الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الله

جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)

2017 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أين الله؟ يتساءل أحد الملاحدة العرب, وهو نفس السؤال الذي يطرحه الكثيرون - ممن ينتمون للثقافة الإسلامية بطريقة أو بأخرى -على أنفسهم جهراً أم سراً بينهم وبين أنفسهم. فكيف يستقيم أن يكون الله مع أمة غلب عليها الفقر وتفشي الظلم والجهل وقد طحنتها الحروب, وكثر فيها علماء الدين الذين لا يعرفون من الدين الا ممارسة الشعائر من صلاة وصوم حتى أصبح المسلمون يباهون بصلاتهم بالشوارع وشوارعهم مليئة بالقاذورات,دون أن يفرقوا أن تنظيف الشارع وترتيب الأحذية في الجوامع هو عمل لا يقل عن الصلاة أبداً, و أن معاملة الناس بلطف واحترام والوقوف بانتظام على الطوابير في أي مكان ليس بأقل من الصيام لله. فالصلاة ليست فقط عمل استعراضي نستعرض فيه إيماننا الحقيقي أو المزيف أمام الآخرين.
لقد غاب عن أذهان الكثيرين من الناس أن صورة الله تغيب وتتلاشى في المجتمعات التي لا تحترم إنسانية الإنسان مهما مارست هذه الأمم الشعائر الدينية وبنت المعابد المزخرفة, فصورة الله هي انعكاس للصورة الإنسانية بأعماقنا,فكلما شعرنا بإنسانيتنا ومارسناها سنشعر بوجود الله أكثر في قلوبنا وكلما ابتعدنا عن إنسانيتنا صرنا أقرب للهمجية الحيوانية وتساوينا مع الحيوانات في الغابات برغم كل مظاهر الحضارة الخارجية التي نحيط أنفسنا بها.والمتأمل في الأديان الأرضية والسماوية سيعرف تماماً أن الهدف الأساسي منها هو إيقاظ إنسانية الإنسان من خلال قواعد تميزه عن بقية المخلوقات أما معرفة الله فهي استعداد فطري موجودعند أغلب الناس.
فكيف ستكون صورة الله متحققة بقوة وهناك الكثير من الدول المجاورة لنا جغرافياً و تاريخياً و أطفالهم يتجولون عراة و جوعى وينتظرون من الأمم التى يعتبرها بعض الفقهاء "أمماً كافرة" أن تأتي لهم بالطعام و الشراب ونحن مازلنا نتباهى بأعداد الجوامع في مدننا ونعتقد واهمين أن الله معنا.
إذاً فالدعوة الى الله لا تكون بالخطابات الرنانة والمواعظ الفارغة وإنما تكون في أن تحترم إنسانيتي و أحترم إنسانيتك أن تساعدني و أن أساعدك, أن لا أحاول أن أجعل منك ملاكاً بمواعظي المنفرة فلا وجود للملائكة على الأرض, وإنما مهمتي أن أدعوك لتكون إنساناً إنسانياً يحترم الآخر بأخطائه ويدعو الى الله بابتسامة في وجهه تنم عن احترامه للآخر المختلف أيا كان هذا الاختلاف, أما الاستمرار في نفس طريقة الدعوة فلن تكون نتائجها الا أن نرى آلافاً من الملحدين الذين خرجوا من دين الله أفواجاً, كأخينا الذي بادر بالسؤال وقال أين الله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت