الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2 - الديدان العالقة / في المجال العشائري

سعادة أبو عراق

2017 / 7 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


2 - الديدان العالقة
في المجال العشائري
هي أولى المجالات التي تقتحمها هذه الشخصية وأقدمها، فالعشيرة ذات التكوين الهرمي الذي يفتقر إلى أي مؤسسات خدمية مجتمعية، وإية خبرات او مجهودات إنسانية، سوى مؤسسة المشيخة التي غالبا ما تكون متوارثة أبا عن جد، وهذه المؤسسة التي لا بد منها لكل جماعة كبرت او صغرت، ربما تنحصر مهمتها في فض الخلافات واقامة العلاقات مع العشائر الأخرى لتنظيم اماكن الرعي، هذا ما كان مع القبائل الرحل، اما حديثا فتختلف في بعض التفصيلات.
فها نحن نراها بوضوج فيما تبقى من نظم عشائرية، تكون قائمة قريبة من مجلس الشيخ يقدم له. خدمات كعمل القهوة وتقديمها ويساعده ويتعلم منه مظهرية الشيخة والوقارالمطلوب والقضايا التي يعالجها كما يتعلم بعض المواد في القضاء العشائري، فشيخ العشيرة مثلا أجدر من يمكن الإقتداء به، انه بتقربه هذا، يعلن لمجتمعه أنه اصبح من وجهاء العشيرة، وخاصة ان مثل هذا المكانة لا تحتاج إلى تعلم في مدرسة او جامعه او موهبة، فنخبة المشايخ لا تحتاج ولا تعتمد على معرفة ما، لا إلى مفاهيم متقدمة عن الدولة والديمقراطية والتنمية، انما إلى معرفة شخصية بالناس وقضاياهم وخصامهم والتلاعب بها من خلال الجاهات والصلحات والأخذ والعطاء .
ولعل المحتمع القروي لا يختلف كثيرا عن المجتمع البدوى، إذ نجدها ملتصقة ايضا بالمخاتير ليظهروا كواجهات مجتمعية ، ويمارسوا الجاهات والعطوات وبقية المهام في المجتمع العشائري.
اما في المدينة حيث انها تحوي فتاتا كثيرا من العشائر والقرويين والحمائل والعائلات، ولا يوجد شيخ كبير لعشيرة واحدة، ولا مختار لأبناء قرية واحدة ، إنما هناك محافظ لمدينة او متصرف او قائم مقام، وهناك مدير مخفر أو مدير مركز للشرطة، ومدير مكتب مخابرات ، لذلك نجده وزمرة من امثاله، يستقبلون المحافظ او المتصرف او مدير الشرطة، يستقبلونه بحفاوة، ويودعونه بدموع التماسيح. وبالطبع هو أيضا احوج للتعرف عليهم فهم بعض الأدوات النافعة في فهم الأمور، لذلك تجدهم فخورين بمعرفتهم لهذه الشخصيات وقربهم منها، وخاصة إذا كان المسئول فاسدا، فهو بحاجة إلى من يرتب له صفقات حل المشاكل، فيأخذ ويعطي، بل أكثر من ذلك انه يرتكب الأخطاء والتجاوزات على حقوق الغير وهو موقن ان مدير الشرطة او القائم مقام او المحافظ سوف سيتغبي ويجد له اعذارا للبراءة.
ولعل سلبية هذه الشخصية هنا تتمثل بما يلي:
1- الاستمرار بالتقليد والوقوف عند الماضي دون اعتبار للتقدم والتغييرات المجتمعية والاقتصادية.
2- لا بعطي شيئا يستحق الثناء ، فخدماته للمواطينين مع المسئولين غابا ما تكون مأجورة وتجاوزا على القوانين وحقوق الغير.
3- الفكر العشائري الذي يحمله قائم على تقديم مصلحة العشيرة على غيرها من العشائر، وهذا ضد مفهوم الوطن الذي لا تفريق به بين عشيرة واخرى ومواطن وأخر، بل المساواة بين المواطن جميعا.
4- شخصيته تابعة ومقحمة على غيرها ولا تقدم شيئا غيرتمثيل دور انتهى منذ زمن.
5- يكون اداة خدماتية للشيخ وأعوانه، بتنفيذ مهمات قذرة او اشاعة اخبار كاذبة مضللة او حبك قضايا خلافية في المجتمع او العشيرة. وفي نفس الوقت يكون عينا للحكومة على الشيخ الذي يواليه وينال الأعطيات التي تمنح للمهمات المقطوعة.
6- لعل اخطر ما يمكن ان يقترفه هو ان يصل إلى البرلمان، بسبب اقترابه كثير من السلطات الأمنية والإدارية، فيفبركون له النجاج، ولعلكم تعرفون جيدا هذه الشخصية البرلمانية الواضحة للعيان، في صمتها الدائم واستماعها المطول، وغيابها عن الجلسات التي يراد لها فيها الغياب، وحينما يخضر الجلسات لا ينطق إلا كلمة موافق، وكلنا نعرف مثل هذه الشخصيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث