الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاورة افكار الدكتور أحمد صبحي منصور

نوري حمدون

2017 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


= المؤكد أنه لكل متدبر للقرآن الحق في ان يقول ما يشاء . و مؤكد انه لا أحد من المتدبرين يجزم بأن رؤيته هي الصحيحة . و من حق المراقبين ان يعلقوا على نتائج التدبر هذه أو تلك . و ليس من حق المراقبين تخطئة ايا من نتائج التدبر . و لكن من حقهم الاشارة الى عدم اتساق نتائج التدبر مع النص المتدبر فيه . و من حق المراقبين مطالبة المتدبرين بعدم تقويل النص ما لم يقله من كلمات أو عبارات . خصوصا و أن الفقه قد استقر على أن النصوص منها المحكم و هو الواضح الدلالة , و منها المتشابه و هو غير الواضح الدلالة . و الجدير بالذكر ان مصطلح غير واضح الدلالة لا يعني ان النص منذ ولادته كان غير واضح الدلالة . فليس للمصطلح وجود في صدر الاسلام و زمن وجود الرسول (ص) و صحابته (ض) . ظهر المصطلح بعد ان تبدل الزمن و تغير الناس و ظهرت الحاجة لتفسير القرآن و بيان الاحكام . و لان المفسرين و الفقهاء لم يكونوا من الانبياء او الصحابة وقع الفشل في القضاء على ظاهرة النص غير الواضح الدلالة . و ثبت ان العثور على دلالة في زمن لاحق لغير الواضح الدلالة لا يحول النص غير الواضح الدلالة الى نص واضح الدلالة . فالشئ لا يكون هو و ضده في نفس الوقت بحسب المنطق البشري المعروف حتى تاريخ اللحظة .
= انبرى الكثير من الفقهاء للقرآن يتدبرون آياته ثم يؤولونها و يعطونها معاني جديدة تحتاج الى بعض المجاهدة لرؤيتها تتسق مع النص المتدبر فيه . أحد هؤلاء المتدبرين هو الاخ المفكر المصري الدكتور أحمد صبحي منصور مؤسس تيار القرآنيين المعروف . و أجد في احد مقالاته بعنوان /ما لم يعرفه الغرب عن السماء و السموات/ بتاريخ 26/6/2017 (( رابط المقال على موقع {الحوار المتمدن} http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=563495&r=0&cid=139&u=&i=0&q =)) نموذج للتدبر القائم على عدم اتساق نتائج التدبر مع النص المتدبر فيه . عدم الاتساق هذا يجعل قبول نتائج التدبر امرا في غاية الصعوبة . و قد كانت لنا الملاحظات التالية على ذلك التدبر .
1= يقول المفكر = (السموات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما) اشارة للانفجار الكبير
= الملاحظة = أشار النص الى الرتق و هو السد و الى الفتق و هو الشق و لم يذكر الانفجار . الانفجار في اعتقادي يحتاج الى اشارات اقوي بكثير من الفتق و الشق .
2= يقول المفكر = (من كل شئ خلقنا زوجين) اشارة الى ان السموات و الارض زوجان
= الملاحظة = الطحالب و الدرنيات و الاميبا و الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات ليس منها زوجان .
3= يقول المفكر = (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) اشارة الى توسيع الكون
= الملاحظة = الجملة حالية(حال) تقول ان بناء السموات تم على حال الاتساع الذي هو عكس الضيق
4= يقول المفكر = (يوم نطوي السماء كطي السجل) اشارة الى التقاء السموات و الارض
= الملاحظة = النص يذكر السماء و لا يذكر الارض .. و السجل هو الصحيفة التي اذا ما طويت .. على العكس .. لا يلتقي طرفاها .
5= يقول المفكر = (فاذا نفخ في الصور) اشارة الى الانفجار الثاني الذي يدمر السموات و الارض
= الملاحظة = الجملة شرطية جوابها (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) .. و لم يذكر مع الواقعة انفجار
6= يقول المفكر = (و حملت الارض و الجبال فدكتا دكة و احدة) اشارة الى تدمير السموات و الارض
= الملاحظة = و النص يتحدث فقط عن الارض و الجبال و لا يذكر السموات
7= يقول المفكر = (يوم تبدل الارض غير الارض) اشارة لانفجار آخر يتم به خلق السموات و الارض الخالدتين
= الملاحظة = النص يتحدث عن تبديل يتم للارض و لم يذكر الانفجار و لا السموات, وليس بالضرورة ان يكون هناك انفجار لحدوث التبديل .. مثلما لم تكن هناك ضرورة للتلقيح الجنسي ليتم خلق آدم او حواء أو عيسى .
8= يقول المفكر = (و نفخ في الصور ... ثم نفخ فيه أخرى) اشارة الى الانفجارين
= الملاحظة = النص يتحدث عن نفختين لا انفجارين , و لماذا نربط التغيير بالانفجار دائما .. و ربما ان التغيرات الكبيرة المذكورة في التاويلات الثلاثة اعلاه محصورة فقط في الارض , و لا شأن للسموات او الكون بها .
9= يقول المفكر = (و وضع الميزان) اشارة الى ثبات النظام الكوني
= الملاحظة = العبارة مقروءة مع ما معها (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)...) الميزان اشارة الى العدل
10= يقول المفكر = (الشمس و القمر كل في فلك يسبحون) اشارة الى المدارات المستقرة للافلاك
= الملاحظة = و هذا منظر حقيقي يرى بالعين المجردة .. اين الاعجاز
11= يقول المفكر = (في فلك يسبحون) اشارة الى انها تدور حول نفسها
= الملاحظة = يسبحون معناها (يجرون) و هذا ايضا منظر حقيقي تراه العين المجردة .. لا توجد اشارة الى جري حول النفس او حول شئ آخر
12= يقول المفكر = (و جعلنا في الارض رواسي) اشارة الى حفظ القشرة الارضية بالجبال
= الملاحظة = و هذا ايضا هو الفهم العادي الذي تبادر الى ذهن السلف الصالح قبل الف عام
13= يقول المفكر = (و جعلنا السماء سقفا محفوظا) اشارة الى حفظ الارض بطبقة الاوزون
= الملاحظة =النص يشير الى ما يرى بالعين المجردة (ان السماء سقف) .. و النص يتحدث عن حفظ السماء و ليس الارض .. و لم يذكر طبقات للسماء او طبقة للاوزون
14= يقول المفكر = (و سخر الشمس و القمر كل يجري لاجل مسمى) اشارة الى دوران الارض حول نفسها و التسبب في الليل و النهار
= الملاحظة =و هذا ايضا مشهد معلوم و استنتاج مالوف عند السلف .. النص يتحدث عن الشمس و القمر و جريانهما لوقت معلوم .. و لا يتحدث عن الارض و لا دورانها حول نفسها و تسببها في تعاقب الليل و النهار
15= يقول المفكر = (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها) اشارة الى الجاذبية
= الملاحظة =النص يتحدث عن مشهد مالوف للسلف و الخلف يطلبون معه رؤية العمد .. النص يتحدث عن رفع السماء بعمد لا يمكن رؤيتها .. و لم يذكر الجاذبية
= القرآن خطاب مخصوص للعرب المعاصرين للرسول و هم المعنيين بالمفردات و العبارات و الصور البلاغية و التي تعبر عن العالم المالوف لديهم أو الذي يمكن أن يلاحظوه هم و بادواتهم المتاحة لهم حينئذ . و لفهم مضمون ذلك الخطاب الخاص يجب التعامل مع المفردات و العبارات في اطار دلالاتها في ذلك الوقت . الواقع ان الكثير من المفردات القرآنية صارت اشبه بالمصطلحات العلمية (التي يحرص العلماء في كتاباتهم على ايضاح مدلولاتها حتى لا يفهم من كلامهم ما لا يريدون) . الفكر لا يوجد بمعزل عن البيئة التي انتجته . و من الخطأ أن نحكم على فكر ما بعدم المعقولية لأننا لا نراه متسقا مع بيئتنا الحالية . و الخطأ الاكبر ان نجعل مواعين اللغة القديمة تتحدث عن الفكر القديم و الفكر الحديث في نفس الوقت . ان القدسية التي يتمتع بها القرآن لا يجب ان تدفعنا لرؤية اعجاز علمي لا يتفق مع التفكيرالعلمي نفسه . فنصوص القرآن في نهاية المطاف هي نصوص لغوية يجب ان تنطبق عليها ضوابط و قواعد اللغة التي قال عنها الله جل و علا انها لسان عربي مبين . و أول هذه القواعد ان النص لا يمكنه ان يدل على نفس المعنى بالنسبة لشخصين ينتميان الى نظامين بيئيين مختلفين تفصل بينهما الف و أربعمائة عام . و لهذا حمل لنا التراث ذلك الكم الهائل من كتب التفاسير التي همها الرئيس ان تمكن الناس من التعرف على الدلالات المقصودة بالاصالة من النص . و من هنا جاء احترام الناس على مر العصور لتلك التفاسير . القرآن لا يحتاج للاكتشافات العلمية ليثبت صحته . و من ناحية أخرى فان رسالة القرآن كانت شديدة البساطة بحيث أنها لم تحتج لاكثر من كتاب واحد من الحجم المتوسط ليحملها و لم تحتج لتطبيقها لاكثر من الناس العاديين الذين لم يكن من بينهم ارسطو زمانه او سقراط عصره و لم يكن بينهم نيوتن الجاذبية او اينشتاين النسبية . الجيل الاول من حملة القرآن ينتمون لنفس البيئة التي ينتمي اليها الرسول (ص) و القرآن الذان تحدثا اليهم بنفس مفردات تلك البيئة. و كانت النتيجة الفهم الصحيح لمدلولات القرآن دون الحاجة الى كتب في التفسير او مقالات في التاويل .
= ان الرسول (ص) هو المسؤول عن تبليغ الرسالة ممثلة في القرآن . و لم يرد في الاثر ان الرسول (ص) قد قال ان القرأن يحمل في نصوصه المدلولات التي تفهم في زمن التبليغ و المدلولات الاخرى التي سيفهمها اناس آخرون حينما يحين زمانهم .
= ان الله جل و علا أكبر من الاكتشافات العلمية . و يجب تنزيه القرآن من ربطه بتلك الاكتشافات العلمية . ان العلم الذي اكتشف ذات يوم ان الجزئ هو اصغر وحدة للمادة عاد في وقت لاحق و اكتشف ان الذرة أصغر من الجزئ . و فيما بعد اكتشف العلم ان الالكترون هو الاصغر من الجميع . بيد أن الاكتشافات الحديثة اثبتت وجود جسيم آخر اسمه النيوترينو كتلته أصغر من كتلة الالكترون . و عليه .. مستحيل عقلا ان تكون جميع الاكتشافات العلمية المتعلقة بالمجال المعين (أصغر كتلة) مقصودة بالاصالة من نفس النص .
= نؤكد احترامنا الكبير للدكتور المفكر احمد صبحي منصور . و نؤكد أيضا اننا لسنا ضد التاويل عبر التفكير و التدبر في النص القرآني . نحن ضد غياب المعقولية في الربط بين التاويل و النص القرآني . و لنا الحق في رفض التاويل غير المعقول .
(((محاورة بعض افكار الدكتور احمد صبحي منصور – بقلم / نوري حمدون)))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألقرآن ألكريم هو كتاب هداية
د. ليث نعمان ( 2017 / 6 / 29 - 06:06 )
و ليس كتاب علوم خاطب بشر قبل 14 قرناً بما تتحمله عقولهم. أرادهم أن يتدبروا بألدنيا من حولهم عسى أن يؤمنوا فتصور لو ذكر لهم ألأنفجار ألعظيم و ألجاذبية و ألثقوب ألسوداء


2 - تعليق بسيط
حسن عبد اللطيف ( 2017 / 6 / 29 - 18:25 )
الأخ الكريم
المفروض أن الدكتور صبحى منصور يكتب حاليا سلسلة من المقالات للإشارة الى وجود آليات بناء الحضارة الحديثة بأرقى مفاهيمها فى النص القرآنى .. وهو يريد أن يثبت أن الغرب لو كان قد أخذ بتلك الآليات الإلهية الكامنة فى القرآن لكان نضوجه الحضارى أسرع كثيرا مما حدث فى الواقع .. والرأى عندى أن الدكتور فشل فى تلك المهمة فشلا ذريعا لأنه ابتعد بمقالاته عن ذلك الغرض ولم يتمتع بالشجاعة اللازمة للبحث فى تلك الآليات . ولقد سبق لى أن طالبته هنا فى مقال بالحوار المتمدن وفى مقال مماثل له على موقعه أهل القرآن منذ نحو عشر سنوات بالبحث فى تلك الآليات وإبرازها كقوانين إلهية قرآنية من أجلنا نحن وليس من أجل الغرب إن نحن اتخذنا القرآن وحده دون سواه من الكتب - لكنه التزم الصمت - والردود على مقالاته ممنوعة كما تعلم . وها نحن نراه ينصرف فى مقالاته الحالية الى استعراض أشياء لا صلة بينها وبين تلك الآليات .. أشياء تكلم ويتكلم فيها كل من هب ودب من مدعى الإعجاز العلمى وغيرهم ولا صلة لها البتة بقضية آليات البناء الحضارى. ولأننى يائس من أى تفهم أو تقدير لخطورة الأمر من جانبه فإنى أكتفى بما قلته لك الآن وشكرا

اخر الافلام

.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع


.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية




.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah