الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توقيت الصلاة والصيام وحّد المسلمين؟

طلعت رضوان

2017 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كيف يتحمّـل المسلم فى القطب الشمالى الصيام لمدة23ساعة؟
المسلم فى الشرق الأوسط يصلى الفجر والمسلم فى أمريكا يصلى العشاء
تمتلىء كتب الإسلاميين (خاصة فى العصر الحديث) بالكلام عن أنّ من بين (عظمة الإسلام) أنّ المسلمين (فى كل مكان فى العالم) يؤدون الصلاة فى وقت واحد وتتجه وجوههم نحو البيت الحرام فى وقت (واحد) وعندما يبدأون الصيام وعندما يتناولون الإفطار فإنّ ذلك - أيضـًـا - يتم فى (وقت واحد) فهل يوجد أى دليل (واقعى) على صحة هذا الكلام؟
فإذا كان هذا الكلام (قد) صـدّقه أبناء العصور الوسطى، فإنّ العلوم الحديثة وفى مقدمتها علم الفلك، كشفتْ زيف هذا الادعاء، لأنّ من زعموا حكاية التوقيت الواحد فى الصلاة والصيام، لم ينتبهوا إلى حقيقة أنّ الكرة الأرضية لا تنقسم إلى دول (فقط) ولا إلى قارات (فقط) وإنما تبيـّـن أيضـًـا إنها تنقسم إلى (قطب شمالى) و(قطب جنوبى)
وعلى سبيل المثال فإنّ المسلمين المقيمين فى الدول القريبة من القطب الشمالى، يـُـواجهون (خلال فصل الصيف) صعوبات فى شهر الصيام، حيث تطول فترة الصوم حوالىْ23ساعة (يبدأ السحور الساعة الواحدة و35دقيقية- بعد منتصف الليل، ليكون الإفطارالساعة12و48دقيقة منتصف الليل) وبالتالى تكون المدة الزمنية بين بدء الصيام والإفطار23ساعة، حيث أنّ تلك المنطقة من العالم - كما أثبت علم الفلك – لا تغيب الشمس عنها على مدار اليوم.
بينما فى القطب الجنوبى تهبط مدة الإمتناع عن الطعام إلى تسع ساعات. أما فى الدول الاسكندنافية فإنّ مدة الصيام تصل إلى20ساعة، لأنها تقع فى شمال الكرة الأرضية. وأثبتتْ الأجهزة الحديثة أنّ الليل فى فنلندا لا يستمر سوى55 دقيقة، أى أنّ المسلمين المقيمين هناك عليهم أنْ يتحمّـلوا الصيام لمدة 23ساعة و5دقائق. وبناءً على أجهزة علم الفلك فإنّ المسلمين فى أيسلندا يصومون21ساعة، والمدة فى النرويج20ساعة (تقريبـًـا) وفى الأرجنتين وبعض دول الكرة الأرضية يصوم المسلمون حوالىْ تسع ساعات، وفى استراليا حوالىْ عشر ساعات ـ أى أقل من نصف الفترة فى السويد (20ساعة) بينما فى معظم الدول العربية فإنّ فترة الصيام (فى فصل الصيف) ما بين15- 16ساعة. ونظرًا لاختلاف الموقع الجغرافى لدولة الجزائر فإنّ فترة الصيام 16ساعة و44دقيقة، بينما فى الصومال13ساعة (موقع اندبندنت البريطانى) وغيره من المواقع الالكترونية.
وإذا كان ما سبق له علاقة بتوقيت الصيام والإفطار فى رمضان، فنفس الشىء ينطبق على (توقيت مواعيد الصلاة) حيث أنّ المسلم المقيم فى منطقة الشرق الأوسط الذى يـُـصلى صلاة الفجر، يُـقابله المسلم المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يـُـصلى صلاة العشاء.
ولكن بغض النظرعن اختلاف (توقيت) الصيام والصلاة، فإنّ الأسئلة الذى يتجاهلها الإسلاميون هى : هل الصيام فريضة ابتدعها الإسلام (فقط) أم كان له سوابق لدى شعوب أخرى وحضارات أخرى؟ وهل عرب ما قبل الإسلام (الفترة المنعوتة بأنها جاهلية) لم يعرفوا (شعيرة الصيام)؟ تــُـنبئنا الكتب التراثية أنّ تلك الشعيرة كانت موجودة قبل الإسلام، حيث ورد بتلك الكتب، أنّ الأحناف أو (المُـتحنفين) وكان من بينهم عبدالمطلب (جد نبى الإسلام) كان إذا جاء شهر رمضان : توجـّـه إلى (غار حراء) وتحنــّـث فيه، وأمر بإطعام المساكين طوال الشهر، وكذلك كان يفعل زيد بن عمرو بن نفيل (عم عمر بن الخطاب) وهو أيضـًـا من الحنفاء. ولذلك فإنّ شعيرة الصيام كانت معروفة قبل الإسلام.
والسؤال الثانى هو: لماذا اختلف توقيت بدء الصيام فى بداية الدعوة الإسلامية؟ (أى قبل نزول آية ((وكلوا واشربوا حتى يتبيـّـن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون فى المساجد)) البقرة/187) فهذه الآية هى التى نظــّـمتْ فترة الامتناع عن الطعام الحالية (من بداية السحور مع أذان الفجر إلى أذان المغرب، أى مع بداية الليل) بينما قبل نزول هذه الآية كان الامتناع عن الطعام والشراب بعد صلاة العشاء مباشرة، وكان المعتكف فى المسجد يجامع امرأته، وقد وقع ذلك لعمر بن الخطاب وغيره، فاعتذروا للنبى فأنزل الله ((فتاب عليكم وعفا عنكم)) (نفس الآية السابقة) وذلك وفق ما جاء فى كتب تفسير القرآن ومن بينها (تفسير الجلاليْن - بتصريح من مشيخة الأزهر برقم330 بتاريخ 15 يوليو1979)
والسؤال الثالث هو : هل فرْض الصيام له أسباب تتعلق بالبيئة أم لا؟ بمعنى هل المجتمع الصحراوى - حيث ندرة الماء والطعام - مثل المجتمع الزراعى الذى عرف الوفرة فى الماء والطعام؟ ولماذا مجتمع الصحراء فرَض الصيام، بينما المجتمع الزراعى لم يعرف إلاّ الصيام عن أكل السمك (وفى أيام محددة حتى تكبر الزريعة السمكية) كما كان فى مصر القديمة؟
وهل كان الصيام الإسلامى له علاقة بالقحط الذى شهدته قريش، حيث كان العرب (قبل الإسلام) يقتلون أولادهم، كما ذكرتْ الكتب التراثية أنّ سعيد بن عمرو بن نفيل (ابن عم عمربن الخطاب) كان يـُـحيى المؤودة ويقول للرجل إذا راد أنْ يقتل ابنته : مهلا. لا تقتلها وأنا أكفيك مؤونتها. وأليس ذلك كان سببه - كما جاء فى المأثور الإسلامى ((خشية الفقر والإملاق))؟ لذلك كتب طه حسين ((ومن الطبيعى أنّ أهل القرى كانوا أرق طباعـًـا من أهل البادية، ولم يعرفوا لين العيش. وأنّ قريش فكانت فى وادٍ غير ذى زرع)) (مرآة الإسلام- دار المعارف بمصر- عام1959- من ص21- 28)
وإذا كان التوقيت العربى/ الهجرى يجعل شهر الصيام فى فصل الصيف لعدد من السنين، وبعدها يأتى فى فصل الشتاء، فهل يمكن أنْ (يجتهد) الفقهاء بفتوى تــُـبيح أنّ يكون الصيام فى شهر طوبة وفق التقويم المصرى؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصيام = الموت عطشا!
ملحد ( 2017 / 7 / 27 - 05:17 )
الصيام = الموت عطشا
اقتباس: ( وعلى سبيل المثال فإنّ المسلمين المقيمين فى الدول القريبة من القطب الشمالى، يـُـواجهون (خلال فصل الصيف) صعوبات فى شهر الصيام، حيث تطول فترة الصوم حوالىْ23ساعة (يبدأ السحور الساعة الواحدة و35دقيقية- بعد منتصف الليل، ليكون الإفطارالساعة12و48دقيقة منتصف الليل) وبالتالى تكون المدة الزمنية بين بدء الصيام والإفطار23ساعة، حيث أنّ تلك المنطقة من العالم - كما أثبت علم الفلك – لا تغيب الشمس عنها على مدار اليوم)

تعقيب: لا يواجه المسلمين في تلك المناطق صعوبات فحسب وانما الصيام في تلك المناطق يعني الموت عطشا!
فعندما لا تغيب الشمس لايام او اسابيع في تلك المناطق ,وهذا صحيح, فمعنى ذلك الموت عطشا!(حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود)
تحياتي

اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |