الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصرية الدين وعدوانية التدين

فريدة موسى

2017 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل عنوان المقال قد يثير حفيظة الكثير من القراء ويحيلهم بالضرورة إلى الإعتقاد بل التيقن من أن هذا المقال يهدف بالضرورة إلى التأكيد على تبعية الأديان إلى الفكر العنصري العدواني الذي أصبح عبئاً ثقيلاً على الأرض بمن عليها في ظل أنظمة رجعية استبدادية تستخدم الدين والتدين كأداة ووسيلة لاستعباد وقمع البشر وخصوصاً في تلك الدول المتخلفة عن ركب العلم والثقافة والتي تسمى بدول العالم الثالث .
عزيزي القارئ ..
امنحني فرصة لأشرح لك عنوان المقال لأن هذا العنوان يختصر ببساطة مأساة موجعة يعاني عذاباتها الكثير من البشر حول الكرة الأرضية وهنا لابد أن نتسائل كيف يمكن أن نسبغ على الاديان صفة العنصرية وعلى المتدينين صفة العدوانية وهنا لا يسعنا إلا أن نتحدث عن طبيعة الإيمان ومفهومه في كل الاديان على الإطلاق أو بمعنى أدق وأكثر مصداقية طبيعة الشكل الذي اعتمده القاسم الأكبر من المتدينين حول العالم لمفهوم الدين والتدين الذي ينتصر بفجاجة لفكرة إحتكار الرب لفصيل ما أو ديانة ما للحد الذي معه يعتبر أنصار الديانة أنفسهم هم وحدهم المخولين بتشكيل العقيدة الوحيدة التي تمثل الرب وأحكامه وشرائعه على الأرض . فعندما يكون الشرط الأول والأساسي للإيمان بدين ما هو إعتبار هذا الدين هو وحده الطريق الصحيح لإرضاء الرب وأن كل ما عداه من أديان غير سليمة أو غير كاملة أو غير صحيحة أو غير مؤهلة لقيادة البشر وتنظيم علاقة بعضهم بالبعض وعلاقتهم بالسماء وما بعد الموت وغيرها من المفاهيم التي تدور في فلك تفسير نشأة الحياة وخط سيرها ونهايتها الغامضة التي لم يقدم العلم حتى الآن أي إجابة شافية وافية عنها ولهذا يرى معظم البشر أنه لا مفر من بعض الروحانيات لتفسير الحياة والموت ومابعد الموت .
وتفسير الوجود بشكل روحاني لا بأس به لو تخلى عن الغرور الإنساني والإستبداد والعنصرية وآفة الإقصاء التي لازمت الفكر البشري منذ الأزل والتي تلتهم كل الأفكار التي من شأنها تعديل مسار الإنسانية كلما جنحت للعدائية والتوحش . ولعلك تتفق معي عزيزي القارئ أو تختلف فهذا شأنك ولكن على ماذا سنتفق أو نختلف هل سنتفق على أهمية الدين أو دوره في تنظيم العلاقات الإجتماعية أم على جدلية وجود الإله وبالتبعية لوجوده حقيقة وجود الأديان وبالتبعية لوجود الأديان فأيهما نختار ؟! ..
هكذا أجتازت اليشرية آلاف السنوات وهي تمرر كل هذه التساؤلات وتظهر أديان وتختفي أديان ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير ويمثل العامل المشترك الأكبر بين كل التجارب الدينية التي إجتازتها الأرض هو تلك النزعة الإقصائية الإستحواذية على الصواب والجائز والمفترض وكل تلك المسميات المعنية بملكية الحق لفصيل ما على حساب باقي الفصائل حتى تحول الإيمان الذي من شأنه تهذيب النفس إلى وحش يلتهم الإنسانية يقتل ويُقصي ويُكفر من يشاء وقتما وكيفما يشاء دون الحاجة لإعمال العقل وتقدير قيمة التنوع التي لولاها لتحول البشر إلى ريبوتات آلية ومستنسخات بشرية بلا أي إختلاف يثري التنوع البشري الخلاق الذي عليه وبه تستمد الحضارات قوتها وطاقتها للتغير والتجدد والإستمرار .
عزيزي القارئ ..
لا يمكننا أن نكتب مقالاً عن الدين أو التدين دون العروج على كارثة الإرهاب الذي يلتهم الأرض الآن والإرهاب المزعوم ليس ديناً بعينه فالإرهاب لا رب ولا دين ولا عقيدة له غير عقيدة التطرف والقسوة والعنف والعنصرية التي حاشا للخالق الأعظم أن يجيزها كوسيلة للتقرب إليه أو إثبات الإيمان به فالإرهاب ليس إلا ثقافة الإقصاء التي أصبحت مرضاً يجتاح النفوس والتي ما عادت حكراً على أحد بل تمددت لتحتل قلوب معظم سكان كوكب الأرض المنكوب ولهذا فإن فساد العقيدة يتحمل مسؤليته أولاً وأخيراً الإنسان نعم الإنسان الذي نحى عقله وبصيرته جانباً وراح يؤول الأديان والتدين وفقاً لأهوائه أو لرؤيته المشوهة المنقوصة .
عزيزي القارئ آن الأوان لأن نتوقف عن طرح الأسئلة المتعلقة بمن فينا يعرف الطريق إلى الحق لأن السؤال المعني بالحفاظ على بقاء الانسانية في تلك المرحلة الحالكة من عمر كوكب الأرض هو من منا يعرف الطريق إلى الآخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعميم اربك فكرة المقال
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 7 / 9 - 09:28 )
الاخت الكاتبة ساكتفي بنقد خطا التعريفات للكلمات المستعمله فاعتبار بدايات الافكار المعتمدة على المعاني الخاطئة ستذهب بك الى استنتاجات وهمية وخاطئة بمقابل احترامي الشديد لارادة ان تمسك قلما وتكتب شيئا ما ليتداول معك الفكرة ناقد ما فنخرج بفكرة معدلة ومسنفرة كويس وبتلمع؟
قضية عنصرية الدين موجودة في كل الاديان ما عدا المنهج الاسلامي فلا مكان للعرقية فيه بل هو دين نزل على العرب واليوم الذين يدينون بالاسلام10 اضعاف العرب
العدوانية
هي حالة تنافسية مع خصومة شديدة لغايات الاستحواذ على الثروة ومن ضمنها السيطرة على مقدرات الناس المادية وركوب ظهورهم بحجج واهية واهمها دعوى التبعية الحياتية بسبب قداسة المتبوع
وهذا تجلى في العصور القديمة من التبعية ل الهة مزعومة او اشخاص جبارين كفرعون وغيره او تبعية للكهنوت مرورا بعشاق الذهب من اليهود الذين انغلقوا على انفسهم ليمارسوا العنصرية الخارجية تجاه الاغراب والداخلية فيما بينهم حسب الحالة الطبقية
ومرورا بديانة بولس التي اساسها العنصريةوالعدوانية التي ادت الى الحروب الصليبية والهجمة الاستعمارية الاوروبية تجاه كل شعوب العالم
والارهاب هو اعتلاء السلطة بالقوة


2 - الارهاب
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 7 / 9 - 11:56 )
اما عن عدوانية التدين
فندرس ونقايس معنى التدين بتعبيراتنا الحديثة لنكون دقيقي التعبير
فالتدين مثل التحزب والمنهجية من (التمنهج) والتثقف والانظباط
فهل التادلج عمل عدائي او عدواني؟
وهل التبرمج والانسجام الاداري في موقع العمل يعتبر عمل عدواني ضد الاخرين؟
اما عن الارهاب
فلن تجد عند احد غاية اسمها حب القتل او التخويف انما هي وسيلة لاجل غاية الوصول للحكم والولاية الزمنية على الناس
المنطقة لها اكثر من 300 سنة ليس فيها اي حكم له قاعدة دينية بل بالعكس كل ما كانت الشخوص اكثر انحلالا وفسادا فالفرصة امامها للوصول للسلطة اكثر من الاخرين في الشرق العربي
فالانظمة العربية هي اكثر ملاءمة لاستخدامها لتعريف معنى الارهاب التي لا يفصح احد عن معناها الحقيقي
دافع الاتحاد السوفييتي في العصر الحديث عن حركات التحرر بصلابة وشدة امام الوصف الامريكي المقلوب للارهاب
فبدلا من وصف الانظمة والطغمة العسكرية التي تستولي على الحكم بالقوة وبالدعم الامريكي ذات الغاية اللصوصية لثروات الشعوب مقابل تثبيت بلاطجة البلاد بالارهاب
كانت الامبريالية تسعى لشيطنة حركات التحرر ووصفها بالارهاب لرغبتها في تحرير بلدانها من سطوتها


3 - الروحانية وهم داخلي لتبرير فعل خارجي
محمد البدري ( 2017 / 7 / 9 - 12:12 )
انا لا اعرف حقيقة معني الروحانية وما هي طبيعتها سوي حالة نفسية تتقوقع علي تصورها الخلاصي من ذاتها. كتب كثيرة تحدثت عنها لم يقنعني شئ منها بقدر ما جاء به علم النفس بكل مدارسه ليشرح سيكوباتية المؤمن. وصحيح تماما ما جاء من ان عدوانية الايمان انطلاقا من حقه في اقصاء الايمانات الاخري يقابلها الانسحاب الي موقف مازوخي بالانتماء الي دين آخرليعود النمو المرافق له للوصول الي حقه في امتلاك الحقيقة مجددا وكانه خاتم الايمانات. وهذا هو مربط الفرس في الاسلام. فلولا ادعاء محمد بانه خاتم النبوات لامكن للمسلمين تغيير الدفة باعتبار ان مسلسل الاملاءات الالهية لازال ممتدا. الطريق المسدود امام المسلمين دفعهم الي هذا الوضع العدواني الشرس. شكرا لمقالك الجميل المهذب والمعرفي السديد


4 - الي الاستاذ الثلجي
محمد البدري ( 2017 / 7 / 9 - 12:16 )
قضية عنصرية الدين موجودة في كل الاديان ما عدا المنهج الاسلامي فلا مكان للعرقية فيه بل هو دين نزل على العرب
هذه نكتة لا اريد وصفها بانها اكبر كذبة
فهل تفضلت بشرح معني العنصرية حتي يمكنني التوقف عن الضحك او نفي الاكذوبة


5 - رد للبدري
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 7 / 9 - 13:08 )
للبدري
عندك تعداد العالم السكاني ونسبة العرب للمسلمين طبعا انت محسوب مع جماعة نواصريوس و مع جماعة البابا
على كدة ما يظل 150 مليوم مسلم عربي
والمسلمون في العالم على احصائية السيسي حوالي مليار 600 مليون نسمة
يعني العرب ما يزيدوش عن العشر
فلاي عنصر يذهب هذا الدين معرفشي؟


6 - الي الثلجي مرة أخري
محمد البدري ( 2017 / 7 / 9 - 18:51 )
ما اكثر الاغبياء الذين انضموا طواعية للاسلام، لكن معظم من خضع لهذا الدين كان بسبب سطوة السلاح وليس بالقناعة او بالكلمة الطيبة. خذ مثلا ما فعله الافاق واللص عمرو ابن العاص في مصر. هل قرأت تاريخه في هذا الوطن؟؟؟ اول ما قاله للمصريين من اخفي عني كنزا قتلته. ورسائله مع رئيس العصابة عمر ابن الخطاب كلها تور حول ما اختلسه ابن العاص لنفسه من المنهوب من المصريين. وهكذا في العراق والشام. اما في العاق فلم تكن معارك علي ابن عم شيخ النمصر نبلي الاسلام ومعاوية ابن عمومته سوي للسيطرة علي ثروات هذا البلد صاحب الحضارة الاعمق من التاريخ ومن الله ذاته.
اما عنصرية الدين فلا تقاس بهذا الشكل الساذج الذي اوردته انت. فهناك مسلمون شقر وبعيون زرقاء وخضراء وبنفسجي فليس معني ذلك نفي العنصريه عنه. لان عنصريته ضمن نصوصه فالحكم علي الشئ من طبيعته وليس باي شئ آخر. فهل بحثت في نص هذا الكتاب الفوضوي والهمجي المسمي القرآن؟


7 - فضفض يا بدري
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 7 / 9 - 21:49 )
عم بدري لا انصحك بالكتابة وانت منفعل فقد قات العرب قديما اوسعناهم شتما وذهبوا بالغنم
دير بالك على غنماتك
او انطق خير ا او اصمت
لو كنت حامي وراجل صحيح تكلم عمن سحبوا اللي بجيبك وجوعوك وانت ترقص وتحكي مين رؤساء العصابات في زمنك يا صاحي


8 - للثلجي تاني وتالت
محمد البدري ( 2017 / 7 / 9 - 23:11 )
يا تلجي، اللصوص - اقصد كل من يدعي العروبة - هم من يحكمون المنطقة. يسرقون مصر والعراق والشام. فلا تستغرب ان تكون السرقة هي اخلاق المنطقة باسرها خاصة لو عدنا الي الوراء لنكتشف ان راعي الغنم قد اوحي اليه اله بني اسرئيل باساليب السرقة تحت مسمي جهاد الكفار. هكذا نطقت انا خيرا. اليس كذلك؟ انت حريص علي اوهام ايمانك الكاذب لهذا تتم السرقة باسم الايمان و القرآن ولفظ الله اكبر في العلم العراقي ولا خلاص من ايديولجيا السرقة الا بنفض عقلك من اكاذيب الاسلام . كم 1400 عام تحتاجها لانشاء وعي وتمييز بين الخرافة والحقيقة. ارتجافك من التحرر كفيل ببقائك اسيرا للجهل والعبودية. فهل تسعي للتحرر أم تفضل بقائك عبدا ذليلا لافكار اللصوص - اقصد الاسلام؟ سالتك عن موقف علي اللص ومعاوية الحرامي فيما كانوا يفعلوه علي ارض العراق فلم تجب بقدر ما كشفت انا لك عما لم تقرأه من التاريخ الوضيع للغزاة المسلمين علي ارض مصر. فهل تحمي اللصوص ام لا تعرف كيف تقرأ؟


9 - القديس اللعين صمويل
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 7 / 9 - 23:46 )
قال محمد بدري قال؟؟
اظهر وبان يا قطي الصغير
تلك كراهية في كلماتك تجدها فقط في نبوئات القديس العرص صمويل الذي كان في مصر في القرن السابع الميلادي وتنبا بعداوة طويلة ومستمرة مع العرب ولا زال اثر تحريضه العنصري من اساسسيات الثقافة القبطية والتي يدفع ثمنها الاقباط حتى اليوم بعزوفهم عن الاندماج بالشعب المصري العربي تبعا لتبوءة هذا القديس اللعين


10 - نصوص القوادين واللصوص
محمد البدري ( 2017 / 7 / 10 - 14:12 )
ما علاقة المعتوه صمويل او اي معتوه مسيحي بما جاء بتعليقاتي أو بمقال فريدة
فالمسيح نفسه رجل مخبول شأنه شان من عمده بمياه الاردن ذلك المدعو يوحنا البهلوان
قال الافاق العربي عنه في سورة اشهر عاهرة في التاريخ: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا هههه
ركز يا ثلجي في مقال الاستاذة فريدة خاصة قولها في الحديث عن طبيعة الاديان
وللحقيقة فقد أجبت انت علي تساؤلها في المقال بتشتتك في الاجابة وهو دليل المرض السيكوباتي المشتت للذهن بعدم القدرة علي التركيز في نقاطه الاساسية بالهروب الي مسائل اخري مكانها سياسة اللصوص والافاقين امثال قادة الفكر الناصري والبعثي. فكما جاء في فلسفة الاديان، وكتبها كثيرة، وفي علم النفس وكتبها ايضا غزيرة انك مريض بالدين وتلقي بازمتك علي من له عقل نقدي للدين ونصوصه. فالعنصرية في قوله يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين لان ابراهيم الاتي من بلاد اور ارض الكلدانيين كان قوادا ليسوق زوجته من اجل خير كثير عند فرعون. أو حديثه عن اللصوص . وقطاع الطرق بانهم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرجت للناس انها عنصرية اللصوص

اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط