الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقر -النبيل- ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 7 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفقر "النبيل" ..
إنّ مجرد القول بأن فلانا فقير ، يستدعي من الجميع التعاطف و"دموع التماسيح" ، والتي تحوي في ثناياها (أي التعاطف والدموع)، إزدراءً مُقنّعا وسخرية لاذعة ..
ومع السخرية والإزدراء للفقر والفقير ، والتي قد تؤدي به الى التمرد على الواقع ، كان لا بُدّ للطبقات السائدة من تجنيد التنظير للفقر وتمجيده وكأنه نعمةٌ يُحسدُ عليها ، وموهبة يجب التمسك بها ، وثراءَ لا يزول بزوال باقي النِعَم ..!!
وكان أن ظهرت الى الوجود كلمات كالزُهد في الحياة وفي الماديات ، والتي فُسرّت على انها فضيلة عُظمى وغاية صعبة المنال ..
وظهرت القناعة التي هي ،"كنزٌ لا يُفنى" ، لتمجيد الفقر .. ولا يُمكن الإحاطة بكل المقولات التي تغنّت بالفقر وعدم "الإنكسار الذليل" أمام سطوته وجبروته ..
فالحُرّة لا تأكل بثديها ولو جاعت .. موتي من الجوع بشرط أن تحافظي على "عفتك" الموهومة !! وماذا عن التي تأكلُ "بفرجها"؟! أتركُ لخيالكم تصور ما يصفها به مجتمع الذكور الاثرياء والظَلَمة .
استطاع الأثرياء في كل زمان ومكان أن "يُروجوا" للزهد والكفاف في أووساط الفقراء، بينما هم يرفلون "ويتبغددون"* في الغنى الفاحش ، يحصلون على كل ما يريدون في طرفة عين ... بينما على البائسات والبؤساء أن يبحثوا عن لقمة في القمامة ليتبلغوا بها ..
الردّ على كل هذه الهرطقات التنظيرية التي تمجد الفقر والجوع ، جاء في المقولة المُحرضة "....كيف لا يخرجُ إلى الناس شاهرا سيفه ؟!".. وليس المقصود من إيراد هذه المقولة هو تحريض الفقراء بشكل فردي أو بشكل مجموعات للخروج في عمليات سلب ونهب ... لكنها دعوة للنضال من أجل توزيع عادل للثروات يضمن أن لا ينام إنسان على الطوى .
ثم لماذا "تستقتل" الحكومات بكل قوتها للدفاع عن "ثروات" ثلة قليلة من الأثرياء والإحتكارات الكُبرى، ولا تتحرك قيد أنملة لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الفقراء في العيش الكريم ..؟
الأنكى والأمر بأن غالبية المُستغَلين ، المسحوقين ،العراة إلا من جلودهم ، والجياع منتفخي البطون بالخواء، هم من يعيدون الكرة تلو الكرة في ايصال ممثلي الاحتكار الى سدة الحكم ؟
لقد تم الفقراء وعبر قرون بعملية "تطويع" للوعي ، والتغني بالزهد ، حتى أصبحت أحلامهم لا تتجاوز لقمة يابسة ورقعة بالية...!!
لا نُبلَ ولا شرف في الفقر ..
*يتبغددون ، مصطلح عامي يصف التقلب في النعيم والعيش برفاهيو وبُلهنية .. وفي ظني بأنه مشتق من كلمة بغداد والتي كانت ذات زمن مدينة النعيم على الأرض ، كما يدل المصطلح العامي الفلسطيني.. ولا أعلم مدى استعماله في عاميات عربية أُخرى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 14 - 16:47 )
تحية و شكر

اشبتع طفل جائع بكرنة عيد
و اشاعة العدل هي الحصيد
وطن حرٌ و شعب سعيد
امل المحروم فيعيش رغيد


2 - اعتذار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 14 - 21:20 )
عزيزي ابو افنان الورد
التعليق كان يجب ان يكون كما التالي
اشباع طفل جائع بكرامة عيد
و اشاعة العدل هو الحصيد
وطن حر و شعب سعيد
امل المحروم في عيش رغيد
................
اعتذر و اشكر


3 - عزيزي عبد الرضا الورد
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 7 / 15 - 06:43 )
صباح الخير
الآن فهمتُ
كل المودة والصداقة

اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني