الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4 – الديدان العالقة/ موظفا حكومبا وجاسوسا

سعادة أبو عراق

2017 / 7 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


4 – الديدان العالقة
موظفا حكوميا و جاسوسا

ثالثا : المجال الوظيفي
هذه الشحصية نجدها في المجال الوظيفي بكل وضوح. وهم من الموظفين الذين لا كفاءة لديهم في العمل، لذلك نراهم اكثر تقربا وتملقا للمسئولين، والنفاق لهم، وإطاعتهم على حساب الوظيفة، إذ يعتقدون أنهم يعملون عند هذا المسئول وليس عند الدولة ، لذلك يمكن ان نلحظ بهم ما يلي:
1- يعمدون إلى العمل في الوظائف الحكومية وليس في المؤسسات الخاصة التي يكون فيها صاحب العمل هو المسئول المباشر، الذي ييهمه الإنتاج الحقيقي الملموس لا التملق الناعم، بعكس الوظائف الحكومية التي يديرها موظفون يمكن استمالتهم ورشوتهم وكسب عاطفتهم ورضاهم.
2- هذه الفئة تنموا في الوظائف الحكومية الكتابية أو الإدارية حيث يكون التقييم الوظيفي غير دقيق، وان طرده من الوظيف تستلزم جرائم منصوص عليها في القانون، اما النقل الإداري فإنه لا يأبه له.
3- يفقدون أمام المسئول شخصيتهم فيصبحون مسيرين، ولو كان ذلك مما لا يوافق طبيعتهم، ولا يخدم مصلحة غير مصلحة المسئول، ولو تعارض أيضا مع مقتضيات وظيفتهم.
4- وبقدر ما يكونون مستلبين امام المسئولين فإنهم اكثر قسوة ووحشية إزاء من الأدنى رتبة، وممن هم تحت إمرتهم، فيتعاملون معهم اما بالنبذ أوالحرمان من بعض الحقوق، او افسادهم كي يتعاملوا معهم بذل كما يتعامل مع رؤسائه.
5- لا يعملون إلا بالقدر الأدنى من الانتاج، فلا ابداع ولا تطوير ولا تحسين، انما الالتزام السلبي بالتعليمات والنظم، وتجنب اتخاذ مبادرات خشية الزلل والخطأ وبالتالي خشية العقاب.
6- في وزارة التربية والتعليم فإن كل معلم عاجز عن ممارسة التعليم في الصفوف، فإنه ينقل إداريا إلى مديريات التربية أو إلى الوزارة، ويصبح مع الزمن مسئولا عن ادارة التعليم في جهة من الجهات، وهذه هي الكوميديا السوداء.
7- يكون مستعدا لقبول بعض الرشاوي، والإنخراط في زمرة الفساد، او الدخول في واسطات يستفيد منها ماديا او معنويا.
8- حينما يغادر المسئول عنه إما بالنقل أو التقاعد فإنه ينفض يده منه كأنه لم يسبق معرفته، بل يبدأ في سرد مثالبه وهجائه والحط من شخصيته، لكي يبدأ (على نظاف) علاقاته الجديدة مع المسئول الجديد.

رابعا في مجال التجسس
هذه الشخصية تكون هدفا محتملا لأحهزة التجسس، بناء على ان انتماءها الأول لنفسها، لذلك فإن شعورها اتجاه الغير يكون باهتا، وولاءها لنفسها يعمي بصيرتها عن الآخرين، وفي المقابل تكون ذات ولاء عظيم للمسئولين عنها، ليغدو من اصحاب حظوة لديهم، لذلك فإنها تتقبل الأوامر بدون أي اعتراض او رفض، فنجدها تخون اقرب الناس إليها وتشي بهم، وطبعا يمكن لها ان تنفذ اغتيالات سياسية وكانها تقوم بوظيفة عادية غير مسئولة عن نتائجها، ولا يعصف بها تأنيب من ضمير، ولعل صفة العميل التي تعني الوكيل القذر الذي ينوب عن حهات خارجية او عدوة في تنفيذ مهام ترقى إلى الخيانة العظمى للوطن، إنه لا ينتمي إلا لنفسه وما سيكسبه بهذا الولاء من مكافآت وأعطيات.
والجاسوسية او التجسس هي احدى مهام المخابرات التي تفتش عن هذه الشخصية لكي تنقل لها الاخبار الأمنية في مواقع كثيرة، تحتاج فيها المخابرات ان تعرف ما يجري بهذا الموقع وما يدور في الخفاء، وهذا من صلب العمل المخابراتي، لكن المشكلة حينما تتدخل المخابرات في تعيين هذه الشخصية في مواقع غير مؤهلة لها، وونستطيع ان نتعرف بسهولة على هذه الشخصية حيث نلاحظ غموضها، وعدم توائمها مع زملاء العمل، رغم انفتاحها على الجميع، إنها تسمع اكثر مما تتكلم، وإنها ليست مبدعة في مجال تخصصها، وكل هذا محتمل، ولكن الأكثر خطورة على الدولة والمجتمع، هو ان توضع في موقع المسئولية في الأدارة العليا، فإنها ستكون المصيبة، حيث ان ملكاتها الإبداعية تكون معدومة، فإنها لا تكون منتجة أبدا، بل تبقى بعيدة عن التجريب والتحدي، وبذلك تبتعدة عن اللوم في حال الخطأ، لذلك تبقى على نهجها موافقة على رأي رئيسها، لا تبدي اعتراضا ولا رأيا بديلا إنما ( مثل مابده المختار)
وفي هذا المستوى تلتقي الشخصية المخابراتية مع الشخصية الوظيفية، ويكون اثر هذه الشخصية خطيرا جدا، ذلك ان المسؤل المتردد او المحتار في اتخاذ قرار من بين مقترحات عدة ، فإن هذه الشخصية ستكون مرجحة لما يريده المسئول، وهنا يكون المسئول قد عئر على من يفهمه ومن ينصحه ومن يقربه اكثر ويرفعه لمراتب اكثر،
ولأن هذه الشخصية هي ولاءها لنفسها وليس للمهام الوظيفية التي أوكل بها، فإن الاستغلال الوظيفي يبدأ بالتبلور، من خلال الإنتماء إلى مؤسسات الفساد الموجودة لاقتسام الغنائم ، ذلك ان اللصوصية لا تحتاج إلى شريك، بينما الفساد المالي أو الإداري، بحاجة إلى عصابة متكافلة ومتضامنة، يرتدون بأيديهم القفازات البيضاء، ويعملون كفريق، ويدافعون او يحمون يعضهم بعضا.
إذن فالفساد أو مؤسسات الفساد، لا يكون إلا من هذه الديدان العالقة
وأرجو ان اكون في هذه المقالات الأربع قد سلطت الصوء على هذه الشخصية في بعض أماكنها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنت معادي للعراق الجديد.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 8 / 1 - 01:13 )
السيد سعادة يقول هناك فساد في العراق وهذا محض افتراء،أين الفساد كل ما جمعه رئيس وزراءنا السابق خلال ثماني سنوات فقط ٦-;-٦-;-مليار
دولار هل يعتبر السيد سعادة هذا المبلغ البسيط جاء عبر الفساد وهو يعلم علم اليقين أنه جمعها
بعرق جبينه ويقال عائلة البرزاني لها ودائع أكثر من ٢-;-٠-;-٠-;-مليار دولار في البنوك الغربية ومئات المليارات لعوائل كالنجيفي والطالباني وعلاوي والمطلك والقائمة تطول،فهل هذا فساد يا استاذ سعادة ابو العراق.

اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا