الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية فكر ودولة

أميرعبدالمطلب
كاتب وباحث مصرى

(Amir Abd Elmotaleb)

2017 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



دوما مايردد الاسلاميون جملة الاسلام دين ودولة ،،حيث صنعوا من الشريعه الدينية والعقائد ايدلوجية تستعبد الانسان وتجعله آلة فى منظومة سياسية ممزوجه بالدين من اجل السيطرة بنظام شمولى على المجتمعات ، يكون فيها الإله هو السيد والشريعه الدينية هى السيف المسلط على الرقاب لو خالفوا الاله ،ورجل الدين هو مندوب الاله على الارض ،، هنا يتوقف الانسان المتحضر عند تلك الدائرة اللامنطقية العجيبة بنظرة اندهاش ويتسائل ،اين حرية الانسان وعقله ؟ هل نحن مجرد اتباع لقانون وسلطة غيبية تدير العالم ،،
بالطبع الامر هو ثورة فكرية اشبه بثورة سبارتاكوس على العبودية ،
المثقف والمتدن يثور من اجل وجوده وعقله ،هنا يتجه عقله نحو فكرة واحدة فقط هى العلمانية ، والعلمانية كمصطلح اختلف فيه الكثيرون ، لكن الاغلبية اتفقوا على انه اتجاه فكرى نحو تحرر العقل البشرى من القيود ،وانطلاقه نحو التفكير ،،ليختار بعد ذلك طريقه دون اى عوائق او تابوهات تحدمن حريته ،، والعلمانية ليست جديدة او مصطلح مصطنع بل هى سلسله افكار متسلسله منذ عهود الفلسفه الاولى انتجت الصيغه المتكامله الحالية للعلمانية ،
فاول من تحدث فى معنى العلمانية وحرية العقل الانسانى كان الفلاسفه اليونان الاوائل وفلاسفه الاسكندرية هيباتيا وافلوطين ، والدليل على ذلك الثورة الفكرية التى قام بها فلاسفه الاسكندرية ضد جمود وتطرف الكنيسة وتكفيرهم للفلسفه ،وكانت المأساة الكبرى هو ماحدث من اضطهاد للفلاسفه حينئذ واتهمهم رجال الدين بانهم وثنيون ،واحترقت مكتبة الاسكندرية بالكامل على يد المتطرفون ،
وايضا لو نظرنا فى محاكمة سقراط بسبب ثورته على المنطق الدينى السائد من عبادة هرمز ،ودعوته للمنطق الانسانى ،،
وثورة ابن سينا واخوان الصفا وابن رشد وابن خلدون ،،وبعدهم فولتير الذى صاغ الفكر العلمانى الحديث فى عصر التنوير وصولا الى فلسفه العلم والفلسفه الوجودية الحديثه ونشوء علم الفيزياء الحديث وميكانيكا الكم ونظرية التطور والانفجار الكبير،،

واما التطبيق العملى للعلمانية فيشمل فصل امور الدوله عن كل سلطه دينية او شمولية تحد من حرية الانسان عن طريق انشاء منظومة دولة مدنية ،،ومؤسسات مدنية وقوانين مدنية تنبع من اختيارات الشعب نفسه وليس ادارة او سلطه دينية ،،، ترى فيها المؤسسات الدينية دورها فقط الشعائر الدينية وليس التدخل فى امور الدوله ، الحريات الدينية والشخصية ليس عليها اى قيود ،، عكس الدوله الدينية التى يصنف فيها الشعوب على اساس الدين والطائفة ،،
ولو تحدثنا عن بداية عهد الثورة العلمانية الحديثه فيجب ان نعطى الراية لمفكرى القرن العشرين قاسم امين وسعد زغلول واحمد لطفى السيد الذين صنعوا القالب العلمانى الحديث فى مصر ،وتلاهم فى ذلك فرج فودة شهيد التنوير الذى ركز خطابه على مفهوم العلمانية بطريقه مبسطة تناسب الشخص العادى فكريا دون تكلف فى المصطلحات ، ولكن تعرض للاضطهاد والهجوم من الاسلاميين وتم اصدار فتوى تكفيره من الغزالى مفتى الاخوان والشعراوى وتم اغتياله بطريقه ماساوية فى التسعينيات ،وتلاه فى الدور التنويرى نصر حامد ابوزيد الذى حاربه الازهر واصدروا فتوى تفريقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس ،، واشهر كتبه التفكيرفى زمن التكفير ،، وظهر بعده الكثير والكثير من رواد التنوير ،
اما الاشكالية فى العلمانية فى مجتمعنا المصرى فهى فى فهم مصطلح العلمانية نفسه ، فمعظم المصريون يعتقدون ان العلمانية تعنى الالحاد ، وساعد فى ذلك التشويه الخطير الاسلاميون ،فهم مازالوا يذكرون فى ادبياتهم التاريخية هدم اتاتورك للخلافه التى تمثل لهم قداسه دينية ،
رغم ان من يحلل عهد اتاتورك بطريقه محايدة يرى كيف انقذ اتاتورك تركيا من عهد الظلام العثمانى وجعلها دوله متمدنه علمانية تحترم هويتها وثقافتها ،،
ولو نظرنا مثال لدول علمانية مثل فرنسا نرى الفرق شاسع بينها وبين مجتمعات دينية مثل السعودية وايران مثلا من ناحية الحريات وتداول السلطه والقوانين ومظاهر الحضارة ،
هنا يأتى دور العلمانى المصرى فى توعية غيره بمفهوم العلمانية ، يوضح ماهية الفكر العلمانى ،فوائده ، الدوله العلمانية والفرق بينها وبين الدولة الدينية ،كل ذلك سيساعد على بناء مجتمع علمانى متحضر ،تكون فيه العلمانية فكر ودولة ،وتحترم الانسان وحرياته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في