الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير

طه معروف

2006 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استغلت حركات وانظمة الاسلام السياسي نشر الصور الكاريكاتورية عن محمد في الصحيفة الدانماركية والتي اعادت نشرها عدد من الصحف الاوروبية ، لتدخل الساحة مرة اخرى بكل قواها كما فعلت خلال احداث 11سيبتمبربل و بشكل اوسع ، من حيث تاثيرها على مجريات الامور السياسية في اطار الحرب الارهابية العالمية التي تشكل الفاشية الاسلامية طرفا اساسيا فيها .
وجه الاسلاميين هذه المرة حملتهم على اثمن القيم و المبادئ الانسانية وهو حرية التعبيرو الراي في ارجاء المعمورة وفي قلب اوروبا واتخذوا من نشر هذه الصورالكاريكاتورية مبررا لتهديداتهم ضد الجماهير المتمدنة بصورة علنية لم يسبق لها مثيل حيث تسابقت رموز هذه الحركة في اصدارالفتاوي بإهدار دم العشرات من اصحاب ومدراء الصحف وكان المتظاهرون الاسلاميون ينظمون احتجاجات يومية لتنظيم حملتهم بوجه حرية التعبير و الراي تحالفهم جميع الحكومات الرجعية في المنطقة التي تعتمد على المؤسسات الدينية لتبريرسياساتها الدموية بدءا بالمشايخ الرجعية الخليجية وانتهاءا بالرئيس السوري بشار الاسد والجعفري وزيباري في العراق الذين وعدوا بالانتقام من الحكومة الدانماركية تلبية لمطالب الاسلاميين و لدعم حملتهم الهوجاء . ان موقف ودور هذه الحكومات من هذه المسألة يبرهن مرة اخرى الطبيعة الرجعية لسلطتهم في اللجؤ الى الدين والرموز الدينية كأذكى وسيلة لقمع الحريات السياسية والمدنية للحفاظ على سلطتهم الاستبدادية . واختارت كل من امريكا وبريطانيا ان تقف بجانب الاسلاميين في ساحة المواجهة حيث وضعتا الرقابة على الصحف والاعلام ومنعوهم من الدخول في هذه المعركة الحساسة كمحاولة لبيان موقفهم الايجابي من الاسلاميين للتأكيد على تلك الثوابت التاريخية ،و هي ان كلا البلدين يبقيان موطنا لنشؤ ونمو الحركات الاسلامية دائما وبحجة تقليدية تافهة حول قدسية الدين واحترام مشاعير المسلمين .اية خدعة وتضليل هذا ،فلماذا لم تبديا هذا الاحترام لشعوروارادة 25 مليون انسان عندما هبوا ضد حربكم الرجعية على العراق عام 2003 ، فلماذا لم تبدوا هذه المشاعر آنذاك تجاه تلك الشعور و الاصوات الانسانية المقدسةمن اجل السلام! ولكن السؤال هو :لماذا لم تتحول مسالة نشر الصور الى قضية، عند نشرها قبل ثلاثة اشهر في سيبتمبر2005 مثلما تحولت الآن ؟ يبدو ان الفاشية الاسلامية تنوي من خلال هذه القضية تجميل صورتها البشعة للتغطية على جرائمها من القتل والتفجيرات والاختطاف وذبح الرهائن لفتح الطريق امامها ولإضفاء الشرعية على اساليبها وحكمها الدموي كما في ايران والسعودية والعراق ولبنان التي ضربت بالاسلام السياسي، و استثمروا هذه القضية كمناسبة وفرصة لتثبيت اقدامهم للهجوم على البشرية المتمدنة . واذا كانت الفاشية الاسلامية قد فقدت حكومة طالبان في افغانستان اثر احداث11سيبتمبروالحرب الامريكية التي اعقبتها ،فان هذه المرة تحاول عبر هذه الحملة الفاشية ان تعوض عن( خسارتها السابقة) من خلال فرض وتثبيت نفوذها و نماذجها السياسية.ان راية الفاشية الاسلامية في هذه الحملة العدائية ضد البشرية المتمدنة تتمحور في اتجاهين اساسيين الاول هو فرض وتعميم الاسلام السياسي في شتى مجالات الحياة السياسية والمدنية بهدف انتزاع الاعتراف من الدول الغربية باساليبها وممارساتها الرجعية عن الحرية بوجه عام و بحكومات السماسرة والمهربين الاسلامية مثل طالبان . وفي الظرف الراهن هي محاولة لكسب واخضاع تلك الدول للمشروع الاسلامي في العراق وفلسطين ولبنان ومصروان افتعال هذه القضية في الساحة الفلسطينية بهذه الدرجة من الكثافة والشدة مؤشر على وجود القيادة الميدانية هناك المتمثلة بالمنظمات الاسلامية كحماس والجهاد الاسلامي لإدارة هذه الحملة العدائية والثانية هو بهدف فرض التراجع على الحريات السياسية وحرية التعبير والرأي في قلب الدول الغربية التي يتواجد فيها اعدادا كبيرا من اللاجئين الذين فروا اصلا من ظلم واستبداد هذه الحكومات وخصوصا من بطش النظم والقوانين والشريعة الاسلامية .ان الفاشية الاسلامية تحاول عبر شعارها الزائف "الحرب الصليبية على الاسلام" زرع الحقد والكراهية والعنصرية الدينية الرجعية بين الجماهير في اوروبا الغربية و الجاليات العربية والشرق اوسطية فيها من ناحية والجماهير في العالم العربي من ناحية اخرى بهدف تمهيد الارضية المناسبة لحربهم الشرسة تحت عنوان" الجهاد لقتل الكفار" و من جانب آخر فان اليمينية العنصرية الاوروبية تتعامل مع هذه القضية كوسيلة لحملتها العنصرية ضد اللاجئين لتوسيع الهوة بينهم وبين الجماهير الاوروبية مما يخدم ويحقق بشكل اوبآخر اهداف الاسلاميين الذين طالما حاولوا من خلال متابعة اللاجئين ان يقيموا اسوارا بينهم لتمرير مشاريعهم الرجعية في العالم الخارجي . وما يثير القلق والاشمئزاز هو غياب دور فعال لليسار والعلمانيين والجماهير المتمدنة ضد هذه الحملة الموجهة الى اسس ومفاهيم المجتمع المدني وهي حرية التعبير والرأي ورفض تسلط الدين، التي اكتسبت خلال النضال الجماهيري في عهود سابقة. ان حملة الفاشية الاسلامية واليمينية العنصرية على البشرية المتمدنة تضع امام القوى اليسارية والعلمانية مهاما سياسية وحساسة لمواجهة هذه العاصفة الرجعية التي تستهدف اثمن القيم الانسانية وهي الحرية ومنها حرية التعبير والرأي ،فقط بإمكان هذه القوى الوقوف بوجه هذه الحملة الرجعية لتثبيت وضمان المثل والقيم الانسانية النبيلة .ان حضور الاسلاميين في الساحة السياسية العالمية لفرض العبودية على البشرية المتمدنة يجب ان تقابلها الجبهة الانسانية التحررية وإلا ،فان هذه الحملة العنصرية والفاشية ستسفر وستؤدي لا محال الى فرض مزيدا من التراجع على البشرية المتمدنة ومبادئها الانسانية.
طه معروف
4-2-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah