لا حكم الا لله) العبارة التي شهرها الخوارج بوجه الامام علي في صفين يكررها السيد قطب في هذا الكتاب كثيرا ويدور حولها جزء مهم من هذا الكتاب و هو يعتبر ان اي مجتمع لا يعمل بهذا المبدأ الذي يسميه مبدأ ( الحاكمية لله ) هو مجتمع جاهلي و غير متحضر ثم يستنتج ان كل المجتمعات الحاضرة هي مجتمعات جاهلية و غير متحضرة.
ويذهب سيد قطب بعيدا فيتهم كل من يتبع قانون او نظام ليس من عند الله بالكفر .
يتحدث السيد قطب و كأن القرآن قد احاط بكل مسائل الحياة رغم التطور الهائل في مجمل نواحي الحياة و حاجات البشر في العصر الحديث.
ويدعوا سيد قطب الى جهاد الكفار في كل مكان وينفي بشكل قاطع بل يسخر ممن يحصر الجهاد في اطار الدفاع عن النفس و الخطير في الامر ان الكفار الذين يقصدهم السيد قطب هو كل المجتمعات الحالية بما فيها المجتمعات الاسلامية التي هي بنظره مجتمعات جاهلية ايضا".
و يعتبر قطب جيل المسلمين الاوائل جيل قرآني فريد لأنه لم يقرأ سوى القرآن وان كل الفساد الذي انتاب الاجيال اللاحقة هو بسبب الانفتاح على الفلسفة والافكار الواردة من الخارج.
ولكي يرتقي الجيل الحالي الى مستوى جيل المسلمين الاوائل فعليه ان يلجأ الى ( العزلة الشعورية) فلا ينهل الا من القرآن و يعزل نفسه عن الافكار و الفلسفات ومجمل النتاج الفكري الانساني. وعليه ان يقبل على القرآن ليس بقصد الامتاع والتذوق بل بقصد تلقي الاوامر.
و يكرس السيد قطب جزء من كتابه للحديث عن الامة الاسلامية على انها الرابطة الوحيدة التي تلائم روح العقيدة الاسلامية وعلى المسلم الحق ان ينبذ الانتماءات العشائرية و العصبية القومية و في هذا اشارة واضحة لمشروع عبد الناصر القومي.
وهو بهذا يستخدم قطب موضوع القوميه العربية و موضوع تكفير الدولة التي لا تعمل بشريعة الله في صراعه المرير مع عبد الناصر.
تجدر الاشارة الى ان السيد قطب لم يكن منتميا الى جماعة الاخوان المسلمين قبل ثورة يوليو 1952 بل انتمى اليها لاحقا و لم يكن في يوما ما مرشدا لها بل كانت كتاباته تحظى بمباركة المرشد حسن الهضيبي رغم اعتراض بعض قيادات الاخوان عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب