الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يسئ احد لمصر و الأديان كلها كما أساءت لهم جميعا حكومة مبارك

جورج المصري

2006 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يصفني احد القراء بأنني مفكر وينعتني الأخر بالعكس وبصراحة لا أعتقد أنني سعيد أن أوصف بأي منهم فأنا لست بمفكر ولا أدعي المعرفة و الإلمام بشتى أمور الحياة. أنما المهمة التي شعرت بأنني قادر أن احملها علي أكتافي وهذا بالطبع رأي الشخصي و المتواضع. مهمتي تنحصر في أن أتكلم بصراحة في موضوع يخاف المصريين عامة من الخوض فيه وهو موضوع ألمواطنه بالمعني الكامل. و ألمواطنه هنا لا تعني أن يبني المسيحيين الكنائس و أن ينفرد المسلمين بالسلطة أو أن لا تطبق الشريعة الإسلامية أو تطبق.

ما أطالب به هو أن تكون العقيدة شفافة لا مجال لها في المفاضلة بين الموطنين فالجميع سواسية أمام القانون. هذا لا ينقص بدون أدني شك من قيمة العقيدة في حياة الإنسان لان العقيدة مكانها في القلوب وليس علي صفحات البطاقات الشخصية. من المؤكد أن السبب الرئيسي فيما نراه من احتقان وغليان في الشارع المصري سببه استخدام العقائد السماوية في ألصراع السياسي مما يسئ للعقائد وسماحتها المفترضة فيها.

لا تنسي عزيزي القارئ أن القانون و الشرائع لوحدها لا تحس علي الفضيلة إنما التطبيق العملي للإنسان في الحياة اليومية وحده دون إرغام هي ما يجعل للفضائل قيمه. و كما يقال في كثير الأحيان ومعظمها دون تطبيق في مصر ومعظم دول المنطقة “ أن الدين معاملة"

والي هنا سيجد تجار الأديان أنهم بلا فائدة بل سيحجم تحكمهم في مقدرات الشعوب وإرغامها علي احتمال أنظمة الحكم الديكتاتورية التي لا أساس ولا شرعية لحكمها ألا سياسة القمع و التفرقة بين أبناء الوطن الواحد ولكي يلتهي الشعب عن جرائمهم.

لهذا تجد المعارضين الحقيقيين لحرية الإنسان تأتي من الحكومات ألديكتاتوريه و تجار الأديان المستفيدين من تعصب أتباع تلك العقائد. لم أعرف للتعصب معني او وجود في كل أصدقائي و جيراني أنما وجد التعصب في الحكومة و رجال الدين وفي وسائل الأعلام الحكومية التي لا يهمها ألا اشتعال نيران التعصب و التفرقة.

دعونا نستعرض واقع الحياة في مصر و الرسالة الإعلامية الموجهة للشعب علي مدار اليوم. تتكلم وسائل الأعلام عن المؤامرة ألكبري ضد تلك الدول من الصهيونية و الرأسمالية و المسيحية وغيرة من هؤلاء الأعداء الوهميين. وكأن الصهيونية قالت للحكومة أن تسرق وتكذب وتعذب أهل البلد فان قالت الصهيونية للحكومة افعلي هذا ضد شعبك وقبلت فبكل تأكيد العيب في تلك الحكومات وليس فيمن قال لهم اقتلوا واضطهدوا شعوبكم. فشماعة القوي الخارجية و لعبة الحكومات الديكتاتورية في تحفيز الشعوب ضد عدو وهمي لم تعد تصلح لان انفتاح الشعوب علي وسائل الأعلام العالمية تثبت عكس ما تحاول تلك الحكومات أن توهم شعوبهم به. فمثلا لا تستطيع الحكومة المصرية إنكار أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مصر ماديا لأكثر من ربع قرن الان ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية بجانب مصر في العديد من القضايا الدولية و الإقليمية بل أعطت لحكومة مصر ألفرصه أن تلعب دور قيادي في المنطقة ومع هذا لم تصارح الحكومة المصرية الشعب المصري بما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية لمصر. قد يفهم البعض أنني أحاول تحسين صورة أمريكا وان كان هذا حقيقي ليس من أجل أن أتملق أمريكا بل لكي تخف حده العداء في نفوس الشعب المصري تجاه الشعب الأمريكي الذي لم يدخر شيء لتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في مصر. فرؤساء أمريكا تغيروا عدة مرات ولم تغير أمريكا من موقفها المساند لمصر. وبدلا من أن تستفيد مصر من موقف الشعب الأمريكي تجاهها تترك الحكومة المصرية لغة العداء في تزايد مستمر ضد أمريكا وكأن الحكومة المصرية تعتقد أن اليوم الذي ستقول فيه الإدارة الأمريكية لمصر ألي هنا تنتهي مهمتنا تجاهكم لن يأتي، أعتقد أن هذا اليوم لابد وأن يأتي ولكن من المتوقع أن يأتي بعد عشرة أعوام مثلا فمن تصرفات الحكومة ورعونتها قد يأتي هذا اليوم غدا فالمثل يقول للصبر حدود.

الي متي تكذب الحكومة المصرية علي الشعب و ألي متي تظل الحكومة تنخر في الوحدة الوطنية لكي تربح راحة البال ويظل الشعب مهلي عنها؟ الحل هو أن يعي الشعب الدرس ويحارب التعصب لأنه أكبر عدو لكل الشعب المصري دون استثناء فقد لطخ التعصب الديني سمعة الإسلام في كل مكان بسبب أفعال المتطرفين الإرهابيين الذي أفرخهم النظام المصري عبر الخمسين عام الماضية لكي يحكموا مصر دون منازع ونشره في العالم كله بل أصبحوا وصمه عار في وجه الإسلام.

بصراحة إنني لا أوافق علي الرسم الكاريكاتوري الذي نشر في السويد و الذي يمثل نبي الإسلام بعمامة بها فتيل قنبلة أو من خلفه نساء منقبات بطريقه تثير علي الضحك ولكن من الملوم يا سادة أليست تصرفات المسلمين المصريين و الإرهابيين والذين علي شاكلتهم هم من تسببوا في تلك الكارثة ألمحققه لتلك العقيدة؟ كيف تطلبون من العالم احترامكم وان كنتم أنتم أول من لم يحترم العقيدة وزج بها في محيط السياسة وقذارة المستغليين ؟ كيف يحترم العالم عقيدتكم وقام منكم قوم يذبحون الأبرياء أمام عدسات الكاميرات وهم يطلقون لفظ ألجلاله من حناجر فوقها رؤوس متخلفة شريرة ؟ ماذا تنتظروا من العالم عندما يراكم في كل مكان متشنجين مكتئبين تقولون عكس ما تفعلون وتفعلون عكس ما تقولون .

لم يسئ احد لمصر وللإسلام و المسيحية مثلما أساءت لهم جميعا حكومة مصر فليصحا شعب مصر من غفلته قبل فوات الأوان وان كان الوقت متأخرا لان الضرر وقع وإصلاحه صعب ولكن رحلة الإصلاح الطويلة تبدأ بخطوة ألان أفضل من أن لا تبدأ أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري