الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4200 دين ومذهب ومُعتقد في العالم !.

صادق العلي

2017 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرون يعتبرون الايمان احتياج انساني للبعض , فالايمان عندهم يخلق حالة من التوازن النفسي والاجتماعي الذي يخلق بدوره التكافل بين المؤمنين في الدين او المذهب الواحد , وهو ترسيخ للقيم الحضارية العليا التي انتجتها الانسانية على مر العصور .
بعيدا ً عن النظريات الالحادية او اللادينية , التي اجدها في احيان كثيرة بديلاً سيئاً عن الايمان , فأن ايمان ما بعد الحداثة او الايمان الحديث ( المجتمعات الاوربية مثالاً ) مع وصول العلوم والتكنولوجية الى ما وصلت اليه , اجده على ارض الواقع ضرورة حياتية افضل بكثير من فردانية الالحاد او الانعزالية اللاديني , ان صحت هذه التسمات , وهنا سنكون بمواجهة قديم جديد وهو , كيفية التعامل مع الايمان كونه ضرورة حياتية آنية ؟, مثال على ذلك توجه كبار السن للسماء ولدورالعبادة كي تمنحهم ما يحتاجوه !.
المذاهب في الدين الواحد هي تجليات لذلك الدين , بمعنى هي دين جديد مُنبثق عن الاصل , يحمل بعض صفاته مع اضافات جديدة او استقطاعات , هذه الاضافات يجدها اصحابها انها اصل الدين وقد اهملت او اخفيت بقصد , كذلك استقطاع ما لا يلائم المرحلة وما بعدها .
بحسب الدراسات والبحوث هناك اكثر من 4200 دين ومذهب ومُعتقد في العالم اليوم , هذه الاديان والمذاهب والمعتقدات تختلف وتتشابه , منها تبشيرية ومنها منغلقة , منها من يصل اتباعها الى المليارات ومنها لا تتجاوز العشرات او المئات من الاتباع , ولكنها مُسجلة كأديان رسمية سواءً في بلدانها او في الامم المتحدة وبالتالي يجب التعاطي معها بدرجة واحدة .
علماء الاجتماع وغيرهم من المهتمين العقلانيين بهذا الموضوع , ينظرون الى جميع هذه الاديان في طروحاتهم وفي بحوثهم على انها في مرتبة واحدة , وبحسب نوع البحث والدراسة ( كما في هذا المقال ) فأنهم يتناولون الايمان وما ينتج عنه , بمعنى كيفية تعاطي الانسان مع دينه انعكاسه على الاخر المختلف , هذا النوع من البحوث والدراسات تُنتج بالضرورة المعرفة الانسانية , المعرفة هنا ليس ترفا ً كما يعتقد البعض , وانما هي ضرورة انسانية بحكم التراكم الحضاري التي وصلت اليه الانسانية من جهة , وعدم السقوط في متاهات الصراعات الايدولوجية من جهة اخرى .
منطقان لابد من التسليم بهما :
المنطق الاول : التسليم بحرية الاعتقاد الذي يحتم اعطاء الحق للاخر بأعتناق ما يراه مناسبا ً , دون انتقاص من اختياره .
المنطق الثاني : التسليم بسيادة القانون الذي يحدد حركة المجتمع بكل المجالات , واهمها الايدولوجي الذي يتحكم بأغلب مفاصل الحياة .
افتراض قابل للنقض :

الاختبار الاول :
لو اخذنا شخصا ً من كل دين او مذهب او مُعتقد من الاديان الـ 4200 , ووضعناهم في ساحة كبيرة تتسع لهم جميعاً , على ان يرتدوا الزي الرسمي لاديانهم او مذاهبهم او معتقداتهم , وان يحضروا معهم ادواتهم التي يؤمنون بقدسيتها , واعطينا لكل منهم وقتاً محددا ً بالتساوي ليتحدثوا عن الاله الذي يعبدوه وعن اسمائه وصفاته وما يمنحه لهم من سكينة وامان .
الاختبار الثاني :
سنقوم بذات التجربة , ولكن سيكون هناك لباس موحد للجميع , مع عدم وجود اي من الادوات او العلامات الدالة على اديانهم او مذاهبهم او معتقداتهم , وسيتحدثون عن الايمان فقط بعيداً عن الاله .
ماذا سنجد بعد ان ينهي الجميع كلامه ؟.
سننتهي الى خلاصة وهي التشابه حد التطابق بأهم مفاصل الايمان عندهم الا وهي :
الثيولوجيا : علم الالهيات .
الاسكوتولوجيا : علم الاخريات او علم نهاية العالم .
السلام الروحي والطمأنينة التي يحصل عليها المؤمن من دينه ومن ربه .
لن نتعرف عليهم الا من خلال اعلانهم عن اسماء اديانهم التي يعتقدون بصحتها , خصوصاً لغير الاديان الكبرى المهيمنة على المشهد الايدولوجي العالمي .هذا يعني ان حيثية الايمان تخضع لمنطق المؤمن , وليس لحقيقة هذا الدين او ذاك المذهب , فلماذا الاصرار على شيطنة الاخر ( جعل الاخر شيطاناً ) مع الارتقاء بالذات ؟.
صانعوا القناعات الجماعية او الجمعية ( رجال دين بالتحديد ), يدركون جيدا ً ان عقل المؤمن ليس في رأسه , وانما بين ايديهم , وانهم يمثلون ربه ودينه , لذلك هم مصدقون امام رعيتهم بشكل مُطلق , وعليه يجب على الحكومات والانظمة ايجاد اليه معينة للتعامل مع الاديان , ليس بوصفها قناعة شخصية , بل بوصفها محموعة اشخاص يتحكمون بحياة وحركة المجتمعات , وفي احيان كثيرة يخلقون الحروب والنزاعات التي تطيح بالمجتمعات والدول !.
صادق العلي - ديتروت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام نور
احمد الجندي ( 2017 / 6 / 27 - 17:48 )
اخي الكريم كلامك نور ولكن الحقيقة الغائبة والتي ذكرتها انت ولك تكملها هي شيطنة الاخر
ففي المسيحية يقولون الاسلام دين الشيطان والمسلمين يعبدون الشيطان والنبي هو نبي الشيطان والرسول هو رسول الشيطان ولكن يبكون عندما نقول كافر والحقيقة التي يغيبها هي كلمة شيطان فالاسلام لم يصف الاخرين بالشيطان عكس الاخرين ولكن الغريب في الموضوع انه لا احد يذطر ذلك او ينتقدهم على ذلك

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah