الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الوطنية العراقية والمتغيرات الراهنة

ماجد لفته العبيدي

2006 / 2 / 5
المجتمع المدني


لعبت الثقافة الوطنية العراقية دورا هاما في تطوير الوعي الانساني الاجتماعي للمواطن العراقي , كتجسد للقيم والسلوكيات والعلاقات الاجتماعية المتنوعة والمتناقضة بأعتبارها تعبير عن التلاوين الطبقية والقومية والدينة الاجتماعية , وتعتبر الثقافة المشترك الاساس بين البناء الفوقي البنيوي للدولة كمؤسسة أجتماعية سياسية أقتصادية والبناء التحتي الذي يعكس طبيعة العلاقات الاجتماعية ومستوي تطور القوى المنتجة وشكل أسلوب الانتاج .
والثقافة بصيرورتها ترتبط بالحالة الزمنية والمكانية المحددة من التطور الاجتماعي بما فيه من تراكمات كمية و نوعية لللارث التاريخي الاجتماعي لتجارب الشعب العراقي والتجارب الانسانية للشعوب الاخرى, وينعكس كل ذلك على طبيعة وشكل الحراك الطبقي الاجتماعي الدائر في المجتمع , ومن خلال ذلك يتشكل فهم القوى الاجتماعية والسياسية لمفاهيم العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية والمقاومة والارهاب والوطنية والسيادة والاستقلال وخيانة المصالح الوطنية ومفهوم الاحتلال والتحرير ومفهوم الحرب العادلة وغير العادلة وغيرها من المفاهيم الاخرى التي يجري أستخدامها خلال الحقبة الزمنية المعينة, ففي زمن الديكتاتورية الفاشية الصدامية المقبورة جري تشويه الثقافة الوطنية العراقية وتم تعطيل مؤسساتها بشكل منظم عبرفرض أيدولوجية الحزب الواحد الشمولية التي أنتجت السياسية الشوفنية والطائفية المشوهة لوحدة المشهد الثقافي الوطني بمختلف تنوعاته , وتم تعميم السطحية والتجهيل الثقافي وتسيد المحدودية والانغلاق وتشجيع العدوانية وتبريرها لتفرز من خلالها حزمة من الافكار والقيم والسلوكيات التي تتناقض مع قيم الشراكة والوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي وأثرت تلك السياسية على وظيفة الابداع والالتزام الوطني وجري تعطيل ومحاصرت وأبعاد طاقات وطنية لمثقفين عراقين ينتمون الى مختلف المكونات الاجتماعية العراقية ولم تعد خافية الجرائم التي أقترفت بحق المثقفين العراقين والثقافةالعراقية عندما تم تسليط الجهلة وشرطة الثقافة على رقاب المثقفين الوطنين فاصبح العديد منهم مستلبين وغرباء في وطنه .
واليوم بعد ثلاثة شنوات من سقوط ديكتاتورية الصنم التي جرت البلاد الى معمعة المحاصصة الطائفية و مستنقع الارهاب ,يقع اليوم على عاتق المثقفين مهام جسام في الوقت الذين هم خرجوا من هذا التحول الجديد أكثر المتضررين ,فبدل من صياغة خطاب ثقافي وطني جديد يعيد بناء ماخربته الديكتاتورية الفاشية ظهر لنا الخطاب الطائفي السياسي الذي ينظرالى دور المثقف باعتباره دور ثانوى ويكرس في نفس الوقت ثقافة القوقعة الطائفية مستغلين مظلومية الجماهير الشعبية المكتوية بنار التميز الطائفي والعرقي والفوضى السياسية والاحتلال ليمارسوا ثقافة التكفير الرجعية ويكرسوا ثقافة المحاصصة الطائفية السياسية التي جعلت من الوزارات ثكنات حزبية والمؤسسات مواقع مغلقة لهذا الفصيل أوذاك , وعاد التوظيف على اساس الحزبية أسوء مما كان عليه في زمن الديكتاتورية الصدامية الفاشية , ورغم أن هناك فسحة من حرية للاعلام الصحافة والحريات العامة والشخصية ولكن تلك الحريات يجري تقويضها عبر أسلحة المليشيات والتهديدات المتواصلة للمثقفين العراقين من قبل هذه القوى التي تشكل تهديد دائما [كدولة داخل الدولة ] وتجري محاربة الفن والغناء والمسرح وتم الاعتداء السافر على العاملين في الاعلام كما حدث للكادر تلفزيون الناصريةالشهر الماضي سنة 2005 والاعتداء الغاشم على الكادر التدريسي بكلية الاعلام وأغتيال أحد أعضائها الاستاذ عبد الزاق النعاس مع التهديدات المتواصلة عبرالبريد الالكتروني للعشرات المثقفين واخرها تهديد الاستاذ سيار الجميل والذي جعله يعلن التوقف عن الكتابة , يضاف الى ذلك تشريد مئات الطاقات الوطنية الثقافية الى المنافي الغربة في مختلف أنحاء العالم .
اليوم يحتاج المثقفين الى تشكيل جبهة ثقافية مستقلة تسهم في أظهار دورهم في العملية السياسية وتعد التوازن بينهم وبين السياسين الي باتوا هم العامل الاساس فيها في الوقت الذي يجري تهميش المثقفين ويمارس ضدهم ممارسات عنفية للاقصائهم وأبعادهم عن المسرح السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: التهجير القسري دفع نحو مليون شخص للفرار من رفح| #ا


.. أهالي الأسرى يحتجون داخل الكنيست أثناء اجتماع رئيس لجنة الخا




.. بسبب شقة في نيويورك.. جلعاد أردان ينهي خدمته كسفير لإسرائيل


.. 3 وكالات في الأمم المتحدة تصدر تحذيرا من أزمة سوء تغذية تضرب




.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات