الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاوي وصياح ولطم عن بعد.... ولكن كلهم كذابون منافقون

كهلان القيسي

2006 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا كنتم تغيرون على رسول الله فانذروا القوات الدنمركية في البصرة للخروج من العراق خلال 24 ساعة على الأقل وإلا فكلكم كاذب منافق.

انتهكت المقدسات واهين الخلق ودنست الأرض ورسمت الصلبان على القران واستبيح الشرف في العراق ولا نجد فتوى واحدة جدية من الذين يتصارخون عبر الفضائيات للاستعراض، ومادام الاستعراض هو صوت وصورة وليس فعلا حقيقا فهو ضار وليس نافعا.
لو احترم قادة وشيوخ المسلمين قدسية أرضهم وشرف إنسانهم لما حصل الذي حصل، لو كانت الفتاوي وبعد الاحتلال إخراج القوات الأجنبية، التي في نظرهم كافرة مستهترة من ارض المسلمين ومن العراق خصوصا، لكانوا قد وجهوا درسا بليغا للذين يحاولون الإساءة للإسلام وأهله وأرضه. ولعرف الآخرون إن في هذه الأمة أناسا لا يقبلون الإهانة الفعلية الحقيقية، والتي منها ما يضع الجندي الغربي قدمه فوق روؤس أئمة وأشخاص مسلمين ويهين جوامعهم ومقدساتهم ويمزق قرانهم.
هل نحن ألان أمام نوعين من الخطاب الإعلامي الاسلامي، أم هو نوع واحد سائد وهو الشتيمة والوعيد عن بعد، لا يضر ولا ينفع، وعبارة عن مجرد فقاعة وصرخة ستأخذ أياما معدودات وتنتهي، وتبقى الإساءة الحقيقة واقعا يعيشه الإنسان العربي والمسلم، وخوصا في العراق وفلسطين من الشعور بالمهانة اليومية دون وجود أمل ولو بسيط في فتوة دينية أو صرخة تحرك الشارع لتقول أولا للأمريكان اخرجوا من بلاد الإسلام، ومن ثم تناول الفاعل الحقيقي الذي يسرح ويمرح ويدنس ويهين البشر والدين في أول عامرة إسلامية بنيت على وجه المعمورة وهي البصرة الفيحاء, الم يكن هؤلاء هم أخوة الدنمركي الذي مس أقدس الأقداس في حياة المسلمين.
نتمنى أن يكون الخطاب الاسلامي مقرونا بالفعل وليس بالصراخ في خطب المساجد، التي أصبحت مجرد روتين ممل في بعض الأحيان لأنها لم تتطرق إلى الواقع المر للإنسان المسلم. إن العرب والمسلمين يملكون من المقومات المادية والروحية والإنسانية ما لم تمتلكه بعض الأمم، لذلك هم أقوياء ولكن مبعثرون والقائمون على أمرهم أكبرهم دجال كذاب يطيلون اللحى النتنة وهم عشاق المظاهر والتعالي على عباد الله باسم الدين.
لو أراد الإنسان أن يجاهد في سبيل دينه عن قناعه فلا ضير في ذلك, ولكن أن يظهر هذه الادعاء المقرف على وجهه ولباسه فهذا مسلم دجال يضر بدينه أكثر مما يفيده. مثلا اذا كان المجاهدون في ساحات الوغى في الشيشان والبوسنة وأفغانستان، قد أطالوا لحاهم لربما عذرهم إنهم مشغولون بالجهاد، ولكن عند عودتهم إلى أوطانهم أو إلى الدول الأوربية، ثم أصبحوا أهدافا للمخابرات العالمية،فقد أطالوا اللحى أكثر مما علية وجلبوا الشبهة لأنفسهم، بل إن العديدين منهم تبنوا اللباس الأفغاني في أوربا- احدهم فلسطيني- مجاهد سابق في أفغانستان، ترك كل أنواع اللباس وصار لا يتمشى قرب الجميلات في أسواق أوربا إلا باللباس الأفغاني- فيا خي أنت عربي فلسطيني هذا ليس لباسك وشكلك, اتقوا الله أيها الملتحون في بقاع الأرض.
مثلنا الثاني إن البعض يحاول إظهار الأذى على نفسه لإيهام الآخرين بأنه أكثر تدينا منهم- يلبسون البياض ويضربون روؤسهم بالسيوف ليسيل الدم على اللباس الأبيض إظهارا ورياءا فقد حدث في اعرق الجامعات العراقية وهي جامعتي التي احن إليها طالبا وأستاذا، بعد الاحتلال وبمناسبة ذكرى عاشوراء والتي هي عطلة رسمية في الأساس في العراق، ولكن في اليوم التالي حدث التالي:
رئيس الجامعة كان شيعيا وحاول في وقت سابق منع الطلبة من اللطم ولم ينفع ، وحدث أن صادفت ذكرى عاشورا ورئيس الجامعة مسافر خارج البلاد، وكان أستاذ مسيحي ينوب عنه، فوضعه هؤولاء الطلبة في موقف محرج جدا وأراد مواجهة الموقف، فاتصل برئيسة مستشيرا، وسأله الرئيس كم عدد الذين يريدون اللطم في حرم الجامعة قال له حوالي 50 طالبا، أجابه طيب أدخلهم إلى القاعة الكبرى التي تسع ألف شخص واغلق الباب عليهم لكي يعبروا عن مشاعرهم ويلطموا براحتهم. وقد حاول جاهدا أقناعهم بذلك ولكن الطلبة الاستعراضيين أبوا إلا أن يشقوا قمصانهم ويعروا صدورهم ويدمونها أمام الطالبات المتفرجات، فهل بعد هذا الدجل والنفاق والاستعراض شيء بربكم، وهل إن استعادة مأساة الحسين تكون بشق القمصان وضرب الرؤوس بالسيوف والظهور بالزناجيل ولدم الصدور بالأكف؟؟ أم أن استعادة شهادة الحسين تكون بإشاعة الحب والمودة وإيصال ما انفطع من وشائج القربى والإخاء بين العراقيين؟؟؟ إن هذه الشعائر التي تعلن على الفضائيات وشبكات الانترنت تقزز النفس وتترك انطباعا مقززا للنفس عند المشاهد الذي لم يعتد على مثل هذه الشعائر المؤلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -نفقد هويتنا كيهود وبشر-.. عامي أيالون يعلق على صور -سيلفي-


.. الجنايات الكويتية تقضي بحبس نائب مقرب من الإخوان بتهمة التدخ




.. استهدفت مركز شرطة وكنيسة أرثوذكسية ومعبد يهودي.. من يقف وراء


.. 122-An-Nisa




.. مشاهد تظهر آثار الدمار في معبد يهودي وكنيسة في داغستان الروس