الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة

طلعت رضوان

2017 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يُعتبرالمفكرالكبيرد. فؤاد زكريا (مواليد بورسعيد- ديسمبر1927- 11مارس 2010) أحد رموزالفكرالمصرى الحديث، والراحل الجليل عمل أستاذا ورئيسًا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس ورأس تحريرمجلتىْ الفكرالمعاصروتراث الإنسانية المصريتين. ثم أستاذا ورئيسًا لقسم الفلسفة بجامعة الكويت. ومستشارًا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة، وشارك فى عدة مؤتمرات لمنظمة اليونسكو. وبخلاف مؤلفاته العديدة ترجم (العقل والثورة) لماركيوز، (الفن والمجتمع عبرالتاريخ) لهاوزر، (حكمة الغرب) لراسل فى مجلديْن. كما كانت له مؤلفات فى الموسيقى مثل (التعبيرالموسيقى) ، (فاجنر) ، (مع الموسيقى: ذكريات ودراسات)
كانت بداية تعرفى عليه من خلال كتابه (التفكيرالعلمى) الصادرعن سلسلة عالم المعرفة الكويتية. ونظرًا لأهمية هذا الكتاب فقد نفدتْ طبعته الأولى والثانية فصدرتْ طبعة ثالثة عام 88. فى هذا الكتاب ذكرأنّ التراكمية التى يتسم بها العلم هى التى تــُـقـدّم لنا مفتاحًا للرد على انتقاد العلم. وهوانتقاد يستغل تطورالعلم فيُـتهم العلم بالنقصان. فمن الشائع أنْ يحمل أصحاب العقلية الرجعية على العلم لأنه متغيروأنّ حقائقه محدودة، فإذا قلتَ أنّ العلم متغير، فهذه حقيقة. وإذا اعتبرتَ هذا التغيرعلامة نقص فإنك تـُخطىء، إذْ تفترض أنّ العلم لابد أنْ يكون ثابتــًـا، مع أنّ ثبات العلم لايعنى إلاّنهايته. ومن ثم فإنّ الثبات فى هذا المجال هوالذى ينبغى أنْ يُعد علامة نقص. وفى تأكيده على دورالعقل، طلب من أعداء العلم النظرفى المعرفة البشرية منذ 500 سنة بما هى عليه الآن، حيث أجرى بعض العلماء مقارنة بين الفترات الزمنية التى كان يستغرقها الوصول من الكشف العلمى النظرى إلى التطبيق، فتبين مايلى: احتاج الإنسان إلى 112سنة لتطبيق المبدأ النظرى للتصويرالفوتوغرافى. و56 سنة لاختراع التليفون و35سنة للإتصال اللاسلكى و15سنة للرادارو12سنة للتليفزيون و5 سنوات للترانزستوروسنتيْن للدوائرالمتكاملة. ترتب على ذلك أنْ اخترع الإنسان العقل الاكترونى الذى يعود فيساعد العقل البشرى لإحراز المزيد من التقدم، وهذا التقدم الجديد يؤدى لتطويرالعقول الالكترونية. وهكذا تستمرمسيرة التقدم. وردّ على الذين زعموا أنّ العرب فى العصورالوسطى سبقوا أينشتين فى نظرية النسبية. فأكدّ أنه زعم واضح البطلان ((لأنّ ظهورنظرية كهذه يحتاج إلى تطورمعين فى العلم. ولايمكن تفسيره إلاّفى ضوء عصرمعين فى حين كان العصرالذى ظهرفيه العلم العربى مختلفـًا كل الاختلاف))
أسطورة المعجزة اليونانية:
رأى د. فؤاد زكريا أنّ حديث البعض عن المعجزة اليونانية لايخلومن التحيزمثل القول بأنّ بناء الأهرام لم يُـكسب المصريين قاعدة علمية نظرية. وذكرأنّ القول ((بأنّ هناك شعبًا لم يعرف طوال تاريخه إلاّتطبيقات وخبرات عملية. وشعبًا آخرتوصل لأول وهلة إلى الأسس النظرية للعلم، فإنه زعم يتنافى مع التجارب الفعلية للبشر)) وأشارإلى العلماء الأوروبيين الذين أكدوا على أنّ الكلام عن معجزة يونانية ليس من العلم فى شىء. كما أنّ أفلاطون شهد بفضل الحضارة المصرية على العلم والفكراليونانى وذكرأنّ اليونانيين أطفال بالقياس إلى المصريين. وأنّ كثيرين من الفلاسفة اليونانيين أقاموا فى مصرعدة سنوات وتعلموا أصول الفلسفة من الهكنة المصريين. ويصعب تصورأنّ أولئك العباقرة الذين بنوا الأهرام بتلك الدقة المذهلة فى الحساب، بحيث لم يُخطئوا إلاّبمقداربوصة واحدة فى محيط قاعدة الهرم الأكبر، لايستحقون وصف (علماء) ومن الظلم أنْ نأبى صفة (العلم) على تلك المعلومات الفلكية الرائعة التى توصل إليها المصريون القدماء، وعلى الكشوف الرياضية المهمة التى كانت ضرورية من أجل الحسابات الفلكية. والمعلومات الكيمائية التى أتاحتْ لهم أنْ يُصبغوا أنسجة ملابسهم وحوائط مبانيهم بألوان مازالتْ زاهية حتى اليوم. أوالتى مكنتهم من تحنيط جثث ظلتْ سليمة لمدة أربعة آلاف سنة. فهل كل هذا الانجازلايستحق صفة (العلم التجريبى) لذلك فإنّ الحضارة المصرية جمعتْ بين الخبرة العملية والمعلومات النظرية كالطب وصناعة العقاقيروالهيدروليكا (الرى والسدود والخزانات) إذن لم ((تكن نشأة العلم يونانية خالصة. بل إنّ الأرض كانتْ ممهدة لهم فى بلاد الشرق))
الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل :
ربط د. زكريا الفكربالواقع، فعندما شاعتْ مقولة (الصحوة الإسلامية) كتب كتابه المهم (الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل) وفيه ذكرأنّ أمريكا من أكثرالمهتمين بهذه الظاهرة. إذْ بدأتْ موجة عارمة بالإهتمام بالإسلام، تبدوأكاديمية فى ظاهرها، ولكنها موجهة لمعرفة ما يدور فى عقول المسلمين. وأنفقتْ الكثيرمن المال على مشاريع تفصيلية، شارك فيها عرب أوعرب أمريكيون. ورأى الأمريكان أنّ (الصحوة الإسلامية) هى البديل عن الاشتراكية التى كانت تتبناها التيارات المضادة للامبريالية الغربية. وكان من رأى د. فؤاد أنّ القهرفى المجتمعات الإسلامية دفع تلك الجماعات للبحث عن مخرج، وكان الثمن تلطيخ سمعة البدائل الأخرى كالليبرالية ونظام الأحزاب واليسارالديمقراطى. وفى ظل غياب العدالة الاجتماعية أعلن شباب الجماعات الإسلامية كفرهم بالأنظمة الدنيوية مقابل النظام الإلهى. ورغم ذلك يهتف أعداؤنا (الأمريكان) إحذروا الصحوة الإسلامية ولكن لسان حالهم يقول: مرحبًا بها مادامتْ لاتـُهدّد مصالحنا ومصالح حلفائنا الممسكين بدفة الأمورفى العالم الإسلامى. وفى رده على الذين روّجوا لصلاحية النص الدينى لكل زمان ومكان ذكرأنّ الواقع الاجتماعى فى تغيرمستمر، فكيف يكون ((الإسلام دينا ودنيا إذا كانت (الدنيا) لاتكف عن التغير؟ وإذا كان النص إلهيًا فإنّ من يُطبّقه ويُـفسره إنسان. وركزعلى ((ألوهية التشريع وبشرية القائمين بتطبيقه. وإذا كان الإسلام مطبقــًا فى السعودية وإيران إلخ فمن أين أتى الاختلاف إنْ لم يكن من البشر؟ وإذن فإنّ العلمانية لامفرمنها حتى فى صميم الحكم المرتكزعلى مصدردينى. وأنّ الشعائرالشكلية تتستــّرعلى المظالم ومساندة للاستبداد، وبالتالى فإنّ ((اليقظة الإسلامية هى غفوة فكرية. والصحوة كبوة عقلية))
أوروبا وكيف انتصرالنورعلى الظلام:
عاشتْ أوروبا أسوأ فترات حياتها لعدة قرون، فكيف انتصرالتنوير؟ ذكرد. زكريا أنّ أوروبا لم تـُحقق نهضتها إلاّبعد صراع مريرمع الكنيسة. صراع سقط فيه كثيرون مثل جوردانو برونو الذى أحرق حيًا. وظلتْ مقاومة الكنيسة حتى القرن19 ولكن الأمرالمؤكد أنّ الكنيسة بدأتْ تنتقل إلى موقف الدفاع منذ عصرالتنوير، أى فى القرن 18على حين أنها كانتْ فى القرنيْن السابقيْن تهاجم بشدة وبلا رحمة دفاعًا عن مصالحها التى كان معظمها دنيويًا بغطاء روحى. وذكرأنّ مارتن لوثرالذى حازإعجاب كثيرين بحجة إصلاحاته الدينية، ارتكب جريمة بشعة بوقوفه ضد ثورة الفلاحين عام 1626للمطالبة بأدنى الحقوق الإنسانية. هذا المصلح الدينى وقف مع الكنيسة التى تستنزف عرق الفلاحين ودعا الأمراء إلى سحقهم بلارحمة. وهذا ماحدث بالفعل فى مذبحة من أبشع المذابح فى التاريخ الأوروبى، إلى أنْ كان الانتصارالأخيرعلى الكهنوت المتحدث باسم الدين، ويزعم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. ويُـكفــّـركل المؤمنين بالنسبى وبالسببية والتعددية.
هيكل المقدس فى الثقافة السائدة:
رفض د. زكريا أنْ يكون نسخة كربونية من الثقافة السائدة، فكما انتقد د. مصطفى محمود الذى هاجم العلم والعلماء وسفه العقل البشرى لصالح الغيبيات، انتقد- كذلك- هيكل فى كتابه المهم (كم عمرالغضب: هيكل وأزمة العقل العربى) أورد فيه بالتحليل الدقيق، حجم التضليل والتناقضات التى وقع فيها هيكل، والعلاقة بين هيكل والإدارة الأمريكية. ومن واقع كتابات هيكل نفسه. وبهذا أسهم فى إثراء الواقع الثقافى بنقد الرموزالمقدسة التى رسّختْ لفاشستية الفكرالواحد وإقصاء كل مختلف، وعدم الإيمان بحق النقد، وتكفيرمنهج التسامح الفكرى والفلسفى. وكذلك انتقد الذين روّجوا لمقولة (البطل المُـنقذ) أو(الزعيم المُـخلــّـص) وأشاعوا هتاف ((بالروح والدم نفديك يا فلان)) كما فعلوا فى الترويج لزعيم العروبة (عبالناصر) رغم كوارثه العديدة. وصدق الفيلسوف هيجل فى قوله الحكيم ((ملعون الشعب يعبد البطل، حتى ولوكانت له بطولات حقيقية))
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |