الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستشفى الغربي .. والإسلام

واصف شنون

2006 / 2 / 5
المجتمع المدني


خرجتُ اليوم مع إبني من مستشفى هورنزبي شمال سيدني ،بعد عملية جراحية تم تصحيح الجهاز التنفسي فيها للصبي الذي لم يتجاوز السادسة بعد ،لم أدفع فلسا ً واحدا لها ،لكني سأتهم بالعمالة وتفخيم المجتمع الغربي إن تحدثت عن الإجراءات قبل العملية وأثناء مرور الصبي لقسم التخدير حيث ودعته وأنا أرتدي كما يرتديه الجراحون الذين صافحوني قبل تصديقي على إجراء العملية الصغرى تلك ،وشكروني لأني إكتشفت إن الأبن يعاني من شخار أثناء النوم في وقت مبكر ،ثم سألوا عن أمه ..وللأسف أجبتهم إنها في مستشفى أخر تعاني في أخر مراحل مرض السرطان الفتاك ....

وحين سألتني الممرضة :- هل بودك المبيت إلى جنب الصبي أو مكان أخر ..،قلت لابأس ..ولو إنني لم أنم ليلة البارحة ...

أجابت :- لا ..عليكَ .. واجبا ً الإرتياح ..فهذا الامر يسهل علينا امر( حازم ) ..ليخرج سليما ً ونضمن إن هناك من لديه القوة على العناية به ..،شكرتها ..ونمت في فراش مناسب ....

وإسترسلتُ بالتفكير ..،فوجدت إن جميع من يحكمنا (نحن ) بالسلطة أو المال يذهب للعلاج في الغرب ..ولذلك يطول عمر الحكّام والقادة والأغنياء ...جميعهم يموتون وقد تجاوزا أزماتهم الصحية والنفسية وضغوط السياسة والاعمال ..والمثال على ذلك صدّام وبرزان ...والبندر والباقين من أخيار العراقيين والعرب الموتى والأحياء !!بما فيهم أيات أللهاتنا ....



ولماذا يُقتل الناس بطرق أسفل من الحيوانية....بسبب أديانهم أو لغاتهم أو سحناتهم وطوائفهم وعشائرهم .....، ولكوني مسلما ً حسب التربية الأولية ،عادت فكرة الرحمة والعطف والمواساة التي كانت والدتي تؤديها كعادة يومية مع الناس الذين يحيطون بها ...

وهنا دقت أجراس الجامع الذي لا أجراس له ولا في رأسي ،لكني تذكرت عم أبي حمود الشنون وهو ينادي من جامع الاسماعيلية الشيعي في سوق الشيوخ بأذانات ألله ..ثم يتبعها بنداء المحتاجين ويعقبها ..بسؤال إلى الناس ..أيها الأخوة لقد مات فلان ، أعينونا أعانكم ألله ،والعملية برمتها هي الحاجة المالية لدفن ميت ...ودفع تكاليف

النقل ولشركة الدفن .. ،فالموت والمشاركة بدفن صاحبه بجوار علي إبن أبي طالب في صحراء النجف ،يعدان ثقافة شعبية من الواجب المشاركة فيهما ...



يموت السكّير والمتشرد والفقير والمحروم والمأزوم صحيا ً بسبب أمراض ..بعض الأحيان تكون تافهة ،كان القوامون على أهلنا الغاربين لايعيروا لصحة أولئك أية إلتفاتة ،لكنهم يحضرون بكل جلالاتهم وكبريائاتهم ليقيموا نعشا ً أو فاتحة مدفوعة الثمن ،والسبب جميعنا نعرفه ...،لكنهم لا يعبرون أبدا ً عن إستيائهم الشديد عن تردي أوضاع المستشفيات التي تشكل مفصلا ً أساسيا ً في حياة المدن والقرى ..والدول ......



إختلفت الإهتمامات بموت الناس في العراق منذ الحرب العراقية الايرانية ،فالموت السهل العراقي جرّد الناس من الحزن ..وبالتالي جرّدهم من الفرح بالوليد ..فأصبح الموت عادة يومية لابأس بها إضافة الى عادة التدخين الذي إحتل العراق فيها النسبة الأولى في تراتبية الدول المدخنة في تقرير منظمة الصحة الدولية الاخير !!.



دور الإسلام غير المتقنبل الارهابي الأن هو الخروج من الجامع والمسجد والحسينية ،والذهاب الى المستشفيات في تلك الاوطان المنكوبة ،الله يقبل زيارة المريض على إداء الصلاة ،ويقبل أيضا ً رعاية المحتاجين أكثر من إحتلال مقر أوربي يوزع المساعدات عليهم بحجة صحيفة قد نشرت صورا ً لاتسيء لهم بل إلى مؤسس ديانتهم ...



على كل خطيب في مسجد أو جامع أو حسينية أن ينظر إلى الماركة التي صنعت المايكرفون الذي يلعلُ فيه ،فأن وجدها أندونيسيا أو ماليزيا فمعناها اليابان ،واذا كان المايكرفون دون ماركة صنع فمعنى ذلك اسرائيل ،والباقي الصين الكافرة والاخرين ......،والفاصل هو الإنتاج والإستهلاك ...!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023