الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟

طلعت رضوان

2017 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هل غزتْ مصر الجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادى؟
وإذا كان الغزو بهدف نشر الإسلام، فلماذا لم يعد العرب إلى قريش؟
روّج الأصوليون (معتدلون ومتشددون) لمقولة أنّ الحروب التى شنــّـها العرب المسلمون، كانت دفاعية. ومن داخل مؤسسة الكهنوت الرسمى شارك د.مختار جمعة (وزيرالأوقاف) فى ترديد تلك المقولة فكتب ((إنّ الإسلام لا يعرف الإعتداء، إنما شرّع القتال لرد العدوان)) (أهرام12مايو2017) فهل تلك المقولة صحيحة؟ وهل تتفق مع ماجاء فى أمهات الكتب التراثية؟ كانت البروفة الأولى للغزوات العربية/ العربية ما حدث فى العام الثانى بعد هجرة الرسول وأتباعه من مكة إلى المدينة (يثرب) فقد حدثتْ معركة بينه وبين أهل مكة، يعتبرها المؤرخون أول معركة حقيقية بين الطرفيْن وأطلقوا عليها (وقعة النخلة) وموقعها عند نخلة بين مكة والطائف، وذكر البعض أنها كانت قبل غزوة بدر الكبرى بشهريْن. وكان على رأس سرية المسلمين عبد الله بن جحش، وعلى رأس سرية قريش عمرو بن الخضرمى الذى مات فى تلك المعركة. ودلالة تلك (المعركة الحربية) أنها وقعتْ فى أحد الشهور التى حرّم القرآن القتال فيها، حيث وقعتْ فى شهر رجب، وقد صدر تبرير القتال فى شهر رجب فى القرآن الذى قال ((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير)) (البقرة/217)
وقال القرشيون : قد استحلّ محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا الرجال)) وبذلك أدركوا أنّ نبى الإسلام أصبح ((خطرًا حقيقيـًـا على طريق التجارة، عندما رأوه يُـراقب القوافل ويقطع الطريق والممرات وينقض ليلا ونهارًا ويخوض المعارك الصغيرة، وماكانت تخاف منه قريش حدث فعلا، عندما تمّ اعتراض أكبر قافلة تجارية فى تاريخ مكة كله. وقد نجتْ تلك القافلة بفضل قائدها الداهية أبى سفيان.. لكن قريشـًـا لم تنج من آثارها، فالطريق التجارية أصبحتْ مُـهـدّدة من أصحاب محمد ومناصريه، وبإقحام يثرب فى الصراع مع مكة. وقال القرشيون: فليدعُ محمد لإلهه ما شاء أنْ يدعو، أما أنْ تخسر قريش طرقها وتجارتها ومستقبلها، يعنى أنْ تخسر سيادتها الكلية على الحجاز وبلاد العرب، ويعنى أنْ تخسر مورد حياتها وتعيش فى جدب طوال حياتها ويضيع مستقبلها.. ولذلك جمعتْ قريش حوالىْ ألف رجل وستين فرسـًـا وستمائة درع، لتؤدب هؤلاء الخارجين على (القانون/ العرف) الذى كان سائدًا وظلّ يحكم طرق التجارة قرونــًـا طويلة من الزمن (أى عدم الاعتداء على القوافل التجارية واحترام العرف) ولكن القرشيين استهانوا بقوة أتباع الرسول، وتصرّفوا على أساس أنها معركة محسومة (لصالحهم) قبل أنْ تبدأ، واختلط الغضب والخوف على العير بالتسرع والاستهانة، فخلق ذلك الفوضى فى جيشهم المُــترهل الذى تمّ تجهيزه على عجل، وخرجوا من مكة إلى بدر مصحوبين بضجة القيان والدفوف لتعرف العرب أنهم أقوياء، وقد عبـّـر القرآن عن ذلك قائلا ((كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورياءً)) (الأنفال/47)
ولأنّ (الله) كان مع محمد وأتباعه لذلك قال فى قرآنه ((إذْ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى مُـمددكم بألف من الملائكة مُـردفين)) (الأنفال/9) وذكرتْ كتب السيرة النبوية أنّ نبى الإسلام لم يبق بالمدينة– بعد غزوة بدر- سوى سبعة أيام، ثم غزا ((بنى سليم وفرّق أهلها)) وعندما حاصر نبى الإسلام بنى قينقاع أو بنى النضير(على اختلاف فى الروايات) أمر بحرق نخلهم وتقطيع زرعهم. وقد عبـّـر القرآن عن ذلك فقال ((ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله)) (الحشر/5)
ومع التجاوز عن الغزوات العربية/ العربية، فهل اعتدى أهل الشام والعراق والمغرب ومصرعلى العرب كما قال وزير الأوقاف؟ فبعد الغزو العربى على مصر قال عمرو بن العاص لصاحب إخنا ردًا على سؤاله حول مقدار الجزية ((أخبرنا ما على أحدنا من الجزية)) فأشار عمرو بن العاص إلى ركن الكنيسة وقال ((لو أعطيتنى من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك، إنما أنتم خزانة لنا.. إنْ كثر كثرنا عليكم وإنْ خفــّـف عنا خفــّـفنا عنكم..لأنّ مصر قد فــُـتحتْ عنوة)) (ابن عبدالحكم – فتوح مصر وأخبارها (مؤسسة دار التعاون - عام 1974- ص106) وعندما عزل عثمان عمرو بن العاص عن الولاية وعينه كقائد عسكرى (فقط) أى أنه غير مسئول عن جمع الجزية قال لعثمان ((أنا إذن كماسك البقرة من قرنيها وغيرى يحلبها)) (المصدر السابق – ص121) وما قاله عمرو بن العاص أكبر دليل على أنّ الغزو والاحتلال لا علاقة لهما بنشر الإسلام إنما الهدف هو نهب موارد الشعوب، كما أنّ كلام عمرو فيه المفتاح لفهم عقلية الغازى العربى.
وعندما كان الشعب يعجز عن دفع الجزية، فإنّ عمرو سنّ تشريعـًـا قال فيه ((عليهم أنّ يبيعوا من أبنائهم وبناتهم فى جزيتهم)) (ابن عبد الحكم– 116) وذلك عندما غزا برقة. ولما غزا عمرو مصر قال لرسل المقوقس ((بيننا وبينكم ثلاثة خصال : الدخول فى الإسلام، وإنْ أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون أو نقاتلكم)) وعندما وافق المقوقس على أداء الجزية، استشارعمرو أصحابه فقالوا له ((لا تجيبهم إلى شىء من الصلح أو الجزية حتى يفتح الله علينا وتصير الأرض كلها لنا.. فيـئـا وغنيمة)) (مصدر سابق– ص53، 55) ولم يكتف الغزاة العرب بالجزية إنما سنّ عمر بن الخطاب آلية (الضيافة الاجبارية) (ص55) فما علاقة ذلك برد العدوان كما قال وزير الأوقاف؟
لم يكتف الغزاة العرب بفرض الخراج والجزية، إنما سنّ لهم عمر بن الخطاب آلية لم تخطر على ذهن الغزاة الذين حلّ العرب مكانهم، وهى كما قال لعمرو ((أنْ يختم رقاب أهل الذمة بالرصاص.. ويُـظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا على الأكف عرضـًـا.. ولا يدعونهم يتشبّـهون بالمسلمين فى لبوسهم)) (ابن عبد الحكم – ص105)
وكان المرحوم خليل عبدالكريم يرفض تعبير (الفتح الإسلامى) واستخدم تعبير (الغزو العربى) وكتب ((مُـنيتْ مصر بالعديد من الغزو، ولكن لم يقم أى من الغزاة بمثل ما قام به العرب من ظلم. وأطلقوا على الفلاحين (علوج) أى الكافر)) (النص المؤسس – السفر الثانى- مصر المحروسة - عام2002- ص68)
وإذا كان العرب (دخلوا) مصرلنشر الدين الإسلامى، فلماذا احتلوا مصر ولم يعودوا إلى جزيرتهم العربية؟ ولماذا أصروا على أخذ الجزية والخراج؟ وما علاقة ذلك كله (برد العدوان)؟ فهل كان لدى مصر (فى القرن السابع الميلادى) جيش؟ وهل هذا الجيش اعتدى على قريش؟ وفى أى كتاب اعتمد وزير الأوقاف على هذا العدوان ضد العرب؟ وإذا كانت تلك (المعلومة) لا وجود لها، ألا يحق القول بأنّ (حجة رد العدوان) إحدى تخاريف الأصوليين؟
***












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفتح والغزو
عادل يوسف ( 2017 / 7 / 23 - 16:12 )
يستخدم الأصوليون كلمة فتح لأنها قرآنية وتعبر عن عملية غزو تباركها السماء .. ففى القرآن مثلا نجد: - انا فتحنا لك فتحا مبينا- - ونجد أيضا : -نصر من الله وفتح مبين- .. ونجد فى السنة : -إذا فتح الله عليكم مصر بعدى- .. ونصوص أخرى كثيرة تستخدم فيها كلمة -فتح- وليس غزو .. وبالتالى فكلمة فتح تدل على أنه أمر يباركه الله .. وإذا اقترن الأمر بنشر الاسلام فالبركة تكون مضاعفة !!


2 - لماذا لم يرجع الفاتحون الى بلادهم ؟
عادل يوسف ( 2017 / 7 / 23 - 16:23 )
كثيرا ما يتكرر هذا السؤال :.. وكثبرا ما يكرره سيد القمنى فى مناظراته

السؤال يقول:

بعد أن نجح العرب فى فتح مصر ونشروا بها الاسلام .. لماذا لم يعودوا مرة أخرى من حيث جاؤوا ويتركوها لأهلها ؟

الحقيقة أن العالم فى تلك الفترة كانت تتحكم فيه امبراطوريتا الفرس والروم. ولم يكن متصورا لدولة كمصر أن تستقل بمفردها ولها جيشها ونظامها السياسى كما هو الشأن فى زمننا الحالى .. ولو ترك العرب البلاد المفتوحة كمصر والشام وغيرها لاجتاحتها فورا جيوش الروم ولعادت الامبراطورية الرومانية من جديد .. وساعتها أيضا كانت جيوش الروم ستجتاح أرض الجزيرة العربية لتنتقم من الفاتحين شر انتقام وكانت ستبيد الإسلام تماما من على وجه الأرض ..

وبالتالى فقد كانت أمرا محتوما أن يؤسس العرب امبراطورية اسلامية تحل محل الروم وتبقى لعدة قرون


3 - أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟
عادل يوسف ( 2017 / 7 / 23 - 16:42 )
الإجابة : طبعا لا
الأغلبية الساحقة من تلك الحروب هجومية .. لأنها كانت تهدف الى فرض واقع عالمى جديد يحل محل الواقع القديم .. نفهم هذا من القرآن حين يقول:

-وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا-

ونجده فى الكثير من الأحاديث التى تنبىء عن فتح المسلمين لبلاد الفرس والروم واستيلائهم على ما بها

وبداية تلك الحروب الهجومية كانت مع حرب المرتدين فى الجزيرة العربية وتخيير الناس بين قبول الاسلام أو القتل .. الجزية لم تكن خيارا ثالثا أمام أهل الجزيرة .. وكان هذا أمرا محتوما لأن هؤلاء جميعا سيخرجون فى جيوش الفتح فيما بعد


4 - ولماذا يفرض الاسلام نفسه على العالم بهذه الطريقة ؟
عادل يوسف ( 2017 / 7 / 23 - 16:54 )

الاسلام -كدعوة دينية- ظهر الى الوجود من أجل تحقيق هدف واحد فقط

هو :

تصحيح ما حدث فى المسيحية من شرك وضلال .. (إقرأ مقدمة سورة الكهف) ..

فأتباع المسيح (طبقا للمنظور الاسلامى) حرفوا رسالته وجعلوا منه إلها وعبدوه وأمه من دون الله .. واستطاعوا فرض ذلك المعتقد على سائر بقاع الأرض

فبعث الله محمدا فى الصحراء (خارج مناطق النفوذ المسيحى) ليخرج على رأس جيوش من أتباعه لتصحيح تلك الخطيئة الكبرى بقوة السلاح .. لأن أى وسيلة سلمية أخرى لم يكن مقدرا لها النجاح مطلقا .. لأن المسيحية كانت ديانة رسمية للامبراطورية الرومانية وكان الوصول الى الناس وإقناعهم بأنهم على خطأ وأن قادتهم وكهان كنائسهم على ضلال أمرا مستحيلا .. لم يكن أمام الاسلام سوى التوسع العسكرى وتأسيس دولة مترامية الأطراف لتطهير بقاع الأرض من الديانات الشركية والوثنية


5 - هل أنا مقتنع بكلامى السابق ؟؟
عادل يوسف ( 2017 / 7 / 23 - 17:09 )

الإجابة هى: لا

لو كان هذا الكلام (الذى قلته فى التعليقات السابقة) صحيحا .... يحق لنا أن نسأل:

ولماذا ترك الله العالم على ضلال لستة قرون قبل أن يبعث محمدا ليصحح الوضع .. ما ذنب كل تلك الأجيال التى سارت وراء ضلالة

هذا السؤال أحرج مشايخ المسلمين فحاول بعضهم الزعم بأن الأريوسية كانت تملأ الأرض وكانت فى مصر قبل الفتح الاسلامى .. وأن الآريوسيين موحدون بالله ولا يعبدون المسيح بل يرونه نبيا بشرا

لكن ثبت بالأدلة أن الأريوسيين مشركون بالله يرون أن المسيح هو إله صغير وأنه هو الذى خلق السموات والأرض .. وبالتالى فحتى لو كانوا موجودين قبل الفتح الاسلامى فالكارثة قائمة

وأعود فأسأل:

لماذا محمد بالذات ؟

هذا الرجل آبائه وأجداده مشركون أنجاس (بنص كلامه ونص القرآن) وليس له أدنى علاقة ببنى اسرائيل وأنبيائهم .. ولم يتنبأ عنه الكتاب المقدس لليهود ولا النصارى كما يزعم .. وليس له معجزة واحدة (بنص القرآن القاطع) .. فلماذا نصدقه ؟

التعاليم التى أتى بها مسروقة من الكتب السابقة وبلاغته اللغوية لا تكفى كدليل على نبوته لأنه كان معروفا بالبلاغة

قال له ابو بكر (
مالى يا رسول الله أراك أبلغ العرب


6 - تعليق
على سالم ( 2017 / 7 / 24 - 06:32 )
الاجابه واضحه , الغزو الاسلامى كان ليس لنشر الاسلام اطلاقا بل لااحتلال الدول الامنه والاستيلاء على ارضها وخيراتها ومحاصيلها واستعباد الناس واذلالهم وافقارهم واغتصاب النساء والغلمان والحصول على العبيد والاماء واشاعه الدمار والخراب والهلاك فى اى مكان يذهبوا اليه , يجب ان لاننسى ان محمد بدأ حياته قاطع للطريق ولص ورئيس عصابه للسطو المسلح على القوافل

اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |