الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من الإساءة للرسول؟؟؟

ماجدولين الرفاعي

2006 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل القنبلة الموقوتة التي انفجرت مؤخرا اثر نشر صور للرسول العربي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لم تكن عفوية ولا عشوائية أو فلنقل ما نتج عنها من ردود فعل غربية لم تكن عفوية إنما جاءت لتعزيز أهداف ومخططات لتمزيق الصف العربي الواحد ولكي تفتح فجوة دينية طائفية تقسم من خلالها الصف العربي الواحد والذي يعاني ما يكفيه من التمزق والضياع ربما لم يكن لتلك الصحيفة الدينماركية أية مخططات سابقة عندما نشرت تلك الصور سوى ان تسخر من دين بات مقترن اسمه بالتفجير والقتل وهذابحد ذاتها مأساة ولكن ما حصل إن ردود الفعل التي صدرت عن الأوساط العربية قدمت للعالم الغربي تركيبة نادرة لتمكن أعدائنا من تحقيق أهدافهم ونرى ذلك جليا بما يحدث الآن من توسيع نطاق تلك الحملة لتشمل معظم دول أوروبا.هذا الأمر ليس جديدا بل هو ثغرة استطاعت أوروبا الدخول منها لتكمل ما كانت السياسات الأمريكية في الفترة الماضية تعمل على حقنه في عقول الشارع العربي فمنذ أن أعلن بوش عام 2001 أن حربه على الإرهاب هي حرب صليبية محاولا تنصيب نفسه وكأنه الرجل المسيحي الصالح الذي سيخلص العام من الطغاة المسلمين علما انه مؤمن بالعلمانية ولا يدري شيئا عن الدين الذي يتحدث باسمه ولكن ومنذ ذلك الوقت فان ما يحدث ماهو إلا محاولة من الغرب لتوحيد الصف الإسلامي ولكن إياك أن تعتقد أن هذا التوحيد لمصلحتنا أو أنهم الآن يساعدوننا على ترميم صفوفنا إن هذا كله وكل ما سبقه من كلام عن الأمة الإسلامية والتي أصبح شعبنا يسبّح به إلا فخ أخاف أن نقع فيه فان محاولة إظهار المسلمين في العالم على أنهم امة واحدة تنطوي على أهداف سنندم كثيرا لو نجحوا في تحقيقها و,هذه الأهداف تتمثل بالأمور التالية
-إن في تعويم مصطلح الأمة الإسلامية (السياسية) قتل لمفهوم الأمة العربية حيث أن الوضع الطبيعي للأمة الواحدة هي أن تشكل عبر تاريخها الطويل دولة واحدة ولكن هل من الممكن نحن العرب أن نكوّن امة واحدة مع مسلمي باكستان وروسيا وامريكامثلا على أساس أننا نؤمن بالدين نفسه متجاهلين كل الفروق الثقافية و اللغوية والتاريخية..هل انتم مقتنعين؟؟؟ هل من الممكن أن نجمع المسلمين من أصقاع العالم لنقول أننا امة واحدة ولنا الحق في أن نعيش بدولة واحدة هذا والله يذكرني بإسرائيل والتي أقيمت على أساس الوحدة الدينية فجمعوا شتات اليهود من أقاصي الأرض ليقولوا إننا امة واحدة وسنعيش في دولة واحدة, ما أريد قوله هنا أن انزلاقنا في ردود الفعل وتحدثنا باسم الأمة الإسلامية هو اعتراف منا بل وتوقيع على شرعية إسرائيل ولا تستغربوا اذ1 واجهنا الغرب بهذه الحقيقة يوما ما...
-ثم أن الهجمة الأخيرة واستهداف مقدسات دين دون أخر يهدف إلى عزل غير المسلمين في امتنا العربية من خلال إثارة قضية اعتقدوا أنها تخص المسلمين فقط , وان بعض ردود الفعل اللاعقلانية التي قد تصدر عن بعض الحمقى في الفترة القادمة التي ربما تشمل تهجما على المقدسات المسيحية معتقدين بذلك أنهم يغضبون الغرب ممن تطاولوا على رسول الله ولكن هذا لن يجر علينا سوى مناوشات طائفية مع العرب المسيحيين والذين لا علاقة لهم بكل ما حدث فنجد أنفسنا نقاتل بعضنا ونهدم بنيان امتنا العربية بدلا من أن نقف في وجه الهجمة الأمريكية الأوروبية وللأسف فهذا ما بدأ يحصل ونسمعه اليوم في وسائل الإعلام حيث يقترح البعض حلا للازمة بان يدعو العرب المسيحيون وعن طريق كنائسهم إلى التحدث "لإخوانهم"المسيحيين في أوروبا أن أوقفوا هذه الحملة
إن هذا لمضحك حقا "إخوانهم"!!!!هم إخواننا وليسوا إخوانهم وكأننا نضع جزءا من المسؤولية على العرب المسيحيين وهذا غاية ما يريدون أليست هذه فعلا ازدواجية في المعايير!!!! فلطالما انتقدنا الغرب بسبب علمانيته وما إن حدث ما حدث حتى أصبحوا بنظرنا دول مسيحية مؤمنة بدينها
-إن الرسل مكلفون من الله والاعتداء عليهم هو اعتداء على الذات اللاهية فمن يسخر من أي رسول واجب على أي مؤمن بالله أن يسكته مهما كانت ديانته...
ويقاطعه وما إلى ذلك.. ثم أن الرسول محمد هو رسول عربي في البداية ودفاعنا عنه هو دفاع عن أعظم شخصية عربية وما علينا إلا أن ترتب أولوياتنا وأسبابنا لمواجهة تلك الإساءة حتى نخرج من هذه المصيدة والمعمعة التي نغوص فيها دون إن نشعر
ينبغي لنا أن نقتنع قناعة كاملة إن ثورتنا هذه تنبع في البداية من إن الشعب العربي مؤمن بالله وان إي إساءة لرسله هي إساءة لله عز وجل ولن نسمح بها. ثم أن الرسول محمد( ص) هو رسول عربي وواجبنا كعرب على "اختلاف" معتقداتنا الدينية أن ندافع عنه بغض النظر عن كونه رسولا للديانة الإسلامية وان كونه رسول الإسلام هو سبب يجعل بقية المسلمين في العالم يدافعون عن الرسول الذي جاء بدينهم, وبكلمة أخرى دعونا نحول الحرب التي يريدونها من حرب تصطدم فيها الديانات فنجد أنفسنا تقاتل بعضنا البعض إلى حرب عربية غربية تنقي مخططاتهم وتفسد أحلامهم ودمتم امة عربية واعية
شارك في اعداد المقال
بهاء الرفاعي طالب في كلية الطب
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah