الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع البدائي في ظل الاستلاب الديني السياسي المزدوج

عبدالباسط المياحي

2017 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تخلق المجتمعات المتدنية الوعي في حياتها العامة سلطتين علويتين تتفاعلان بكفاءة لخلق مزاج مريض ومشوش يعمل على توطين المشكلات وتحويلها الى عيوب وآفات عظيمة ...!!!
في مستوى الادارة السياسية ، ينشط المجتمع الضحل لتقديم رموز سياسية تمارس الخداع والفساد بشكل يجعل تلبية الحاجات العادية له اهدافاً مؤجلة ومعلقة في الخيال الجمعي ، كاحلام بعيدة ومترفة...
في المستوى الاخر للسلطة داخل هذه المجتمعات ، يعمل الناس على استدعاء الواجهات الدينية ازاء حاجاتهم الغائبة ، فتقدم هذه الواجهات خطاباً اخلاقياً غارقا في التفاصيل البعيدة عن حاجات الناس الفعلية ، وهو خطاب اقرب الى التقريع والتوبيخ منه الى الحلول العملية...من حيث انه يدعو الفرد الى ترسيخ هويته الدينية ، ومراقبة شكل ملابسه ، وطول لحيته وكثرة عباداته ، واقامة شعائره الدينية ، ويشجعه على استدامة الشعور بالذنب ازاء ذلك ويحذره من مزاولة الحرية والاندماج في الانشطة الحياتية الحية خشية من افساد اخرته او ضياع هويته الدينية....
وهكذا تتعاون هاتان السلطتان على سلب ومصادرة ارادة المجتمع البدائي و صنع ايدلوجيات ومعتقدات ضمن مخيال جمعي يتساكن في نسيجه الفساد والعنف السلطوي والخيال الديني التطويعي المحلى بالقداسة ...!!!

وتغيب وسط صخب الجمهور المحكوم بهذا الخيال السياسي الديني ،اي دراسات معرفية نقدية من شأنها ان ترفع الفوضى والالتباس والانفصام السلوكي لافراد هذا المجتمع (حيث يحتفظ الناس بخطاب اخلاقي ديني مثالي فيما يمارسون سلوك حافل بالمحرمات الشرعية والمخالفات الاخلاقية )
من شأن هذه الدراسات النقدية خلق اطر معرفية مرجعية بديلة تكسر حلقة هذا الاستلاب المزدوج ....!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟