الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الأمريكية والديموقراطية الغبية

جورج المصري

2006 / 2 / 4
المجتمع المدني


عندما تقرأ تقارير اللجان المختلفة التي يشكلها صانعي القرار في الولايات المتحدة تشعر أحيانا بأن هذه التقارير مكتوبة عن بعض الشعوب التي تعيش في كوكب أخر غير كوكبنا أو دول تدور في فلك أو زمان غير زماننا أو عالم غير عالمنا. في معظم الأحيان تجد رؤية تلك اللجان للواقع تختلف تماما عن ما تراه الشعوب وما يعتمل في الواقع. نعم عزيزي القارئ.. هل تعتقد لأن السبب هو قصور في أمكانية الباحثين ؟ الاجابه تحتمل نعم ولا في آن واحد و السبب هو أن الباحثين لديهم ما يكفي من العلم و الشهادات التي تكفل لهم الحصول علي وظائفهم كباحثين أما الشيء الذي ينقصهم هو الإحساس و معايشة المشكل في البيئة التي يكتبون عنها.

أنني أكتب من واقع تجربتي الشخصية كمراقب ومرافق لعمل احد هذه اللجان دون أدني شك الباحثين أعضاء اللجنة علي مستوي من الذكاء لا يستطيع أحد أن ينكره وعندهم من الحياد في تحليل الأمور مما يبعث علي الراحة و الثقة في تقنية جمع المعلومات. المشكلة الحقيقة هي عندما يأتي وقت تحليل المعلومات. فقدان الحس الإنساني الرابط بين هؤلاء الباحثين و المجتمع أو الدولة محل عمل تلك اللجنة هو أهم عامل بل هو عامل خطير للغاية بل هو سبب تخبط الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها في معظم دول العالم.

عندما يكون الباحث الأمريكي عنده شك في المعلومة التي ترد إليه من كافه المصادر. لا يترك هذا الشك أي محال أخر غير أن يعتمد الباحث علي إمكانياته العلمية لكي يفرق بين المعلومة و المعلومة ليس بالضرورة من ناحية استاتيكية مصمتة بل محاولة قرائه مابين السطور وانتزاع الدوافع و العقائد و البيئة كي تصل إليه المعلومة كماده خام يحاول الباحث بعد ذلك في تطويع المعلومة حسبما يرغب ممول البحث لكي يصل إلي النتائج المسبق لها أو المرغوب فيها أو المرجوة من البحث أو التقرير. ومن عمل في مجال الأبحاث الحكومية يعرف أن أي تقرير له وجهان وجه الحقيقة البحتة ووجه الحقيقة التي يرغب فيها رئيسك المباشر و التي في الغالب ما تمثل رأي الإدارة العليا في أي مكان. و علي الرغم من أن رأي هذا قد يشاركني فيه العديد بسبب نتائج السياسة الأمريكية في العالم ألا أن إصرار الإدارة الأمريكية الحالية أو السابقة أو السابقين علي أن الديموقراطية الأمريكية هي الطريق و الوسيلة لتحرر العالم ألا أن الديموقراطية الأمريكية هي نفسها واقعه تحت ضغط أكبر بسبب تلك التقارير الخاطئة بل التقارير غبية التحليل صحيحة المعلومات. و بالتالي تجد أن معظم القرارات لا تصيب الهدف بل تؤذي أمريكا أكثر مما تفيدها أو تفيد العالم. ولكنني وجدت نفسي مشفق علي تلك القوي العظمي التي تشبهني ببنت صعيدية فقدت عذريتها بسبب ركوب دراجة أو حمار أو بسبب تافهة لا علاقة له بالجنس ، وبالتالي قتلت ليله فرحها بسبب لا تعلمه نعم أسباب تافهة ولكن النتائج قد تفقد بعض الشعوب أرواحها .

هذا الموقف هو موقف لا تحسد عليه الولايات كما رأينا في العراق و كما سنري في السعودية ومصر وسوريا و إيران وكوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م