الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام

طلعت رضوان

2017 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
طلعت رضوان
هل يعقل تنازل آدم عن 40سنة من عمره ويهبها لداود؟
وهل يعقل تحريم إله إسرائيل على نفسه لحوم الإبل؟
أعتقد أنّ الذين رفضوا الأحاديث بإعتبارها المصدرالثانى للإسلام ولم يقبلوا إلاّ القرآن (مثل تيار القرآنيين) وكذلك الذين (وافقوا على الأحاديث) ولكنهم ركــّـزوا على استبعاد ما أطلقوا عليها (أحاديث آحاد أو غير متواترة أو ضعيفة العنعنة..) فإنّ هؤلاء وأولئك انزلقوا فى فخ التركيزعلى شىء واحد : أنه لا يمكن أنْ يكون النبى قد قال أمثال تلك الأحاديث المُختلف حولها، ولكنهم تجاهلوا أهم زاوية فى الموضوع : ليس المهم (اسم) قائل الحديث، سواء قاله النبى أو قاله غيره، لأنّ العبرة بمضمون الحديث، ومن خلال تحليل بعض الأحاديث، ستتضح الحقيقة المسكوت عنها وهى أنّ قائل الحديث (عربى/ رعوى) مؤمن بالميتافيزيقا، مثل :
قال الرسول : من قال حين يـُـصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ سورة الحشر، وكــّـل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه ومات شهيدًا..إلخ (سنن الترمذى- رقم2922)
وفى تفسير آية ((ولا تحسبنّ الذين قـُـتلوا فى سبيل الله أمواتــًـا بل أحياء عند ربهم يـُـرزقون)) (آل عمران/169) فإنّ أرواح القتلى تحوّلتْ إلى طير تسرح فى الجنة. وأنّ الرب قال لهم : هل تستزيدون فأزيدكم؟ قالوا : تـُـعيد أرواحنا فى أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنـُـقتل فى سبيلك مرة أخرى (حديث رقم3011) ومع ملاحظة أنّ الترمذى عقــّـب ((حديث حسن صحيح))
ومن بين الأحاديث الدالة عن عقلية المؤمنين بالميتافيزيقا الخرافية، أنّ النبى قال : نزلتْ مائدة من السماء فيها اللحم والخبز. ومعها أمر من الله بأنْ لا يخونوا فخانوا، فمسخهم الله قردة وخنازير(رقم3061) فكانت ملحوظة الترمذى المهمة ((هذا حديث غريب وقد رواه غير واحد عن عمار بن ياسر)) أليس هذا الحديث يدل على عقلية (الجوعى) المشتاقين للحم والخبز؟
وفى تنويعة أخرى لترويج الخرافة أنّ النبى قال : لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها. وقال هؤلاء هم ذريتك. فسأل عن أحدهم. فقال الله : هذا داود. فقال آدم: زده يا ربى من عمرى أربعون سنة. قال الله : أو لم نعطها ابنك داود؟ قال : فجحد آدم فجحدتْ ذريته. ونسى آدم فنـُـسيت ذريته. وخطأ آدم فأخطأتْ ذريته (رقم3076) وقال الترمذى ((هذا حديث حسن صحيح)) فهل يمكن لأى صاحب عقل (متحرّر من الميتافيزيقا) تصديق هذا الحوار (المُـتخـّـل) الذى دار بين الله وآدم؟ وهل يجوز التنازل عن بعض سنين العمر أو التبرع بها للغير)؟
وعن تفسير سورة الرعد قال ابن عباس : أنّ جماعة من اليهود سألوا النبى عن الرعد فقال الرسول : ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. وسألوا ما هذا الصوت الذى نسمع؟ فقال : زجرة بالسحاب إذا زجره حتى ينتهى إلى حيث أمره الله. وقالوا : أخبرنا عما حرّم إسرائيل على نفسه. فقال الرسول: اشتكى إسرائيل عـِـرق النــّـسا فلم يجد شيئــًـا يلائمه إلاّ لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها. قالوا: صدقت (حديث رقم3117) وكان تعقيب الترمذى ((هذا حديث حسن غريب)) فكيف تجتمع صفتان نقيضتان؟ الاستحسان والغرابة. وما مغزى تصديق اليهود على حديث الرسول؟ فهل كان معهم (وثيقة مختومة بختم السماء) بها ما ورد فى الحديث؟ وأليس (الزجر) صفة إنسانية؟ فكيف انتقلتْ إلى السحاب؟ ولماذا حرّم إسرائيل على نفسه لحم الإبل وألبانها؟ بينما هى (حلال) فى الإسلام؟ ومع ملاحظة أنّ كلمة إسرائيل فى العهد القديم تعنى اسم يعقوب ((الذى أقام مذبحـًـا للرب ودعاه إيل إله إسرائيل)) (تكوين33) وقال الرب : ((اسمك يعقوب. لا يـُـدعى اسمك بعد يعقوب. بل يكون اسمك إسرائيل)) (تكوين35) فإذا كان الأمر كذلك فكيف أصيب الرب إسرائيل بعـِــرق النــّـسا؟ فهل الرب يـُـصاب بالمرض مثله مثل الإنسان؟
ومن الأحاديث التى يصعب على أى إنسان (عقلانى) تصديقها أنّ الرسول قال : أنا أول من تنشق عنه الأرض. ويفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون لآدم ويقولون : أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك. فيقول : إنى أذنبتُ.. فاذهبوا إلى نوح فقال لهم : إنى دعوتُ على أهل الأرض دعوة فهلكوا. اذهبوا إلى إبراهيم. فقال لهم : إنى كذبتُ ثلاث كذبات. اذهبوا إلى موسى فقال لهم : إنى قتلتُ نفسًـا. اذهبوا إلى عيسى فقال لهم : إنى عـُـبدتُ من دون الله. اذهبوا إلى محمد. فأتوا إلىّ وانطلقوا معى . وأخذتُ حلقة من باب الجنة. وسمعتُ من يقول: من هذا: فقلتُ أنا محمد. ففتحوا لى ورحـّـبوا بى. فسجدتُ وقد منحنى الله من الثناء والحمد وقال لى: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تــُـشفع. وقل يـُسمع لقولك وهوالمقام المحمود، مثلما قال الله ((عسى أنْ يبعثك ربك مقامًا محمودًا)) (الإسراء/79) وقال الترمذى عن هذا الحديث المرقم3148 ((هذا حديث حسن))
وعند تأمل هذا الحديث وتتبع السيناريو الذى بدأ بلقاء مجموعة (من أولاد آدم) ليتشفــّـع لهم عند ربه، فيـُـحيلهم إلى نوح.. وتستمرمشاهد السيناريو بالإحالة من نبى إلى آخر، وكلهم يرون أنهم لا يصلحون للشفاعة، لأنّ كل واحد منهم ارتكب خطيئة منعتْ عنه (حق التشفع) وينتهى السيناريوعند نبى الإسلام الذى هو(وحده) المسموح له بالشفاعة. أى أنّ الهدف من هذا الحديث، والأدق رسالته: الدعاية لنبى الإسلام وأنه (أفضل الأنبياء) بينما وقع راوى الحديث فى التناقض حيث أنّ الله رفض شفاعة نبى الإسلام لعمه ولأمه. ومن هنا أهمية ربط الأحاديث ببعضها.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |