الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصوليون العرب يسرقون الإيمان أم يثبتونه

هاني نسيره

2006 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البر حسن الخلق وإن للإيمان حلاوة ليس يعرفها إلا من ذاقها،، والدين متين ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، ولكن ما لنا رغم زخم الإخوان المسلمين و والقاعديين والسلفيين والجهاديين والأزهرييين لا ينكر منكر حاجة الناس للإيمان وضعفه في نفوس الشبان والكهلان والنسوان، فالمساجد ليست ملاى ولا الأخلاقيات مستقيمة ولا العدل والشفافية في العلاقات بين الناس قائم،، نعم هناك دعاة مخلصون نحسبهم على خير لم تشغلهم السياسة عن الدين ولم تشغلهم العداوات والحسابات والفضائيات عن إصلاح القلوب والأخلاق ولم تشغلهم الفضائيات عن جوب البلاد ذهابا وإيابا ربما على نفقاتهم ولكن أين من يزايدون على إيمان الأمة في أزمة الأخلاق المستشرية وأزمة الرحمة والتراحم وأزمة اليقين في عصر المعلوماتية وأين علوم السلوك والتزكية ؟ هل الحركات الأصولية تضع هذا الموضوع واحدا من أولويتها فتذكرنا بمعرفة الله ,, لا بالسلطان عبد الحميد ولا بالخليفة المعتصم " للمعلومة المعتصم كان معتزليا توفي سنة 227 هـ " بعد أن أوصى خليفته الواثق بإيقاع أشد العذاب بالإمام أحمد وصحبه أحمد بن نصر الخزاعي الذي مات تحت التعذيب مثل من ماتوا تحت يد صدام أو من ماتوا تحت يد الحجاج، أين الإيمان وآثار الإيمان ودور الجماعات الأصولية في ذلك، هل تكفير الحكام واحتراف السياسة ومحاسبة المفكرين وطرح خيار العداء المر مع كل آخر داخلي أو خارجي شاغلهم عن أن يكونوا ممن يحيون قلوبا موتى ويسمعون آذانا صما وأعينا عميا كما هو الدين وكما كان ينبغي أن يكونوا، هل دخلت دولة وشعوب كشعوب المالديف الإسلام بفضلهم دعوة من غير قتال كما دخلوا بفضل السلوك الأسلامي الراقي للتجار المسلمين من المتصوفة، هل أغنياؤهم وأصحاب البنوك في جزر البهاما وغيرها نجحوا في أن يدخلوا ملوكا كملوك المغول الإسلام كما نجح الخدم ووالجواري في بيوتهم لسنوات قضوها في صحبتهم، أم أنستهم الخطابة ومنهجية الصراع منهجية الدعوة والتربية وصولا بالناس إلي اليقين وصلاح القلوب والأفعال،، إن هذا الهم يصلح الآخرين ويعلم صاحبه التواضع والافتقار،، فيستحيل داعيا متعبدا لا قاضيا متعنتا، يتعلم السماحية لا التعصب، والحب لا الحرب وأن الآخرة خير له من الأولى إن موقف اليهود العنيف من الأخرين كما توضح التوراة والقبالا ناتج عن أنها ليست ديانة دعوة وتبشير ولكن قومية ولكن الإسلام والمسيحية ليسا كذلك فكانت السماحية مع الآخرين شرط دعوتهم فما بالنا يسيطر العنف علينا ولازالت دعوات أسلمة اللاعنف دعوات محل تشكيك في أصحابها دائما،، ما بالنا لو تصفحنا أولويات الحركات الأسلامية المعاصرة في مصر والكويت والسعودية وقطر وفي فضائياتها لم تعد تعنيها تربية الإيمان وإصلاح القلوب وعلوم التزكية قدر ما يعنيها الحكم بلادا وعبادا،، يعنيها في مصر " الحزب " الشرعي " آسف اللينيني " بداية لطريق الدولة الإسلامية وهم لا يخشون شيئا مثلما يخشون قوة بروز معارضة مخالفيهم من الإسلاميين الراديكاليين الذين كانوا أكثر نضالية واستقامة في تكفير المخالفين غير المؤمنين بعودة الخلافة وقدسية الخلفاء سواء كان الوليد الناقص أو السلطان عبد الحميد أو الخليفة قبل الأخير الذي مات سجينا أسيرا في سجون روسيا أثناء حربها مع تركيا طبعا قبل مراجعاتهم الأخيرة التي قد تمثل منافسا سياسيا أكثر اعتدالا، أو السلفيين الذين تسلحوا بمنطق ابن تيمية النقلي العقلي الدامغ للاشاعرة الضالين والمسيطر على منهج الأزاهرة لسنين، كان هؤلاء أكثر من يرتاب فيهم الإخوان ويقلقهم وجودهم وكانت معارك الرموز في الجامعة من قبيل : من أعلم أهل الأرض ؟ السوري السلفي أم المصري الإخواني أم السعودي وهكذا ,, وكان الناس يشاهدون مشدوهين بهذا الجذب البعيد دون أن يروا نموذجا يشدهم حقيقة لإيمان أو يذكرهم بالله والعرفان ولكن متى دققوا النظر وجدوا الخلاف وتشتتت بهم الطرق وبحثوا عن ضالة قلما وجدوها فيعتمدوا اللامبالاة منهجا فاعلا واعتزال السياسة والشأن العام طريقا، إذ ماذا يعنيهم في نزاع الجماعات أو نزاعهم مع السلطات،، في ظل غياب ما للفكريات وكراهة مبطونة منذ قديم للسياسات والخلافيات، إيثارا للسلامة، وبينما كانت المساجد مفتوحة للإسلاميين ولا زالت كان الخوف من الليبراليين والسياسيين عموما مسيطرا على السلطة ولازال فضلا عن عدم وجود نفس الدرجة من النضالية الإصلاحية لدي المفكرين المدنيين في العالم العربي، الذين قد يكتفي بعضهم ويقنع بدوره في الفضائيات المثيرة مدفوعة الأجر مقدما إياه عن دور تربوي أو تنويري حقيقي في مجتمعه، فالساحة لجاذبيات السلطة والدين متروكة وللمثقفين دورهم المحدودة في العاصمة وبين أروقة وصالونات الطبقة الراقية لكن الجماهير مضغوطة بين خوف السلطات وترويع الأصوليات التي تملك في أقل القليل إحدى الحسنيين " إما النصر والسيادة وإما الشهادة والسعادة " في الآخرة إن شاء الله " بدون والله أعلم"، لذا يطاردني سؤال للأصوليين العرب هو ماذا قدموا للدين وللإسلام وللمسلمين خاصة في مسألة الإيمان التي يزايدون عليها باستمرار ويبنون عليها متى وجدت بذرتها، فيجندون من وجدوه في حركاتهم رافعا شعارهم وأيدولوجيتهم واسلحتهم دون أن يرفعوه هم إلى ما يريده في علاقة بالله أو بالناس، يرضعونه العداء للمجتمع والآخر الداخلي والخارجي رغم أن الإيمان رحمة وحب وتفان وضعف وافتقار،، قبل أن يكون حربا أو جهادا أو تكفيرا وعقابا،، إن استقراء دقيقا أو سريعا لأجندة الحركات الأصولية في العالم العربي بمختلف تجلياتها لن نجد شيئا من أولويتها يهتم بمشكل الإيمان والتربية والتزكية ولكن نجد أولويات الصراع والتحدي ومحددات سياجاتها الأيدولوجية الخاصة في وجه كل المختلفين الإسلاميين أو الحاكمين أو العلمانيين أو الغربيين، وما الفرد في النهاية معها إلا رحلة استلاب يتكرس مجرد بوق وساعد للانتصار الأيدولوجي ينتظر الأمر ويلتزم الطاعة ويعلن البراء مما خالفها والولاء المطلق لها، وكما كفر أصحاب العقل في القديم فإن العقل الفردي الأصولي ينبغي ألا يفكر ولا يناقش ولكن ينتظر فقط الأمر، هو جندي في جيش الأيدولوجية لا في جيش الإيمان الذي أراده القرآن ودعى إليه نبي آخر الزمان – ص – وسائر الأنبياء في مختلف الأزمان،، لن يبكي مثل هذا لموت كافر ولن يعطي خده لمن لطمه ولن يهرب من عقاب الغامدية ,, ولن يسامح المجدلية ,, إنه فقط يهدد ويكره ويقتل من خالفه ويبرأ ممن لم يكن ملتزما طريقته ,, هو فيما تحدث عنه سيد قطب من العزلة الشعورية مقيم وفي سجن الأفكار سعيد ,, و الإيمان لا يصح الاعتقاد فيه من غير مساءلة مستمرة له، ولكن الاكتفاء بالقناعات وممارسة التعليمات يمنعهم ويحجبهم عن التفكير، خاصة وأنهم منسجمون مهما همشوا مع مجتمع لم يتعود أن يسائل قناعاته كما لم يعرف محاسبة حاكميه أو يراجع كهنته وملهميه، يرفض دائما تنحيتهم أوتنحيهم إن أرادوا حياء أو مصارحة أوتثبيتا لأنفسهم أكثر متى اهتزوا،، ولكن إن كان المجتمع سجنه الاستبداد قسرا ويمكن أن تطلقه الحرية فإن الأصولي يرفض الحرية لأنها هوى وشيخه الملهم عقله و دليله وأميره، وجماعته الفرقة الناجية القائمة على الحق إلى يوم الدين، هذا هو الإيمان الأصولي وهذا دورهم في إيقاظ إيمان الأمة،، أليس مؤكدا عدم أحقيتهم في المزايدة على إيمان العوام، الذين يسمعون عبد الباسط والمنشاوي من غير وسيط أو يقرأون في إحياء علوم الدين من غير مرشد شيخ كما أراد صاحبه، أو يصلون بالليل طلبا للمغفرة محاسبين لأنفسهم قبل أن يحاسبوا أحدا أو يقتلوه أو يهددوه أو يبعدوه ! إنهم كما يهددون المسلمين ويشوهون صورة الإسلام هم يشوشون على الإيمان حين يجعلون الدين المتين في حاجة لقوتهم أو قوة تحكم باسمه فقط دون أن يحكم فينا أولا، أليس القرآن هو المشترط للتمكين الإيمان والعمل الصالح، وأفضل الكلام حين ينزغك الشك ما قاله النبي " قل آ منت بالله ثم استقم " فإلى متى وطأة الدولة على الأمة والأخر على الذات والجماعة على الفرد والفرقة الناجية على النص والفكر في الإسلام الأصولي،، أهو اختناق للروح الإيماني أم تحرير لها، أهو تنشيط للإيمان أم سرقة وتجميد له، أهي علامات الإيمان نشاهدها تعاليا وانتحارا وقتلا على جسر الأئمة وفي لندن وشرم الشيخ أم أنه عقل وإيمان مستلب،
hnesira@yahoo،com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا