الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة للازمنة المقدسة والمفهوم البدائي و العلاقة التي تربط الاديان البدائية بالاديان السماوية

هرمس مثلث العظمة

2017 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لدينا في مصطلح الاسطورة " الحوادث الميطيقية " و من موقعي هذا لا أستطيع تذكر سوى قصة حادثة أدم إن كان ذكرها في الكتاب المقدس أو في القرآن وقصة تعليمه من قبل الكائن الاعلى أو ما يسمى الله ، من زراعة وصناعة و اشعال النار وتعليم الاسماء كما في القرآن ومن ثم الانطلاق تدريجيا لحوادث اخرى وشرح ما تقدم ذكره ، هذا يطلق عليه زمن وأحداث ميطيقية أي مازالت تحمل بين جذورها أو بداياتها بذورا من الاساطير البدائية مشتركة المعالم واضحة الرموز بين الشعوب البدائية / الهمجية ، فمثلا لماذا الانسان يعلم أسماء الاشياء فقط لأنه حدث في ذلك الزمان ، أن قام الإله بتعليم آدم الأسماء كلها ، فلذلك الانسان يعلم أسماء الأشياء وكأننا نرى حجة فلسفية وهي كالتالي :
أ –الانسان يعلم كل الاسماء
ب- لأن الله في ذلك الزمن قام بتعليمه ذلك
ج- و نتيجة لذلك فالانسان يعلم فقط لأن كائن أعلى قد أعلمه بذلك .
ملاحظة ( هذه الحجة تسمى المصادرة على المطلوب وهي مغالطة منطقية أشبه بالحجة الدائرية لانها تعتمد على نفسها في اثبات نفسها دون اللجوء الى مرجع خارجي ، فيكون الاثبات الحاصل للنتيجة مفروضا من خلال المقدمات كالقول الانسان يعلم لانه الله علمه فقط ويجب التسليم بها والبدء منها أي الانطلاق من ان الله هو الذي علم وذلك من خلال وصف المراجع الخارجية بأنها كلام بشري والحجة التي ما بين يديه كلام إلهي ويثبت نفسه بنفسه ،و هذه مشكلة الاديان بشكل عام ) .
أستحضر هنا ترتيلية جنائزية يقوم بها الشامان من الـ " ناخي " فيما يلي :
" الآن نحن نصحب الموت ونعرف الحزن من جديد
نرقص من جديد ونصرع الشياطين أرضا .
إذا لم نعرف من أين جاء الرقص
يجب ألا نتكلم عنه .
وإذا جهلنا أصل الرقص
لايمكن أن نرقص "
فهنا نتذكر ما يعلنه شعب الاويتوتو في بروس :
"هوذا كلام أبينا ، كلامه بالذات . بفضل هذا الكلام نحن نرقص ، وما كان ليوجد رقص لو لم يعطنا كلامه" .
هذه الاسطورة البدائية تأتي مشابهة من حيث الصياغة الفكرية للـ الحجة عندما عند السؤال عن كيفية معرفة الانسان لـ الاسماء كلها ، حيث أن الله علم آدم الاسماء كلها ، وأيضا شعب الشامان لولا تعليمه الله إياهم الرقص لما عرفوا الرقص وما يؤكد ذلك أن الاويتوتو عندما صرحوا لولا كلام الله لما تعلموا الرقص ، أما عن منح الاسماء من قبل الله فهي قصة مصرية تعود لمدرسة لاهوت منفس حيث قام الاله بتاح بتسمية كافة الاشياء وإعطائها الاسم الذي وجدت عليه ونجد صداها يتردد بين أروقة مدارس الفلسفة الاغريقية حيث يقول أفلاطون في كتابه " كراتيليس " على ان سقراط تحدث عن مانح الاسماء الاسطوري .
فالاسطورة وفقا لهذا المبدأ تضع القواعد والسلوكيات من اجل القيام بالعمل او معرفة اصل العمل وذلك من خلال اصباغ عليه معنى من خلال قيام الالهة به .
و لآضرب مثال على ذلك أحد القصص البدائية التي تتكلم عن الخلود ولماذا أصبح الانسان فانيا وسنعالج بمقتضاها قصة موت وبعث يسوع بعد ثلاثة أيام :
يروى أن القمر اخبر الارنب ان يذهب لمعشر بني الانسان ويخبرهم أنهم سيصبحون خالدين كما القمر يموت ويقوم من الموت بعد ثلاثة أيام فإن الانسان سيقوم بذلك ( ملاحظة قارن الجملة الاخيرة بما ورد في الأناجيل نستذكر منها متى لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال ،قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال و هو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم، فيسوع لازال متذكر للعهد القديم الذي ذكره القمر بأنه كما هو سيموت لمدة ثلاثة أيام وسيقوم بعدها فكذلك يفعل يسوع بل نجد أن فراس السواح في رائعة " لغز عشتار" ذكر ان موت يسوع وقيامه هو نداء وإحياء للبعث القمري عند موته كما ذكرت أسطورة القمر والوعد الذي قطعه القمر للبشر ، حيث أقتبس منه التالي :
تطرح دورة حياة يسوع المخلص ، في خطوطها العامة ، تشابها واضحا مع دورة حياة الآلهة الابناء المخلصين . ورغم أن موت يسوع وبعثه لا يتخذ طابعا دوريا سنويا كما هو شآن آله الخصب ، فإن الاحتفال بتجسيده وميلاده وموته ثم بعثه عبر السنة المسيحية ، يجعل من دورة حياته سلسلة من الأحداث الحاضرة أبدا ، المتكررة إلى يوم الدينونة (ملاحظة في هذا الشرح الذي جسده فراس عن المسيح انما جسد الاسطورة بكافة جوارحها فالاسطورة في مفهومها قابلة للتكرار لانها حدثت في زمن مقدس ونستطيع تكرارها عبر القيام بالطقوس" وهذا اول ما قام به الانسان البدائي حين اراد ان يعوض عن الحيوانات التي يصطادها من اجل الغذاء ، قام باختراع اسطورة الحيوان السيد ووجه اليه الطقوس طالبا الاذن منه باصطياد الحيوانات وكأنه يوجد عهد بينهما خطه التاريخ المقدس" (مصدر اسطورة الحيوان السيد كتاب الله لماذا لكارين ارمسترونج؟ وهي من بقايا الجذور الطوطمية وكما قال مرسيا الياد في حديثه عن مايشعر به ممارسي الطوطمية :إن معرفة اي أصل اي شيء ،حيوان او نبات الخ تساوي اكتساب قدرة سحرية عليه ، بفضلها نستطيع ان نسيطر عليه وان نكثره ، ونخلقه من جديد بالارادة ، وحينما نعود لمثال كارين أرمسترنج في كتاب الله لماذا نجد أن أسطورة الحيوان السيد يتم تصوريها على جدران الكهوف ، لا كما يعتقد الانسان المعاصر ، من أجل تخليد ذكرى أو تصوير تاريخ ، أو عمل فني بدائي ، إنما نجد تفسيرها لدى مرسيا الياد حيث يقول : الحيوانات والنباتات التي خلقتها الكائنات العليا في ذلك الزمن ، يعاد خلقها بواسطة الطقس . حيث نجد في الـكمبرلي الرسومات المعمولة على الصخر التي يعتقد أن الاسلاف الميطيقين هم الذين رسموها ، يعاد رسمها من جديد بغية إعادة تنشيط قدرتها المبدعة ، كما تجلت في المرة الأولى في الازمنة الميطيقية ) وبذلك نرى ان الاديان البدائة لازالت ضاربة جذورها وبشدة حاى في اكبر الديانات السماوية . ذلك أن الاحتفال بهذه الأحداث ليس إحياء لذكرى وقائع ماضيات ، بل هو عيش لوقائع تحدث الآن والساعة . والسيد المسيح في مولده وموته وبعثه ، إنما يجمع إلى شخصه خصائص المخلص الشمسي والمخلص القمري في آن معا . فميلاده شمسي ، أما بعثه فقمري . انتهى وجب التنويه خصوصا لمن قرأ كتاب مغامرة العقل الاولى لنفس الكاتب هنالك تغير أو تطوير للفكرة نفسها فكان في ذلك المؤلف يسوع هو من تكرار لآاهة الخصب أما هنا فهو مختلف .
ونكمل اقتباسا من الصفحات التالية :
أما بعث السيد المسيح فقمري ، وتسير حادثة موته وقيامته على خطى موت وبعث الآلهة القديمة ، التي تغيب في اليوم الأول وتظهر في يومها الثالث ." #تذكر قصة وعد القمر بالخلود ". وكما كان الآلهة القمريون آلهة للخصب ودورة الزراعة أيضا ، يبعثون إلى الحياة مع الانقلاب الربيعي كذلك هو السيد المسيح يبعث في الفصح الربيعي . ونتابع ما تقدم ذكره على ضوء ماذكره جيمس فريزر ففي البلدان الناطقة باللاتينية حيث شاعت عبادة الاله أتيس ابن الام الكبرى سيبيل ، جرت العادة على الاحتفال بيوم آلام المسيح وموته في الخامس والعشرين من آذر المصادف ليوم الانقلاب الربيعي حسب التقويم الجولياني ، وبقيامه في يوم الفصح الموافق للسابع والعشرين من آذار . وهذه التواريخ مقاربة لتواريخ احتفلات آتيس ، حيث يصادف يوم الثاني والعشرين من آذار يوم الاحتفال بموت آتيس والخامس والعشرين منه يوم بعثه . وقد كان هذا التطابق بين المناسبتين مدعاة لجدل طويل بين أتباع الديانتين . فبينما اتهم أتباع أتيس المسيحين بالتقليد ، لجأ المسيحيون إلى اتهام الشيطان ( يقصد الكاتب هنا جاستن مارتر ) الذي يقلب موازين الامور ويغطي الحق بالباطل ليزيغ به القلوب . أما اليوم فيتم الاحتفال بعيد الفصح في الكنائس الشرقية في أول يوم أحد يلي القمر البدر عقب الانقلاب الربيعي مباشرة . وبذلك يجمع الفصح إلى نفسه البعثين ، بعث القمر وبعث الطبيعة . انتهت الاقتباسات .
ملخص الاقتباسات ، كلام السيد المسيح ليس سوى ترديدا لاسطورة قديمة أسطورة وعد القمر البشر بالخلود كما القمر يموت لثلاثة أيام ويبعث من جديد كما البشر سيصبحون ، أي وفق الاحداث الميطيقية كما وعد القمر البشر على لسان الرسول الارنب بأنهم عندما يموتون سيقومون بعد ثلاثة أيام ، كما عاد وأخبرهم المسيح سيموت ويقوم بعد ثلاثة أيام ، فلو لم يتكلم القمر بذلك ، لما تكلم السيد المسيح بذلك .
نتابع القصة لكن الارنب أخلف في الرسالة وكذب وقال كما القمر يموت ويبعث بعد ثلاثة أيام تموتون كما يموت القمر ولاتبعثون كما يبعث القمر . وبهذا فقد الانسان خلوده واصبح فانيا وعاقب القمر الارنب بالقاء العصا عليه وشق شفته السفلى وبقيت كذلك لليوم وهذا تفسير لشفته المشقوقة لنقله الرسالة الخاطئة . ( هنا أيضا حدث ميطيقي أخر تفسير لماذا شفة الارنب السفلى مشقوقة ) .
ونجد تفسيرا لحوادث ميطيقية يشابه ماذكرناه في الكتاب المقدس حيث يوصف الحية بأخبث الحيوانات
و كانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب . وبذلك ظن أنه اعطى لنا تفسيرا عن خبث وسعة حيل الافعى بل أكمل واعطى سببا أخر لكونها بلا أرجل وسبب زحفها على الارض :
فقال الرب الاله للمراة ما هذا الذي فعلت فقالت المراة الحية غرتني فاكلت ، فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك ، و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه
وسار المفسرين المسلمين على هذا المنوال في وصفهم لما كانت الافعى عليه قبل ذلك .
ونتابع في نفس السفر تفسيرا للحبل والودلاة وجعل الانسان يعمل في الارض لاستخراج طعامه وتفسيرا منطقيا لشقاء الانسان على الارض ، ويبدو أن الرب آنذاك لم يعلم بوصول الانسان للقمر ، أو الهندسة الوراثية والاستنتساخ . بل وأعطى سببا وجيها وفق وجهة نظر الانسان القديم ، سارت عليه الديانات السماوية الثلاثة وهو استعباد الرجل للانثى وتابع وفسر لماذا يعود الانسان للتراب وعملية الولادة وما يرافقها من آلام :
و قال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا و الى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك، و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك، و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود، و دعا ادم اسم امراته حواء لانها ام كل حي ،و صنع الرب الاله لادم و امراته اقمصة من جلد و البسهما.
وكما الرب صنع أقمصة من الجلد فلذك الانسان يلبس الاقمصة من الجلد في ذلك الوقت .
وبذلك يتضح لنا مفهوم الحوادث والازمنة الميطيقية وفقا لنظرة الانسان لها على أنها أزمنة مقدسة فالالهة تلعب كل الادوار والانسان يقف مراقبا للاله ولا يتدخل ، فكل شي يفسر وفقا لما فعلته الالهة في ذلك الزمان .( وهذه هي الفكرة البدائية للازمنة المقدسة وانتقلت بكل ما تحمله من منظومات إيدولوجية إلى الاديان السماوية )
فكانت الاديان المزارع الذي زرع البذرة / الفكرة ، والاديان السماوية الارض أو الرحم الذي احتضن الفكرة عبر 3000عام لتصبح جنينا لتنجب لاحقا الاديان الثلاث ( يهودية والتي بدورها مزيج من الاديان الشرقية القديمة والمصرية واسمها مشتق من أحد اسماء الالهة المصرية ومن ثم مسيحية (اسم هندي )نتجت عبر تلاقح الديانة اليهودية مع الوثنية المجسدة لديانة الخصب والفلسفة الافلاطونية الحديثة و ديانات الاسرار ولاحقا توجت مسيرتها بالاسلام (كناية عن اورشليم والحينفية نتيجة لتأثير الاحناف ) وهو المزيج النهائي لما سبق فكان الابن الشرعي للحاخامية اليهودية التلمودية فهي لم تشق عصا الطاعة عن اليهودية" كما فعلت المسيحية الابن الاول التي كونت ايدولوجيتها لاحقا بغض النظر عن المصدر اليهودي" مضافا إليه الجذور الزرادشتية المتعلق باللاهوت الاخروي )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية