الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟

طلعت رضوان

2017 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟
طلعت رضوان
ما مغزى قول ترامب ((أمريكا لا تحمى أحدًا بالمجان))؟
ولماذا شبـّـه السعودية بالبقرة الحلوب؟
ولماذا اختفتْ حمرة الخجل (العربية)؟
رغم أنّ أى مؤتمر للقمة العربية/ الأمريكية فاتح لشهية الكتابة، فإننى (فى البداية) لم أتحمّس، نظرًا لكثرة المقالات والتدوينات فى كافة وسائل الإعلام، ولكن مع (تراكم المعلومات الفاضحة) والتى نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، وجدتُ أنه لابد من المساهمة، خاصة أنّ :
أولا: لقد صوّر إعلام الأنظمة العربية والإسلامية (السنية) الرئيس الأمريكى ترامب على أنه القائد الأسطورى الذى سيُـخلــّـص المسلمين (السنيين) والعرب من الإرهاب. ولأنّ تاريخ الإداة الأمريكية (ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية) أثبت أنّ أمريكا هى الدولة الأولى فى العالم الداعمة والممولة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية، خطرعلى ذهنى دعوة مبدعى فن السينما لاستخدام (قدرة الخيال الخلاق على الإبداع) لاستخراج أكبر كوميديا عبثية ساخرة، وبمزج الواقع بالفانتازيا ، فيحصد أكثر الجوائز العالمية.
ثانيـًـا: حجم النفاق الذى (طفح) من المسئولين العرب (والمصريين) ومن مذيعى وسائل إعلامهم الرسمية، عن أهمية هذا المؤتمر الكارثى، لأنه (من وجهة نظرهم) سيكون (فاتحة خيرعلى شعوب المنطقة) وأنه- وفق التعبير المحفوظ والثابت- ((مؤتمرتايخى)) وهو التعبير الذى استخدمته النائبة (المصرية) نادية هنرى (عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب) وقالت إنّ ((كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر(كلمة تاريخية) وأنّ كلمته أزعجتْ دولا كثيرة داعمة وممولة للإرهاب)) (الأهرام22مايو2017) دون أنْ تــُـفصح عن أسماء تلك الدول. فهل كانت تجرؤ على ذكر أمريكا والسعودية بصفتهما من الدول الممولة للإرهاب؟
ثالثــًـا: شدّنى الرقم الذى ستدفعه السعودية لأمريكا مقابل حماية المملكة وتثبيت آل سليمان (460مليار دولار) والذى كان- لابد- أنْ يأخذ شكل (عدة صفقات) ما بين أسلحة ومشروعات أخرى. ومع ملاحظة أنّ الأسلحة الأمريكية للعرب وللمسلمين (من أجيال قديمة) لا تصمد أمام التطور المذهل فى قدرات السلاح الإسرائيلى، وإنما ذلك السلاح الأمريكى للعرب الهدف منه استخدامه فى حروب تشنها الأنظمة العربية ضد أنظمة عربية. ومع ملاحظة أنّ ماجمعه ترامب من (مال الشعب السعودى) يـُـضاف إليه المال الذى جمعه من باقى الأنظمة الخليجية المشاركة فى المؤتمر الكارثى.
رابعـًـا: تملق الملوك والرؤساء لترامب، ومن أمثلة ذلك ما قاله الرئيس السيسى له ((أنت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل)) ضحك ترامب ثمّ أشار إلى حذاء السيسى وقال ((أعجبنى حذاؤك)) وأعتقد أنّ جملة السيسى فيها قدر كبيرمن الواقعية، لو أخذتْ مسار التحليل العقلانى المنطقى، أى قدرة ترامب على تحقيق (مصالح امبراطورية الشر الأمريكية) أما موضوع الحذاء: فكيف لفت نظر ترامب؟ ولماذا؟ ومن أية خامة؟ وكم ثمنه؟ فى حين أنّ الفقراء الشرفاء من شعبنا يبحثون عن الطعام فى صناديق الزبالة أو يأكلون فضلات المطاعم والفنادق.
خامسـًـا: شـدّ انتباهى ما قاله ترامب لرؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية (55دولة) ((اخرجوا الإرهابيين من بلادكم)) أى أنّ ترامب نظــّـم المؤتمر ليبيع (بضاعة فاسدة) حيث أنّ دولته هى الداعمة والممولة الأولى للإرهابيين على مستوى العالم.
سادسًـا: رغم أنّ تنظيم داعش موّلته ودعّـمته السعودية، وهو التنظيم الإسلامى الذى استباح سيناء وارتكب فيها شتى أشكال الجرائم، فإنّ الملك سلمان خلع أبسط صفات الحياء عندما قال للسيسى ((سنــُـدعمكم بكل قوة)) وإذا كان السيسى (قد) اقتنع و(صـدّق) هذا الكلام، فإنّ شعبنا الذى اكتوى بنار المملكة الوهابية الداعمة للإسلاميين القتلة التكفيريين الخارجين من كهوف العصور الوسطى، لن يصدق كلام الملك السعودى، الذى ألقى تهمة دعم الإرهابيين على إيران وحزب الله.
سابعـًـا: هل العداء السعودى/ الإيرانى الذى تؤججه الإدارة الأمريكية، تحت ستار(العداء السنى/ الشيعى) سيستمرعلى وضعه الحالى؟ (بالخطب والتصريحات النارية من الجانبيْن) بما يـُـشبه الحرب الباردة، أم سيتطور لرفع السلاح كما حدث فى الحرب العراقية/ الإيرنية؟ والتى (هندس) لها ضباط المخابرات الأمريكية والدبلوماسيون الأمريكيون بكل مهارة، وابتلع الطرفان (زعماء العراق وإيران الطــُـعم) وكان المقابل أنْ نشطتتْ مصانع السلاح الأمريكية (على مدار8سنين) لتبيع أسلحة الدمار للدولتيْن المتحاربتيْن.
ثامنـًـا: كيف نسى (والأدق تغافل) رؤساء وملوك الأنظمة العربية والإسلامية تصريحات ترامب أثناء حملته الانتخابية؟ وهل شعر السعوديون بالخجل عندما أعادتْ وسائل الإعلام (الأمريكية) الفيديو الذى قال فيه ((إنّ السعودية تــُـشبه البقرة الحلوب.. وحين يجف حليبها سنذبحها أو نــُـكلــّـف من يذبحها)) وقال فى فيديو آخر((إننا لا نحمى أحدًا بالمجان. وعلى من يـُـريد حمايتنا أنْ يدفع)) وقال (علنــًـا) أنه سوف يعمل على أنْ يأخذ ثلاثة أرباع ثروة السعودية. وقال: إنه لو أصبح رئيس أميركا فسوف تسير الأمة الأمريكية على غرار((مشروع تجارى)) أى أنه يتكلم بلسان رجل أعمال طفيلى منحط وليس رئيس دولة.
تاسعـًـا: لماذا لم تــُـفكــّـر أجهزة الإعلام العربية فى إعادة بث تصريحات ترامب السابقة؟ وكيف تكون وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية هى التى تولــّـتْ (هذه الخدمة) الإعلامية؟
عاشرًا: هل استنزاف موارد الشعوب العربية/ البترولية له سوابق من الماضى أم لا؟ لدىّ تصريح حسن إبراهيم (الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية) الذى قال فيه: إنّ رؤوس الأموال العربية المستثمرة خارج الوطن العربى (فى أمريكا وأوروبا) تتجاوز ألف مليار دولار. كما أنّ هذه الأموال تتعرّض لمخاطر عديدة مثل تجميد الأرصدة (مجلة الغد العربى- العدد العاشر- يناير1999) ولدىّ تصريح د. إبراهيم قويدر(المدير العام لمنظمة العمل العربى) الذى قال: إنّ اجمالى استثمارات العرب خارج حدود الوطن العربى تصل إلى تريليون و200ملياردولار. وأشار إلى أنّ نسبة الاستثمارات التى يحصل عليها الوطن العربى من حجم الاستثمارت العالمية لا تتجاوز2%فقط (أهرام12أكتوبر2003)
وإذا كان ترامب تكلم بكل سفورعن حمايته لآل سليمان، كما فعل من سبقوه الذين حموا لآل سعود، فإنّ تلك (الحماية الأمريكية) سياسة ثابتة تنطبق على الكثيرمن الأنظمة العربية، لدرجة أنّ وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم لم يجد أى حرج وهو يقول: إنّ على دول الخليج ألاّ تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية، ولا تخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة. وفى تصريح مشابة أدلى به سيف الإسلام القذافى، وكان أكثر سفورًا حيث قال ((إننا نتخلى عن أسلحتنا، ومن ثم فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) (التصريحان فى عدد واحد- أهرام12يناير2004) وفى أرشيفى الكثير من الوقائع الكاشفة الفاضحة للأنظمة العربية وتبعيتها للإدارة الأمريكية.
فهل كنتُ مبالغـًـا عندما تمنيتُ العثورعلى المبدع صاحب الخيال الخلاق، ليـُـعيد صياغة ذلك العبث العربى/ الإسلامى إبداعيـًـا؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |