الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالحاد واللادينية في المرتبة الثالثة عددا بين الاديان .

صادق العلي

2017 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع بداية القرن العشرين كانت نسبة الملحدين واللادينيين واللا ادري في العالم لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدا ً بالمقارنة مع الاديان او المعتقدات الاخرى , حتى انها في بعض الدراسات الاكاديمية والبحوث لا تُذكر بوصفها ثقلاً اجتماعيا ً او انسانيا ً يجب التنبه له , بل كونها مجرد فكرة فلسفية او علمية يعتقد بها البعض ممن لديهم ما يقدموه للانسانية بعيدا ً عن تأثيرات الاديان .
من جهة اخرى طالما تربعت المسيحية على المشهد الايدولوجي العالمي لقرون طويلة , محتفظة بترتيبها الاول من حيث عدد اتباعها على اختلاف مذاهبهم , تليها الديانة الاسلامية بمذاهب واطياف عديدة بالمرتبة الثانية ثم الهندوسية ثالثا ًوبعدها البوذية في المرتبة الرابعة, وهكذا تأتي الاديان الاخرى بأعداد مختلفة ولكنها تشترك في ذات التسمية وهي الدين .
الاديان وعوامل الزيادة والنقصان .
لم يكن تغيير الاديان سببا ً مباشراً في زيادة هذا الدين او نقصان ذاك , وانما كثرة الولادات اهم اسباب هذه الزيادات , كما في الدين الاسلامي الذي يعتبر اكثر الاديان نمواً من ناحية الولادات , ايضا ًوصوله في الثلاثين سنة المنصرمة الى اوربا والامريكيتين واستراليا وكندا وما تمنحه هذه الدول من امتيازات جعلت الدين الاسلامي اكثر الاديان نموا ً بين الاديان , بالمقابل كانت للصراعات والحروب الاثر الاكبر في انخفاض اعداد اتباع الاديان , كما حدث في الحرب العالمية الثانية مثلاً والتي فتكت بملاين المسيحين في اوربا , ولكن كان لانتشارها ( المسيحية ) في افريقيا وفي اسيا الاثر الواضح في بقائها متربعة على المركز الاول , ففي الصين لم تكن المسيحية موجودة مع بداية القرن العشرين , ولكن اصبح عدد المسيحين في الصين 150 مليون مع نهاية القرن العشرين , كذلك في كوريا وبعض الدول الاخرى .
الملفت للنظر هو صعود منافس قوي لهذه لاديان , فهو خليط من الملحدين واللادينيين واللا ادري , فلقد وصل اعدادهم الى قائمة الاكثر اعتناقا ً وانتشاراً !, هذا الفكر او المعتقد اصبح ثقل انساني كبير لا يمكن انكاره او التغافل عنه , ايضا ً لا يمكن التعامل معه على انه عضو مقبول في المجتمع , هنا لا يمكننا ان نطلق عليه دين كباقي الاديان فهو ضد الاديان او لا يكترث لها , ولكننا نتعاطى معه كدين من حيث الاعداد المتزايدة ودفاعهم عن قناعاتهم بما يمنحه القانون لهم .
فيما يخص انتشار او اعتناق ( الالحاد واللادينية واللا ادري ) في العالم , فأنه من المؤكد ان لا يخلو مجتمع في العالم الا وتوجد نسبة به , قد تكبر او تصغر هذه النسبة ولكنها موجودة وبقوة , مما حمل بعض الحكومات على تغيير بعض القوانين كي تلائم شعارات وتوجهات الديموقراطية التي تعيشها , مثلاً المثليين او اباحة بيع المخدرات وغيرها .
ترتيب الاديان بحسب اتباعها :
المسيحية : 3,3 مليار تقريبا .
الاسلام : 1,6 مليار تقريبا .
الالحاد واللادينية واللا ادري : 1,4 مليار تقريبا .
الهندوسية : مليار تقريبا .
البوذية : 800 الف تقريبا .
هناك اليهودية التي تعتبرالديانة الاكثر تأثيرا ً بالمسيحية والاسلام ( ايدولوجيا ) وتأثيرها على العالم اجمع ( سياسيا ً ) ولكنها لم تصل الى المراتب الثلاث الاولى من حيث اعداد معتنقيها .
يعتقد اصحاب الاختصاص ان وصول هذا المنافس ( الالحاد اللادينية واللا ادري ) الى المرتبة الثالثة خلال القرن العشرين , برغم الحملات الدينية المختلفة ومحاربته في اغلب المجتمعات من جهة , مع فشل كل المحاولات والحملات لوقف مده وتأثيره على الشباب ( بالتحديد ) من جهة اخرى , فهو مؤشر كبير على ان هذا الفكر او المعتقد سيكون في المرتبة الاولى مع نهاية القرن الواحد والعشرين , وان الاديان الابراهيمية في تراجع من حيث :
1-قلة اعداد المتديين : هناك الكثير ممن يُحسبون على الاديان وهم بالحقيقة لا يكترثون لها , وفي احيان كثير يتخلون منها مع اول اغراء مادي او معنوي وان كان غير مُعلن .
2-اختلاط المفاهيم الدينية : تأثير الثورة التكنولوجيا المتمثلة بمواقع التواصل الاجتماعي على كافة نواحي الحياة وبالتحديد الاديان جعلها بمواجهة عدو هلامي , هو عبارة عن خليط من المفاهيم والقناعات والتقليعات وايقاع حياة سريع لا تقوى الاديان على مجاراتها .
يبدو ان مستقبل الاديان في خطر حقيقي , هذا الخطر لن ينفع معه الانزواء او الانغلاق على الذات كما يصرح البعض فـ :
هل تستطيع الصمود امام هذا المد الجارف ؟ .
وهل ستتحد يوماً على اختلافها لمواجهته ؟.
هل ستتحد وتنتصر على هذا العدو الهجين بعد ذلك ستتناحر فيما بينها كما جرت العادة ؟.
صادق العلي – ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاثير الارهاب على انتشار الاديان
emad ( 2017 / 7 / 10 - 08:53 )
كان من الممكن ان يتعدى الاسلام ويتصدر اروبا بفضل التمويل البترولى
والزياده التناسليه
لكن انتشار الارهاب الاسلامى الداعشى
ادى الى عداوه المجتمع الدولى لهذا الدين ومحاربته
كما ادى الارهاب والاساليب الداعشيه الى ترك هذا الدين
من قبل الشباب المثقف
وانتشار الالحاد والا ادريه بشكل اوسع واسرع

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah