الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنازة ليشبع الجميع فيها لطما

عماد حبيب

2006 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تريدونها حربا عالميّة ثالثة ؟ إلى أين نحن سائرون ؟ لم يقل أحد للآن متى و أين يجب أن نتوقّّف بل بالعكس، تنطلق الدعوات بمواصلة التّصعيد حتى تركيع، و عوا جيدا معنى كلمة تركيع هذه، الدنمارك و كل الدول التي ساندت حريّة التعبير. مالنا نحن و ما يدعونه حرية تعبير أو صحافة حرّة، نحن لا نعرف ذلك، و لا نطمح له يوما. ما لنا نحن و القيم الكونية كالحريّة و الديمقراطية و حقوق الإنسان و إحترام الآخر و التعبير سلميّا عن أفكارنا، ليس في تراثنا كله شيئ من هذا، و لا في حاضرنا، و لا نطمح له، نحن فقط نطمح لجنازة لنشبع فيها لطما، و هذا ما يحدث الآن.

الحمق عرف أيضا طريقه للضفّة الأخرى، حيث تتواتر الأنباء عن ردود فعل شعبيّة في أوساط أقصى اليمين المتطرف و النازيين الجدد، مع أقصى اليسار، ضد تصعيد المسلمين بتصعيد مضاد و أكثر حمقا ربما، مناداة بطرد الخونة، أي مسلمي الدنمارك الذين استقووا على بلادهم بالأجنبي، و على فكرة هذه تهمة ثابتة، و على من التجأ منهم إلى الدول الإسلامية للضغط على الدنمارك و مقاطعة بضائعها و كل ما ينجر عن ذلك من أضرار لها، عليه أن يكون مستعدا لترك بلاد الكفر هذه و مساعداتها الإجتماعية و الحرية و الأمن التي توفرانها له، نصرة للرسول.

بربكم، كم من المئتا ألف مسلم دانمركيا سيفعل ذلك ؟ لا أعتقد أن أحدا سيجرؤ، نحن فقط نريد اللطم في جنازة، احراق سفارات آمنة مستأمنة في دولنا، خطف مدنيين جاؤوا لمساعدتنا أو العمل في المنظمات الدولية التي تؤمّن الدعم للمحتاجين منا، أيّ تصرّف نقوم به و نحن ملثّمون، لنثبت أكثر فأكثر أننا لازلنا نتصرف بعصبيّة الجاهلية، فقط عصبيّة الجاهلية، و إلا ما معنى كلمة نصرة الرسول أو الثأر لكرامته ؟ هل هان علينا لدرجة أن أصبحت كرامته تساوي رسوما تافهة في مجلة أتفه لا تدل إلاّ على جهل من رسمها و بلادة حس من نشرها لأنها فعلا سيئة جدا على المستوى الفني و ليست حتى مضحكة ؟ هل هان علينا لنثأر له بتلك الطريقة الهمجيّة ؟

ها قد بدأت حملة مضادة لمساندة المجلة الدنماركية و نشر نفس الرسوم في عدد من الجرائد و المجلات الغربية الاكثر شهرة و انتشارا، و كأن الأمر أصبح عنادا، و كأن خطر المسلمين أصبح حقيقة واقعة و لا بد من مواجهته فحالهم يقول، لو استسلمنا الآن و اعتذرنا، فذلك يعني أننا دفننا حرية التعبير عندنا إلى الأبد و هو ما لا سنسمح به يوما، و في خظمّ هذه الموجة و اللغط الثي أثارته هنا، سيزيد النشر على كل حال من مبيعات الجريدة، و اللطم في الجنازة موش حرام حتى و لو كان هنا في الغرب.

إلى أين نحن سائرون ؟ و لمصلحة من يحدث ما يحدث ؟ من المستفيد من كلا الطرفين ؟ أعتقد أن المتطرفين فقط من يفركون أصابعهم فرحا و انتظارا لتطيب الثمرة، لتينع الرؤوس فيحين قطافها. شيئ واحد أنا متأكد منه، كما في مسألة الإرهاب، و قضية الحجاب، المسلمون القاطنون هنا في أوروبا ، سيكونون أوّل الضحايا، و لن يكونوا على كل حال، آخرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah