الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية

ماهر رزوق

2017 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان لي صديق مسلم ، و كنا دائماً ما نتناقش في أمور عديدة ... فنتفق تارة و نختلف تارة ... و مرة قال لي : لا أعلم لماذا يتعرض الإسلام لهذه الهجمة الشرسة من قبل العالم كله ، رغم أننا لو طبقنا أخلاق الإسلام (تطبيقاً فعلياً) في حياتنا العملية ، لأصبحت حياتنا أفضل بكثير مما هي عليه ... و لكن للأسف لا أحد يطبق أخلاق الإسلام الصحيحة ، فينتقد العالم إسلامنا ، مستنداً إلى تصرفات المسلمين الغير أخلاقية !!

و عندما سألته عن هذه الأخلاق ... قال لي : أن المسلم لا يكذب و لا يؤذي و لا يزني و لا يخون و لا يغتاب و لا يسرق و لا يقتل النفس التي حرم الله ... الخ

قلت له : إن كانت أخلاق الإسلام فعلاً هكذا ، فهو مظلومٌ فعلاً !!...
ابتسم لي و قال : أرأيت !!

و بعد أيام كنت أسمعه يتحدث عن قتل المثليين و رميهم من شاهق !!
ثم تحدث عن فضيحة أحد ما ، و أخبر الحاضرين بأسرار بشعة عن حياته ...
ثم سمعته يتحدث عن حلال أموال و أعراض الكفار و قدسية الجهاد في سبيل الله ...
ثم سمعته يتحدث عن واجب معاداة غير المسلم ... و عن الكره المقدس !!

قلت له : يا صديق ، سمعتك تقول كذا و كذا ... ألا يتنافى ذلك مع أخلاق المسلم !!؟

قال : لا طبعا لا يتنافى ... و لو أنه يتنافى لما قلته !!

قلت : كيف ذلك ؟ كره و قتل و اغتياب و فضح أعراض و تشريع للسرقة و الاغتصاب !!؟

ضحك من كلامي و قال : هون عليك يا رجل ... متى حدث كل ذلك !!؟

قلت : عندما تحدثت عن فضيحة فلان و حللت أموال و عرض فلان ... و أوجبت كره فلان و قتل فلان !!

قال : لكنهم كفار يا صديق !!

قلت : لكنهم بشر مثلك أيضا !!

قال : و من أنا لأعصي أوامر الله و رسوله ؟؟ الله أمر بكل ذلك !!

قلت : حقا أمر الله بكل هذا !!؟

قال : نعم اسمع هذه الآيات و الأحاديث :

"اذا تبايعتم بالعينة ، و أخذتم أذناب الأبقار و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد ، سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد و أبو داوود

"لا تصاحب إلا مؤمناً ، و لا يأكل طعامك إلا تقي" رواه أبو داوود و صححه الألباني

"من أحب في الله و أبغض في الله و أعطى لله و منع لله ، فقد استكمل الايمان" أخرجه أحمد و النسائي و البيهقي و صححه الألباني

" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء و بعضهم أولياء بعض ، و من يتولهم منكم فإنه منهم و الله لا يهدي القوم الظالمين" (قرآن)

في الحقيقة يبدو أخيراً أن المسلمين إذا كانوا مسلمين جيدين ، فإنهم بالضرورة عليهم أن يكونوا سيئين مع من يختلف عنهم بالدين و العقيدة !!
فصديقي أكّد لي أنه مطالب أن يفضح المخطئ ، كي لا يجترئ غيره على الخطأ ، و كي يخاف الناس قسوة الفضيحة !!
و أكد لي أنه مطالب بالكره تجاه من يختلف معه بالفكر و الدين ... و مطالب بقتل مثلي الجنس و المرتد عن دينه ، عملاً بالحديث القائل (من بدل دينه فاقتلوه) و هو حديث رغم الشك بسنده و مصدره ، إلا أن أغلب المسلمين يؤمنون به حتى اليوم !!

في النهاية يظهر لأي مطلع على الحديث و السنة و القرآن ، أن الأخلاق في الاسلام ، تخص المسلمين فقط ... فعندما تقول : (دم المسلم على المسلم حرام ) فإنك بالتأكيد تستثني غير المسلم ... و بالتالي فهي أخلاقٌ عنصرية مع غير المسلم ، رغم أنها تنصف المسلمين أنفسهم !!
و هذا الأمر يقود إلى فصام و تناقض في شخصية المسلم ، الذي يرى نفسه مظلوماً و محارباً من قبل العالم كله ، رغم جمال و عذوبة الأخلاق التي يتمتع بها .. و هذا أيضا يولد النفاق الاجتماعي في المجتمعات التي تضم أديان مختلفة و التي لا يحكمها الإسلام ... فالمسلم مضّطر بحكم القانون أن يحترم و يصاحب و يتعامل مع غير المسلم ، لكنه مطالب أيضاً بحكم دينه أن يكرهه و لا يتعامل معه و إلاّ أغضب الله و عصى وصايا رسوله !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان