الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين رسم وموت

مروان توفيق

2006 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أخذت الحمية "حماة الدين والبلاد" وهاجت الدنيا وقامت بسبب كاريكاتير تعرض لشخصيةالنبي ص! الصحيفة التي نشرت الكاريكاتير صحيفة حرة في بلد حر, وعلى الرغم من حرية الكتابة فأن الدولة أعتذرت عن هذا التصرف المؤذي لكثير من الناس وربما لم يكن للاعتذار أعتبار لولا الخوف من المقاطعة الاقتصادية والكساد المالي الذي بدا وأنه يهدد الدنمارك بلاد الحليب والأجبان. ما قامت به الدول والاقلام هو عمل فعال أجبر الدنمارك على الاعتذار.
حضرتني كتب التاريخ الاسلامي و كتب الأحاديث الصحيحة و حال النبي وأزواجه وقصص الجماع والطواف على النساء, والاغفاء في أحضان الزوجات أمام الاصحاب !
والنكاح و رواياته وكل شيء- يثير حفيظة العرب وحمية الدين والبلاد وأقصد به النكاح وما يشمل , فلا مقرف شعور ومجلب عار ومستفز للنخوة عند اغلب العرب سوى الكلام والتعريض بالنكاح و ما يدخل تحته, أما القتل والظلم فأثره أقل ويعفو الخالق عما سلف في ذلك- !!
أذا كان تعرض رجل غريب لشخص النبي ص بكاريكاتير أثار حمية الرجال فما أجهل القوم بتاريخيهم و أن دل هذا الصخب على شئ فأنما يدل على جهل الناس بماضيهم و فضائحه, وأذا أخذتهم و العوام الحمية في ذلك فما قولهم أذا ما تصحفوا التاريخ بعين حرة وعقل رشيد , ربما سيمسهم المس مما سيتصفحوا لكن منطقهم المعوج سينجدهم مما سيروا من تناقضات! لم يقتل الرجل صاحب الكاريكاتير أحدا و أعتذرت حكومته عما بدا منه وأن كان لا دخل لها بذلك وربما كان لها دخل خفي لاثارة حفيظة المسلمين والتحرش بالمهاجرين!
هذه الحمية من ملوك وحكام ليس لها علاقة بحب النبي ص بقدر ما هي أثبات للهوية وللأستهلاك المحلي! أذا كان هؤلاء الحكام والملوك غيارى على دينهم ونبيهم فمابال بلادهم تعج بالظلم والاستبداد
متى يصدر الازهر فتواه ويدلي بدلوه بتعليق على ما يحدث في العراق من تفجير بيوت العبادة بأهلها المسالمين, أما أن هذا ليس بالامر المهم مقارنة بما فعل الصحفي الدنماركي؟ ومتى توضح بلاد تصدير الارهاب موقفها من أبناءها المخبولين أصحاب المفخخات ومن أذاعاتها المسمومة وما تبثه من فرقة بين الناس في العراق.
هذا البلد الذي يصحو على صوت المتفجرات في بيوت العبادة وفي الشوارع والبيوت هو لا شئ مقارنة بكاريكاتير سخيف لفنان مغمور أراد الشهرة بتشهيره بالنبي ص , فهنيئا لحماة الدين بلائهم ودفاعهم , أما الطيبين الذين رحلوا بسبب تفجيرات القتلة وهم في بيوت عبادتهم في فقد مضوا بلا عزاء.

مروان توفيق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة