الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟

طلعت رضوان

2017 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لماذا كان القرشيون يحتقرون اليمنيين؟
وما مغزى تقسيمهم إلى عرب (عاربة) وعرب (مُـستعربة)؟
أعتقد أنّ السؤال الذى تغافل عنه أغلب المُـعلقين السياسيين على قرار مقاطعة قطر هو : هل ما فعلته قطر ضد (جيرانها العرب) من الأمور الاستثنائية؟ أم أنه خاصية سجـّـلتها كتب التراث العربى/الإسلامى؟ وكيف جاءتْ مانشيتات الصحف السعودية ((قطر الخيانة العظمى)) و((انتهى يوم الحساب)) إلخ كما لو أنّ قطر كانت تفعل ما فعلته فى السر، بينما تصرفاتها كانت معروفة لأصغر محلل سياسى؟ فلماذا كان الصمت طوال السنوات الماضية؟ والأدق لماذا كان التسترعلى أفعال قطر، خاصة دعم الإرهابيين؟ وهل الخلافات العربية/ العربية حديثة العهد؟ أم لها جذور متأصلة فى بنية العقلية العربية؟
من بين الوقائع الشهيرة- والعديدة جدًا- التى ذكرها المؤرخون الإسلاميون عن (كراهية) العرب للعرب أمثالهم، أنه أثناء الهجوم على حصن بابليون حدث سوء تفاهم بين الزبيربن العوام القرشى، وشرحبيل بن حجية المرادى، فعرض عمرو بن العاص على الزبير أنْ يرد على شرحبيل الذى أهانه، ولكن الزبير استكبر قائلا : أمن نفغة من نغف اليمن يا ابن النابغة؟ (وفاة الأعيان- ابن خلكان- ص178) وفى شرح كلمة (نغف) معناها : دود فى أنوف الابل والغنم أو من الخنافس، ومنها قالوا للمُـستحقــَـر : يا نفغة.
ومن الوقائع التاريخية أيضًـا : أنّ تميم بن فرع المهرى شهد (فتح) الإسكندرية الثانى، فلما وُزعتْ الغنائم لم يـُـحتسب له فيها نصيب بدعوى صغر سنه، فتعصبتْ قبيلته (مهرة) له وكاد أنْ تقع منازعة بينها وبين قريش التى كانت تتولى توزيع الغنائم، ولم يحل المشكلة سوى إثنيْن من صحابة الرسول. وتلك الواقعة تدل على: 1- حدوث نزاع قد يصل إلى القتال بين قبيلتيْن عربيتيْن بسبب الغنائم 2- أنّ الغائم هى السبب الأول فى الاشتراك فى المعارك التى كانت ضد (المشركين) وليس الانتصار للإسلام.
وجاء فى كتاب (تاريخ القضاه) أنه بلغ من ((قوة التعصب بين العرب فى مضر، حتى القرن الثانى الهجرى، أنْ كان القاضى (توبة بن نمر) لا يقبل شهادة (مضرى) على (يمانى) ولا شهادة يمانى على مضرى)) (ص346) ولما اعتزل شيعة عثمان سنة36هـ وثب (مسلمة بن مخلد) فنعى عثمان ودعا إلى الثأر. وكان أمير مصر حينذاك قيس بن سعد. فذكر الطبرى أنّ ذلك كان ((خرقــًـا خطيرًا لتقاليد العصبية القبلية، فكلاهما من بنى ساعدة من الخزرج ومن الأنصار)) فأرسل قيس إلى مسلمة يقول والمرارة تغلب دهشته ((ويحك؟ علىّ تثب؟ فوالله ما أحب أنْ لى ملك الشام إلى مصر، وإنى قتلتك)) فانتبه مسلمة إلى خطئه فبعث إليه يقول (إنى كافٍ عنك ما دمت أنت والى مصر)) (تاريخ الأمم والملوك- الطبرى- ج3- ص551)
ووصل العداء بين قبيلة (الباهليين) وقبيلة (هناءة الأظلف) أنْ كتب أحد (شعراء) هناءة أنّ الباهليين ((مأوى اللؤم من مضر)) وقال شاعر آخر((...ولو قيل للكلب : يا باهلى.. عوى الكلب من لؤم هذا النسب)) (وفيات الأعيان- ابن خلكان- ج1- ص542، 543)
ومن الكــُـتاب المُحدثين د.عبدالله خورشيد البرى الذى كان من رأيه ((ليستْ الإثرة الدينية والتعصب ما حدا بالعرب إلى (تدويخ) الدول و(فتح) الأمصار، إنما هى الحاجة المادية التى دفعتْ بمعاشر البدو، وأكثر جيوش (الفتح) منهم إلى ما وراء تخوم البادية القفراء، إلى مواطن الخصب فى بلدان الشمال. ولئن كانت الآخرة، أو شوق البعض إلى بلوغ جنة النعيم قد حبـّـب لهم حومة الوغى، فإنّ ابتغاء الكثيرين حياة الهناءة والبذخ فى أحضان المدنية التى ازدهر بها الهلال الخصيب، كان الدافع الذى حبـّـب إليهم القتال. لدرجة أنّ الشاعر أبى تمام قد عبـّـرعن هذا المعنى فقال ((فما جنة الفردوس هاجرتَ تبتغى.. ولكن دعاك الخبز- أحسب- والتمر)) وأضاف خورشيد ((وأيـًـا كان الأمر فإننا إذا تحرينا التوسع الإسلامى (الأدق الغزو العربى) وأحطنا بالأحوال الحقيقية التى أحدقتْ به، اتضح لنا أنه كان الشوط الأخير فى عملية النزوح المتواصل على مدى الدهر من البادية القاحلة إلى الهلال الخصيب)) (القبائل العربية فى مصر- دار الكاتب العربى للطباعة والنشر- عام1967- ص38، 39)
أما المؤرخ العراقى الكبير جواد على فكتب ((...وفى روايات الأخباريين ما يؤيد وقوع حرب بين عرب الحيرة وعرب اليمن فى أيام (شمريرعش) وأنّ امرىء القيس بلغتْ جيوشه مدينة (نجران) على أننا إذا افترضنا أنّ (شمرًا) صاحب نجران (المتنازع حولها حاليـًـا فى العصر الحديث بين اليمن والسعودية) هو غير (شمريرعش) فمعنى ذلك أنّ النص يشير إلى المفاخرات والمباهاة بالأجداد، نكاية بالعدنانيين (= عرب الشمال) الذين تعالوا على القحطانيين (عرب الجنوب) فى الإسلام)) (تاريخ العرب قبل الإسلام- هيئة قصور الثقافة- ج3- ص446)
وكتب المفكر الكبير أحمد أمين أنّ العرب كانوا عبارة عن قبائل من البدو. وهذه القبائل كانت فى نزاع دائم، وقد تتحالف قبيلة مع قبيلة أو قبائل أخرى للإغارة على حلف آخر أو نحو ذلك من الأغراض. وأصل هذا العداء هو ما بين البداوة والحضارة من نزاع طبيعى. وكان توالى الحوادث والوقائع الحربية يزيد فى العداوة، ويقوى نزعة الشر. ومن أوضح الأمثلة على هذا ما كان من العداء الشديد بين أهل المدينة (الأوس والخزرج) وهم على ما ذكر النسابون يمنيون، وأهل مكة عدنانيون. وقد استمر هذا التنافس بينهم بعد الإسلام. وكان بينهم الكثير من الحزازات والمفاخرات. وكلٌ يدعى أنه أشرف نسبـًـا. وكان اليمنيون أحق بالفخر لما لهم من حضارة قديمة. أما العدنانيون فعرب فى المنزلة الثانية ويسمون (عربـًـا متعربة) بينما عدنان (عربـًـا مستعربة) (فجر الإسلام- طبعة هيئة الكتاب المصرية- عام1996- من ص10- 19)
وبهذا العرض المختصر من كتب التراث العربى ومن المؤرخين المحدثين، يتبيـّـن أنه لم يحدث أى تغيير فى البنية العقلية لعرب ما قبل وما بعد الإسلام، وأنّ الصراعات استمرّتْ وأنّ الإسلام لم يؤثر فى تركيبتهم العقلية والنفسية، وهو ما استمرّ حتى لحظتنا الحالية فى الربع الأول من القرن الحادى والعشرين ، بعد أنْ رفع قرار مقاطعة قطر الغطاء عن (مرجل) الكراهية المتبادلة بين العرب، وهو مرجل يغلى من شدة ارتفاع حرارته.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المستنقع
تجفيف ( 2017 / 7 / 10 - 11:31 )

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=42491


2 - متي
عدلي جندي ( 2017 / 7 / 10 - 16:52 )
نقرأ أن علماء عرب تمكنوا من إكتشاف الجين المسئول عن دعشنة المُسلم وتبوير عقله
وقد تمكن لفيف من علماء بجامعة أم القري بمكة المكرمة وعلماء من جامعة الأزهر (الغير شريف ) من تحديد الجين الذي يؤثر علي إتزان وسلامة عقل المؤمن المُسلم وجاري البحث المخبري علي عينة داعشية حتي يتمكن علماء الأمة من فصل الجين والتعامل معه بالعقاقير اللازمة وجاري البحث عن أبوال كائنات غير أبوال البعير وتجربة تأثيرها علي تثبيط فورة الإجرام الداعشي
يا خير أمة
المجال العلمي والبحثي ينتظر إثبات إعجاز قرآنكم في القضاء علي إجرام وإرهاب العصر والذي تسببت عنه عقيدتكم وجامعاتكم وعلمائكم
تحياتي للكاتب وللمجهود


3 - قطر هي من يحاصرهم
عبد الله اغونان ( 2017 / 7 / 10 - 19:04 )
هل دولة صغيرة فقيرة جائعة كلها مصائب متلتلة كمصر تحاصر دولة عظمى مثل قطر؟

مصر محاصرة جوا وبرا وبحرا بالقهر والجوع والزيادة والاعلام المضلل

تستعين قطر العظمى بخير أجناد الأرض الجيش التركي الذي والفارسي الذي يهابهما العرب والعجم

كلناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ضد العدوان الرباعي حوصرت غزة فما تحرك الجبناء

واليوم تحولت حماس والاخوان وقطر الى

ارهابين ويتم تلميع اسرائيل




4 - انت غير موضوعي
قاف ( 2017 / 7 / 11 - 07:06 )
ما رايك في تقاتل الدول الاوربية حتى الحرب العالمية الثانية
لو تقرا قليلا الحروب الدينية والحروب القومية
تاريخ البشر واحد
فلا تكن متعصبا

اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |