الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين غزوالشعوب الزرعية وقحط الصحراء

طلعت رضوان

2017 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلاقة بين غزو الشعوب الزراعية وقحط الصحراء
طلعت رضوان
ما مغزى قول عائشة ((ماشبعنا قط إلاّ بعد فتح خيبر))؟
وقال ابن خلدون ((العرب قبل الإسلام كانوا يأكلون الجراد والخنافس))
يـُـروّج الإسلاميون (ومعهم الثقافة السائدة) أنّ غزوات العرب ضد الشعوب الزراعية المتحضرة فى العراق والشام ومصر، كان بهدف نشر الإسلام، ولذلك استخدموا تعبير (الفتح) بينما مؤلفو أمهات الكتب التراثية استخدموا تعبير (الغزو)
وأظن أنه لا يمكن الطعن فى شهادة ابن خلدون الذى كتب أنّ العرب ((كانوا أبعد الأمم عن أحوال الدنيا وترفها، لا من حيث دينهم ولا من حيث بداوتهم، وماكانوا عليه من خشونة العيش الذى ألفوه، فى الحجاز فى أرض غير ذات زرع ولا ضرع، وكانوا ممنوعين من الأرياف وحبوبها لبعدها واختصاصها بمن وليها من ربيعة واليمن، فلم يكونوا يتطاولون إلى خصبها، ولقد كانوا كثيرًا ما يأكلون العقارب والخنافس ويفخرون بأكل العلهز (وهو وبر الابل يموّهونه بالحجارة فى الدم ويطبخونه) وقريبـًـا من هذا كانت حال قريش فى طعامهم ومساكنهم، حتى إذا اجتمعتْ عصبية العرب على الدين وزحفوا إلى أمم فارس والروم، واستباحوا دنياهم فعرفوا النعيم. وكان الفارس الواحد يقسّـم له ثلاثون ألفــًـا من الذهب أو نحوها، فاستولوا على ما لا يأخذه الحصر، بينما كانوا قبل الإسلام لا يجدون الطعام، فكان عمر بن الخطاب يقول لبطنه ((قرقرى.. قرقرى..إلخ) وكان أبوموسى يأنف من أكل الدجاج لأنّ العرب لم تعرفه. وبعد الإسلام (كما قال المسعودى) اقتنى الصحابة الضياع واختزنوا المال، فكان للخليفة عثمان (يوم مقتله) خمسون ومائة ألف دينار، وألف ألف (= مليون) درهم وقيمة ضياعه بوادى القرى وحنين وغيرهما مائتا ألف دينار. وخلــّـف إبلا وخيلا كثيرة. وبلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وألف فرس وألف أمة (=عبدة) وكانت غلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم..إلخ)) (المقدمة - المطبعة الأزهرية - عام1930- ص170)
وما ذكره ابن خلدون يتطابق مع حديث عائشة (زوجة نبى الإسلام) التى اعترفتْ بحقيقة يتجاهلها الإسلاميون وأغلب المتعلمين، قالت ((ما شبعنا من طعام قط إلاّ بعد فتح خيبر)) وحديث عائشة أكده (عبدالله بن أبى أوفى) لما سُـئل عن الجراد فقال ((غزوتُ مع رسول الله ست غزوات نأكل الجراد)) (ابن الأثير- أسد الغابة فى معرفة الصحابة- ج3- دار الشعب - عام1970- ص182) وعن أنس أنّ الرسول ((غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس (ظلمة آخر الليل) ولما دخل القرية قال ((الله أكبر..خربتْ خيبر..إنــّـا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُـنذرين)) قالها ثلاثــًـا.. وقال قائد الحملة : فأصبناها عنوة.. وسبينا.. وقال دُحية للنبى: اعطنى جارية من السبى. قال : اذهب فخذ جارية. فأخذ صفية بنت حـُـيى، فجاء رجل إلى النبى وقال : يانبى الله.. أعطيتَ دحية صفية بنت حـُـيى سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلاّ لـك. فلما نظر إليها النبى قال : خذ جارية من السبى غيرها.. قال فأعتقها النبى.. حتى إذا كان بالطريق جهـّـزتها أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبى عروسًا (الأدق عريسًا) (البخارى- حديث رقم371)
وهذا الحديث فيه أكثر من دلالة 1- التزام راوى الحديث باستخدام كلمة (غزو) 2- التأكيد على سبى النساء بعد انتصار جيش محمد 3- السبايا من النساء يتم توزيعهنّ على أتباع محمد 4- الإنسانة التى وقعتْ ضحية (السبى) تمّ التعامل معها على أنها مثل الشاة، تنتقل ملكيتها من شخص لآخر، كما حدث مع صفية، فبعد أنْ كانت من نصيب (دُحية) انتقلتْ لتكون من نصيب النبى 5- أنّ النبى دخل على صفية وعاشرها معاشرة الأزواج قبل أنْ يتأكد من خلو رحمها من الحمل، حيث كانت صفية مُـتزوجة، وقــُــتل زوجها فى المعركة 6- عدم مراعاة مشاعر صفية التى يـُـقام حفل زفافها على من قتل زوجها ووالدها وباقى أفراد أسرتها، وفى مساء نفس اليوم الذى انتهتْ فيه المعركة.
وللتأكيد على أنّ هدف الغزوات الحصول على غنائم المعركة، أورد البخارى حديث : قدم وفد عبد القيس على رسول الله، وقالوا : إنــّـا من ربيعة. ولسنا نصل إليك إلاّ فى الشهر الحرام، فمرنا بشيىء نأخذه عنك، فقال : ((آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع)) واختتم حديثه قائلا ((وإنى رسول الله.. وأنْ تؤدوا إلىّ خـُـمس ماغنمتم)) (حديث رقم523)
ولكن هل الغزو اقتصرعلى الحصول على غنائم المعارك؟ أم تسبّـب (الغزو) فى كوارث بشرية؟ قال الرسول ((والذى نفسى بيده، لقد هممتُ أنْ آمر بحطب فيـُـحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم)) (حديث رقم644) فلماذا حرق البيوت؟ لم يذكر أبوهريرة السبب الذى جعل النبى يقول هذا الكلام، ولم يهتم البخارى بتقصى هذا السبب.
وتبرير الغزو- دائمًا – يأخذ صبغة ميتافيزيقية تكرّرتْ كثيرًا تحت مقولة ثابتة ((الجهاد فى سبيل الله)) مثال ذلك حديث ((من اغبرّتْ قدماه فى سبيل الله حرّمه الله على النار)) (حديث رقم 907) وأعتقد أنّ كلمة (اغبرّتْ) غالبًا مصدرها (الغبار) الذى يكون نتيجة حركة الخيول التى تنطلق مُـسرعة فوق الرمال أثناء الغزوات.
وارتبط بالغزو الاغراء بدخول الجنة تحت مسمى (نيل شرف الاستشهاد فى سبيل الله) لذلك جاء حديث ((الجنة تحت ظلال السيوف)) الذى تكرّر ثلاث مرات عند البخارى- أرقام 440، 461، 470) بخلاف أمهات الكتب التراثية الأخرى.
وتحت باب (بركة الغازى فى ماله حيًا وميتــًا مع النبى) كتب البخارى حديثــًا طويلا شمل صفحة كاملة من القطع الكبير، وخلاصة ما ذكره أنه نتيجة الغزوات التى قام بها الزبير أنه اشترى ((غابة بسبعين ومائة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف)) (حديث رقم 3129) وللتأكيد على أنّ الغزوات كان يتبعها سبى النساء والحصول على أموال القبيلة المهزومة، ورد حديث مُـلخصه أنّ وفدًا من هوازن (مسلمين) جاء إلى النبى، وسأل أعضاء الوفد الرسول أنْ يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله ((اختاروا إحدى الطائفتيْن : إما السبى وإما المال، قالوا نختار سبينا)) (حديث رقم 3131، ورقم 3132)
***









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |