الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استبداد رجل الدولة ,, واستبداد رجل الدين

سلمان محمد شناوة

2006 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بسم الله الرحمن الرحيم
استبداد رجل الدولة ,,,,,, واستبداد رجل الدين
نحن نعلم جيدا ان الدولة العلمانية هى نتاج كفاح مرير للدول الاوربية مع تجربتهم الدينية ,,
بعد الالاف السنوات بعد سيطرة الكنيسة على الحياة المدنية فى الدول الاوربية ,, وبعد الاخطاء الفظيعة لسيطرة الكنيسة على الدولة باعتراف الاوربيين انفسهم , حتي بات رجال الكنيسة ملوك متوجين ,, هنا المشكلة ,, تركز السلطات بيد رجال الكنيسية على مدى قرون طويلة ادى للسلطة المطلقة , والسلطة المطلقة هى مفسدة مطلقة ,,
الحياة حين تستقر خلال مدة طويلة على وتيرة واحدة ,, تسبب تشنج فى مفاصل الحياة بالنسبة للناس ,, الحياة بطبيعتها متغيرة ,, غير متوقفه ,,
مشكلة رجال الكنيسة هى نفس مشكلة الكهنة فى العصور القديمة ,, هى نفس مشكلة رجال الدين لدينا ,, والتي اخشي ان تسيطر على العقول ,,
مشكلة المقدس ,, والمناطق التي لايجب الدخول لها والولوج اليها ,,, كان الكهنة فى العصور الاولى ليس من مصلحتهم نشر العلم والوعي بين الناس فكلما كان الناس اغبياء جهلاء ,, كان ذلك افضل حتي تتحق المصالح لهم ,,
رجال الدين الكنيسي احتكروا تفسير الانجيل وكنابة وتعلم الدين المسيحي ,, فاصبح بضاعة خاصة بهم ,, يرفضون ان يدخل لها اى كائن ,, وتخيلوا حجم المبالغ المالية التي كانوا يسيطرون عليها وعلى ميزانية دول باكملها ,, هنا خطورة الدين حين يكون وسيلة للكسب المادى ,, سوف يفتح ابواب لاتغلق من الاموال بغير حساب ,,الدين فى هذه الحالة تعطي الشخص وان كان يلبس ثياب الزهد ,, الا انه يعطيه المجد والقوة والسطوة والسيطرة والقدرة المادية بالتحكم فى ميزانية دول باجمعها ,, ونحن نعرف جيدا ان المجمع الكنيسي حين احتاج للاموال لتمويل الحروب الصليبة ,,اصدر صكوك الغفران ,, واعطاء براءة الذمة من الاخطاء ,, فهم اصبحوا وكلاء الله على هذا الدين فيحق لهم وراثته فى كل املاكه من ضمنها الجنة والنار ,,, التدخل من رجال الكنيسية وصل الى اصغر الامور فى الحياة اليومية ,,
و حين اختراعت المطبعة فى فرنسا ,, شجعوا طباعة الانجيل ولكن بعد سنوات قليلة حين وجدوا ان الانجيل يقراءه كل انسان لا بل قام بتفسيره كل شخص حسب طريقته ,, منعوا طبعة الانجيل ,,
لانهم باتوا مسيطرين والعلم والمعرفة تهدد سيطرة رجال الدين ,, الملوك واالاباطرة احسوا بفداحة الامر ,, التتويج ,, لم يكن يتم الا اذا انحني الملك امام البابا او من يمثله ليضع التاح الملكي ,, فكانت الثورة على الكنيسة ورجال الدين اعادوهم الى كنائسهم ,,,
فكانت العلمانية ,, وهى فصل الدين عن الدولة ,, وبمعني اخر ,, فصل رجال الدين عن ممارسة الحكم ,, هى برايي ,, سلطة عارضت سلطة ,, سلطة الدولة مقابل السلطة الدينية ,,,,
المشكلة ان رجال الدين يدعون معرفة كل شي ,, من الاقتصاد الى الخارجية الى الدفاع وكيفية تشكيل المليشيات ,, الى علم الفلك والنجوم ,, الى حتي القنوات الفضائية ,, والتدخل فى ادق الحياة اليومية للانسان ,,,,
العلمانية فى الدول الاوربية ,, ابتعدت عن الدين مسافات طويلة ,, وغير قابلة للالتقاء معها فى اى نقطة ,,
والحقوق المدنية ,, هى الحقوق الصيقة بالانسان حين يمارسها داخل دولة حديثة ,, الحرية والملكية الفردية ,, وحق الانتخاب والترشيح ,, وحرية التنقل والعمل والدراسة ,, بدون اى فرق على اساس الجنس او الدين او اللون ,, الكل سواسية ,, ونلاحظ ان ذلك مبداء اساسي اتى به الاسلام ,, الا انه لايطبق تماما ,,
الحقوق المدنية هى الاساس الذى يبني عليه فهل العلمانية هى الامثل لسعادة الانسان ام الدولة الدينية هو الامثل لابراز الحقوق المدنية للانسان ,,
كل له وجهة نظره ,,
ولكن التطبيق هو المحك ,,,

لنرى التطبيق ,,, على طول عمر الدولة الاسلامية ماعدا فترة الرسالة وفترة الخلفاء الراشدين ,, كل التجارب فاشلة فى اعطاء الانسان الحقوق المدنية ,, او اقامة دولة ديمقراطية اساسها رفعة الانسان ,, وحرية الانسان ,, الدولة الاموية دولة سيئة للدولة المدنية وبقراءة تاريخية بسيطة ترى كمية الدم الذى سفح على اعتاب هذه الدولة ,, ولايوجد سيف من سيوف هذه الدولة الا كان ملطخ بالدماء ,, كل انواع الدماء ,, كانوا دولة ملوكية وراثية ,, لادخل للانسان او حرية الانسان ,, لادخل حتي للدين بها ,, دولة استغلت كل شي فى سبيل بقاء الملك ,,طاغية اخر نمرود او فرعون لكن على شكل اسلامي ,, رجال الدين كانوا انفسهم اداة من ادوات الملوك (( الخلفاء )) فى هذا الوقت ,,كم من اراضى اغتصبت وكم من اعراض انتهكت ,, وكم رجال دين سجنوا وعذوبوا ,, والملوك كانوا يقربون هذا الفقيه مادام يثبت ملكهم ويبعدون الاخر مدام ضدهم ,, الدولة العباسية اتت بشعارات عودة الحكم الى بيت النبي فلم استقام لهم اضهدوا بيت النبي والناس ,, الدولة العثمانية دولة المماليك دولة الصفويين دول الاندلس ,,كلها اتت بناء على قوة السيف ,, ولا زالت مقولة ابو جعفر المنصور ,, من نازعني عروة هذا القميص ناجزته غمد هذا السيف ,,اصبحت قانونا لكل من اراد ان ياتى للحكم على اسنة الرماح ,, دول اتت ,, ودول ذهبت وكان السيف هو الحكم ,, وبعد الف واربعمائة سنة وبعد انتفاضة الشيعة فى الجنوب ,, وفى لقاء بين صدام والامام الخوئي وكان بقرب صدام بندقية ,, قال صدام (( لقد اتيت الى الحكم بقوة هذا واللى يريد ازالتي عن هذا المكان لايزيلني الا بقوة هذا )),,, نفس المنطق وان اختلف الاسلوب والاداة ,,

هذا الموروث الذى يثقل كاهلنا رجل السلطة ورجل الدين ,, اين هما من كل الذي يحدث , انهما يريدان يكونا فى قمة السلطة سواء بقوة السيف ام بقوة الدين ,,

ميراث رجال الدين على اساس انهم ورثة الانبياء ,, هذا الميراث الذى يخلق فيهم نفسية التسلط ,, والمفروض ان يوجد بهم نفسية التواضع ,, هم كانوا على مدى العصور متهمين ,, وحق ان يتهمهم ,, فان وقفوا بباب السلطان اتهموا بالتواطؤ مع السلطة وصاروا بوقا للسلطة يبررون افعالها ,, ويفتحون لها الابواب المغلقة , ويصنعون الفتاوى المعلبة لمشيئة الحاكم والملك ,, ونحن نرى ان المنبر ,, وهو منبر الرسول تحول ( الى وسيلة دعائية للحاكم ,, اللهم احفظ الحاكم ,, اللهم ارزقه الولد المبارك والزوجة المباركة ,, والامه المباركة والجوارى المباركة ,, اللهم اقتل اعدائة ,, وابد المتمردين والمعترضين ,, والمطالبين بحقوقهم ,, لانهم سوف ينافسون الحاكم بحقوقه ,,واذا ابتعد رجل الدين عن الدولة ,, اتهم بالمعارضة وانه لابد ان يؤيد معارضين الحكم ووضعت العيون حوله يراقبون حركاته وانفاسه ,, كلامه محسوب وغير مرغوب به ,, لان رجل الدين لايمكن ان يكون محايدا ,, وفى كلتا الحالين متهم ,,


نحن نحتاج الى اعتدال بين رجل السلطة وبين رجل الدين ,,نقطة وصل فلا افراط ولا تفريط ,, لانريد تشدد رجل السلطة لدرجة الاستبداد ,,والظلم وايضا لانريد استبداد رجل الدين باسم الدين واستبداد رجل الدين اشد واقسى من رجل الدولة لان رجل الدولة حين يظلم يعرف انه ظالم اما رجل الدين حين يظلم لا يعرف انه ظالم ,, لانه يعتقد انه يتكلم بسلطة الحق الالهى الممنوجه له ,, ولما لا وهم ورثة الانبياء ,, ولما لا وهم الامناء على العباد ,,,

الناس ادرى بشئون دنياهم ,,,
ولكن اليس الدين يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة للرجل العادى ,, الا يحتاج الانسان العادى وهو الجاهل بامور الدين ان يعرف كل صغيرة وكبيرة ,, بحياته ,, اليس رجل الدين وهو وريث النبي محمد ( ص ),,والنبي اولى من المؤمنين من انفسهم وارواحهم ,,

بين استبداد رجل الدين واستبداد رجل الدولة ,, يكون الانسان العادى البسيط ,, الذى تنقل عبر التاريخ ,, فكان هو المستعبد ايام العصور القديمة للعمل القاسي فى اسؤ الظروف الجوية يتعب ويكدح حتي يشرب سيده الماء البارد ويجوع حتى ياكل السيد هو وعائلته وان فكر الملك او السيد فى بناء صرح يذكره التاريخ ,, ونحن نرى الاهرامات كيف خلدت اسم خوفو ومنقرع ولا ندرى كم من الملايين الذين ماتوا ليحملوا حجرا واحدا او على الاقل كانوا وقودا للمعارك بين هذا الملك وذاك الملك ,,وامرته جارية من جوارى الملك ان كانت جميلة للاستمتاع وان كانت اقل جملا ,, كانت للخدمة ,,

حركة الانسان فى مسيرة الحياة من بدء الخليقة الى اليوم ,, مسيرة مؤلمة , الموتي يتكدسون على جانبي الطريق ,, والتاريخ لا يذكر سوى الاقوياء المنتصرون ,, اما الضعفاء كانوا وقودا لمجد الطغاة ,,,ورجال الدين كانوا هم دائما بطانة الملوك ,, وكانوا مسيروا الاحداث ,,

العلمانية ,, ربما هى الحل ,, ما لله لله ,, وما لقيصر لقيصر ,,, وبناء مؤسسات القانون التي تؤسس لحرية الانسان على اساس العدل وعدم التفرقة على اساس الدين او اللون او الجنس .
الكل سواسية ,, كاسنان المشط ,,,
واليس هذا ماجاء به النبي محمد ( ص ) قبل اربعة عشر قرنا ,,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا