الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تفشت ظاهرة الدواوين في الريف الفلسطيني

محمود الشيخ

2017 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا تفشت ظاهرة الدواوين في الريف الفلسطيني
بقلم : محمود الشيخ
من الطبيعي جدا ان تنشط الرموز التى اعتمدت طوال حياتها على العشائريه كركيزة لها في نمو دورها وزيادة حجم نشاطها وخلق امتداد لها وجمهور مؤيد لها، هذه الشخصيات تختلف عن الشخصيات التى اعتمدت على نشاطها سواء السياسي او الإجتماعي والجماهيري ومن خلال انتمائهم لتنظيمات سياسيه يفترض الواقع السياسي لشعبنا الفلسطيني ان تكون هي صاحبة السيادة بدل العشائر وفكرها الذى يسترشد به الناس بدل استرشادهم بالفكر القبلي والعشائري،ولكن بحكم تراجع القوى السياسيه في حجمها ودورها ومكانتها وعدم بنائها شبكة علاقات جماهيريه وحزبيه وغياب قيادات فاعله لها في مجتمع الريف بالضروره ان تحل محلها تنظيمات اجتماعيه مكانها بغض النظر عن بنيتها الفكرية والتنظيميه وبغض النظر عن الأسس التى بنيت عليها تلك التنظيمات.
وفي مجتمع اصلا لا زالت تسود فيه العقلية القبلية والعشائريه،وتنظيماته موجوده لم تتمكن القوى السياسيه من تسويق نفسها لتحتل مكانها لعدة اسباب طبعا يقع على رأسها انفضاض الناس عن تلك التنظيمات سبب ذلك فشل تلك التنظيمات التى نشأت اصلا لهدف تحرير فلسطين،وقبلت بإتفاق لم يوصل شعبنا حتى الى بر الأمان بل عمق مشكلته وزادها تعقيدا ووسع حجم المستوطنات وزاد عدد المستوطنين وغدى الأمل في الحرية والإستقلال بعيد من جهه،واتسعت رقعة الفقر والعوز،مثلما اتسعت رقعة البطاله،وزادت نسبة الجريمه في البلاد،ثم اتسعت اجراءات الإحتلال التعسفيه،وشكلت السلطة حجر عثره في طريق النضال الوطني الفلسطيني،واعتمدتها اسرائيل مصدرا لمعلوماتها الأمنيه،وقلصت صلاحياتها الى الحدود الدنيا،وزاد الإنقسام الناس احباطا وكفرا بالقوى حتى انهم فقدوا الأمل فيها،ولذلك تراجعت مكانة مختلف القوى السياسيه ليس في الريف الفلسطيني فحسب بل في كل البلاد،لكن الريف ظهرت بوضوح هذا التراجع ايضا بسبب اهتمام تلك القوى في المدن بإعتبارها مواقع التجمعات السياسيه ومراكز لنشاطاتها رغم ان الريف شكل ولا زال يشكل مصدرا لنموها العددي،ورغم ذلك لم تنتبه لهذه المسأله،فبقيت بعيده انما تواجدها بقي شكليا لا يعتمد عليه في اي نشاط جماهيري،لكل ما تقدم عاد للدواوين نشاطها من جديد فبني في قرى عديده دواوين بإسم عائلة فلان وعلان حتى ان افخاد في عائلات قامت ببناء دواوين لها.
ويبشر هذا بإنفراط دور التنظيمات السياسيه،وانخراط عناصرها كل في عائلته وتلقيه تعليمات من عائله وبهذا لم يعد للتنظيمات اي دور في سلطة اتخاذ القرار في الريف الفلسطيني،وقد يكون هذا الرأي لا ينطبق على كل الريف الفلسطيني لكنه سينتقل بالتدريج لكل الريف،ان استمرت القوى السياسيه على غفوتها هذه.
ان العديد من القرى في انتخاباتها التكميليه الحاليه اعتمدت خيار العشائريه في تشكيل قوائمها وللأسف الشديد وزارة الحكم المحلي قبلت بتلك القوائم المبنيه على قواعد عشائريه وللتوضيح اكتر قدمت للوزاره في بلدة المزرعة الشرقيه - رام الله قائمتين تمثلان عائلتين فقط من مجموع عائلات البلد الخمسه اي في ظل مقاطعة ثلاث عائلات وفي قرى اخرة تقدمت دون ذكر الأسماء تسع قوائم تمثل كل قائمه عائله من عائلات البلد،وهنا كان على الوزاره ان تعتمد اسلوبا اخر في العمليه الإنتخابيه وهو اسلوب الإنتخابات الفرديه حتى يتاح للكل المشاركه في العمليه الإنتخابيه،انما التحجج بأن القانون لا يسمح يعني هذا ادخال القرى هذه في اشكاليات طويلة منذ يوم الإنتخابات،كان على الوزارة في هكذا الحاله ان تكسر القانون للمصلحة العامه،والا ان نجحت الدواوين في استمرار دورها ستزداد مكانتها ويتسع دورها وتنجح هي وتفشل القوى السياسيه والسلطه معها،لهذا ااقترح مقاطعة الإنتخابات القائمه على قواعد عشائريه واللجوء الى انتخابات فرديه يشارك فيها الكل في ريفنا ان اردنا للريف ان لاتحكمه الدواوين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش