الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- المرتكز العقائدي في منطلقات الاستراتيجية الاسلاميه

خالد سليمان القرعان

2006 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يردد أعداء الإسلام ,ومغرضوه ، على أن الإسلام دين قتال ، بينما نجح بالأصل كونه دعوة لازمه يقوم بها الدعاة ، ومن هذا المنطلق فان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؛ نظر إلى الحرب كضرورة بغيضة ، يلجأ اليها حيث لا حيله أخرى إلى اجتنابها وتجنبها حيثما تيسرت له الحيلة الناجحة ، وكثيرا ما تؤشر الشواهد التاريخية على ذلك . حيث هذه الحقيقة العقائدية وهي كثيره ومتعددة وان ظهر في حروبه (ص) مبادرا في القتال ، فالدين الإسلامي آمن به الكثير من العرب والمشركين عند ظهوره ، ولولا هؤلاء الذين اسلموا له لما كان له جند ولا حمل السلاح في سبيل الدين أحد .
كانت حروب النبي محمد (ص) جميعها حروب دفاع ، ولم تكن منها حرب هجوم إلا على سبيل المبادرة بالدفاع ،والإسلام إنما يعاب عليه أن يحارب بالسيف فكره يمكن أن تحارب بالبرهان والإقناع ، ولكن يعاب عليه أن يحارب بالسيف سلطه تقف في طريقه وتحول بينه وبين أسماع المستعدين للإصغاء إليه ، كون السلطة تزال بالسلطة ولا غنى في إخضاعها عن القوه .
هناك فوارق وجوديه تملكت العرب والمشركين ،حيث لم يكن الكفار أصحاب فكره يعارضون بها العقيدة الاسلاميه أو الدعوى اليها ، وانما كانوا أصحاب سيادة موروثة ، وتقاليد لازمه تحفظ تلك السيادة في الأبناء بعد الأباء وان زاولها يزيل ما لهم من سطوه الحكم والجاه ، لذلك فان الإسلام لم يحتكم إلى السيف ألا في الأحوال التي أجمعت شرائع الإنسان على تحكيم السيف فيها ، فالإسلام لابد وان يوازن بين كونه رسالة رحمه ومودة وبين خصوصية العالمية التي تقتضي التبليغ للناس كافه فالأديان الكتابية بينها فروق موضعيه لابد من ملاحظتها عند البحث في هذا الموضوع ، فالياهوديه كانت كما يدل عليها اسمها أشبه بالعصبة منها بالدعوى العامة بجميع الناس ، ومن هنا اختلفت المواقف بين الأديان فيما يخص التبليغ ووسائل التحقيق والنشر ، فالإسلام جاء للناس كافه وان الرسالة التي جاء بها محمد عليه السلام لم تقتصر على قوم دون قوم فكان
قوله تعالى " وما أرسلناك ألا كافه للناس بشيراً ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون" وقال تعالى " وقاتلوا المشركون كافه كما يقاتلونكم كافه" وقال عليه السلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله ألا الله ، واني رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم واموالهم ألا بحقها وحسابهم على الله ".
العقيدة الاسلاميه فكره تتطلب التبليغ للناس كافه ، ولان هذه الفكرة بمجملها فكره منطقية وتستجيب بشكل متوازن لجميع حالات الإنسان المادية والروحية فقد استقبلها الكثير من الناس و أمنوا بها عن طريق الاقتناع بما جاء فيها ولا أي فكره بهذه المواصفات يمكنها استقطاب الكثير من الناس لذلك فهي ليست بحاجة لاستخدام وسائل أخرى لاستقطابها ، ولكن يصبح استخدام هذه الوسائل ضرورة حتمية إذا ظهر من يحاول الوقوف بين هذه الفكرة وبين الناس في محاولة لمنعهم من الاستماع اليها ففي مثل هذه الحالة يصبح استخدام الوسائل الأخرى أمرا محتما ، وقد ثبت تاريخنا أن أصحاب السلطة هم الذين كانوا يحولون بين أفراد الشعب وبين هذه الفكرة وكانوا يقاومونها بكل ما لديهم من قوة وسلطان ، ولذلك لم تكن أفكار المفكرين ولا مذاهب الحكماء هي التي تقف في وجه الدعوى بل قوة السلطة المادية لا غير والسلطه هي التي تتمتع بالقوة لا تواجه ألا بسلطة مماثلة إذا كان الهدف هو إيصال الفكرة إلى آفاقها بمدلولاتها المادية ، والمعنوية للبدء بعمليات التغيير وتأسيسا على ذلك يكون الإسلام قد فرض القتال حيث ساغ العقل والمنطق ذلك ، كونه لا طلب الحرب من اجل الحرب أو الهيمنة والتسلط بل الحرب كوسيلة من وسائل تحقيق الهدف المتمثل بنشر الدعوة الاسلاميه بعد أن يمون قد وضع جميع الوسائل الأخرى موضع الاستخدام وجزئها على احسن وجه وهكذا يكون الإسلام قد شرع القتال كوسيلة تغيير بعد أن تكون جميع الوسائل الأخرى المتاحة قد استنفذت أغراضها . كذلك فان الإسلام لم يشرع القتال لغرض عقيدته بالقوة ، لكنه أوجب القتال كوسيلة قد يتم اللجوء اليها للدفاع عن حرية نشر هذه العقيدة بين الناس حيث يظهر أن للقتال في الإسلام هدف سام ، وغاية مثلى تتجسد في إعلاء كلمه الله في الأرض التي تستهدف خير الانسانيه ، ولهذا فرض القتال على المسلمين ليتمكنوا من التصدي لكل قوه تحاول الوقوف بين الناس وهذه الغاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah