الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانحياز لقضايا الشعب والوطن ، فقط ، هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق .

حامد حمودي عباس

2017 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان قررت عائلة بوش الامريكية ، ان تختم عدائها للشعب العراقي ، وبسادية اعترفت العديد من الاوساط الرسمية في الولايات المتحدة الامريكية ، بانها كانت مفرطة ، وتهدف الى اذابة الوجود الانساني للعراقيين واعادتهم الى حقب ما قبل التاريخ كما وعد المنحرف سلوكياً جورج بوش الابن ، منذ ان انتهى ذلك بالغزو العشوائي للعراق ، وتدمير هياكل الدولة ، واستهداف ما تبقى للعراقيين من إرث حضاري ، وضمن مخطط حددت له أدق التفاصيل ، والعراق يعاني من تأثيرات تيه سياسي واقتصادي يرافقهما انحلال في الأواصر الاجتماعية ، مع غياب الرؤية الواضحة لمستقبل لا يريد الساسة المحليين ان يتعبوا انفسهم ببيان كنهه لمن يبحث له عن حل ، كي يزيح هذه الكوابيس المرعبة والمنذرة بالدمار في كل لحظة تمر .
وما يثير الاشمئزاز ، والشعور بالشفقة على عقول من كلفوا انفسهم بادارة شؤون البلاد ، هو إصرارهم على ركوب متن جدل قتلت جوانبه عوامل التكرار الممل ، وراحت القنوات الفضائية تتسلى في ادارة فصوله بعيدا عن مجريات الفناء الذي يحيط بالحجر والبشر .. فالعملية السياسية لم تنضج بعد ، ولم يكفي مرور اكثر من اربعة عشر عام على ظهور اولى معالمها والتقاء اطرافها بتوافق سياسي وصل مؤخرا الى طرق مسدودة .
ان جوانب الصراع السياسي الحالي في العراق ، وعندما بلغ به الامر الى حواجز من العصي اجتيازها بالآليات المتوفرة لدى اصحاب القرار ، راحت الاوساط المتنفذة توحي وعبر شتى الوسائل المتاحة ، بان الصراع هو بين العلمانيين والاسلاميين ، بين الملحدين والمؤمنين ، بين من يبتغوا سيادة الانحلال الاخلاقي ومن يسعون الى المحافظة على سيرة المجتمع سليمة لا يشوبها التحلل والعشوائية ، وذلك سعياً نحو التغييب المقصود للقضايا المركزية والمتعلقة بمعيشة الناس وتحسين ظروف حياتهم اليومية .
ان ما ورد في حديث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي خلال حواره مع احدى الشخصيات المعروفة في الحكومة ، والتي بثته قناة ( هنا بغداد ) قبل ايام ، يشير الى تصور دقيق للمرحلة الراهنة بما تحمله من سمات خطيرة لا يمكن تجاهلها باي شكل من الاشكال .. فقد اشار فهمي ، وبصراحة ووضوح ، الى ان العلمانيين لا يحملون اية ضغينة مسبقة للاحزاب الاسلامية ، بل انهم يطرحون تصوراً لا يبتعد عن الواقع المعاش ، وان الجميع ، علمانيين واسلاميين وغيرهم ، مدعوون اليوم لأن يقفوا معا من اجل انقاذ العراق وشعبه من الهوة الخطيرة حيث يقف على شفا حفرتها الجميع .
فالزراعة والصناعة ، واصلاح القطاع المصرفي والمالي عموماً ، والاستجابة لضرورات انعاش القطاع الخاص ، والتوجه الى ايقاف ظاهرة البطالة بين الشباب ، والحفاظ على هيبة القوات المسلحة ، والاسراع في تنفيذ البرامج التنموية بتنوعاتها المختلفة ، وفق برامج علمية مؤسسة على رؤى واسعة الطيف ، واشراك الجامعات العراقية الرصينة في وضع الخطط الكفيلة بتنوع موارد البلاد باتجاه تقليص الاعتماد على النفط فقط .. كل ذلك وغيره من الاجراءات الاخرى ، هي وحدها المستهدفة اليوم لكي يضعها الجميع امام اعينهم والتحرك الفوري لاحداث تغييرات فيها وباتجاه التجديد والتطور .
لقد اصبح من الضروري جداً ، ان يصار وبشكل عاجل ، الى مراجعة للسياسة المتبعة في ادارة الدولة العراقية منذ التغيير عام 2003 ولحد الان .. ويقيناً بان الحياد عن المسالك غير الصحيحة في تلك السياسة ، والتحرك من جديد صوب الافضل ، لا يعد خضوعاً لغير الواقع ، وبناء قواعد جديدة مدعومة بما يتطلبه خلق عراق قوي معافى ، وابعاده عن حرائق الحروب والمناكفات السياسية غير المجدية .. وسوف لن يستطيع اي طيف سياسي او ديني او مذهبي لوحده ان يبني العراق وفق هواه دون اشراك الجميع في هذه المهمة المعقدة والكبيرة .
ان التوقف عن الانجرار وراء اي جدل فكري مهما كان نوعه ونوايا القائمين عليه ، يمكنه ان يوصل القوى الوطنية والاحزاب بشتى توجهاتها الى المزيد من الاحتراب ، وعقد لقاءات تساهم فيها جميع تلك القوى دون استثناء لوضع منهاج عام ، لا تدخل في مضمونه اية اعتبارات اخرى غير ان يجري حل مشاكل الشعب المعاشية ، وان يعود العراق كسابق عهده قوياً مهاباً تسوده القوانين المدنية الرامية الى سيادة القانون ، واحترام التعدد الفكري وسيادة حرية الفرد والمجتمع ، ووضع البرامج المتعلقة بديمقراطية الانتخابات بعيداً عن الرشا والمحسوبية ، وعدم الارتكاز الى سطوة ونفوذ التطرف الديني والعقائدي ، هو الحل الامثل والوحيد للواقع المرير والذي نعيشه جميعاً منذ سنين طوال .. عدا ذلك فانه مجرد لغو لا نفع فيه غير انه محاولات لقتل الفراغ ، أو اصرار على افناء البنى الفوقية والتحتية معاً لبلاد الرافدين . والسير بالوطن نحو هاوية التقسيم والتشتت كما تنبأت ، وحلمت ، العديد من الاوساط المتنفذة في البيت الابيض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صوت المثقف
طلال مجيد ( 2017 / 8 / 2 - 16:33 )
صوت ووعي ورؤى المثقف هي البداية في انارة الطريق المظلم للناس و ايصال الحقيقة لهم كما لا يبخل المثقف و الكاتب باقتراح الحلول الحقيقية و الواقعية لمشاكل بناء الدولة و تنوير الناس بها. الكاتب له من الاخلاص و الوعي واستقامة الرأي ما يؤهله لهذا الدور في هذه المرحلة الخطير من تاريخ شعبنا . هذا باختصار تصوري البسيط عن فحوى مقال السيد حامد المحترم. لكن لدي ملاحظتين بل قل مناكفتين وديتين لا يؤثران على اجابية المقال.
أولا:- منذ ان قررت عائلة بوش الامريكية.... بسادية مفرطة ، تهدف الى اذابة الوجود الانساني للعراقيين واعادتهم الى حقب ما قبل التاريخ كما وعد المنحرف سلوكياً جورج بوش الابن. و التساؤل هو: هل ان عائلة بوش هي من قرر احتلال العراق و هل ان الحرب و الاحتلال و الجرائم ضدد العراقيين لايمكن ان تدان بحد ذاتها الا حين نعرف ان بوش الابن منحرف اخلاقيا ام ان غليل العراقيين لا يشفى الا عندما نشير الى خلل اخلاقي في شخصية العدو؟
يتبع....


2 - صوت المثقف - 2
طلال مجيد ( 2017 / 8 / 2 - 16:35 )
ثانيا:- يدعو الكاتب ابو رافد العزيز القوى الى عقد لقاءات و حوارات لحل مشاكل الشعب المعاشية وان يعود العراق كسابق عهده قوياً مهاباً تسوده القوانين المدنية الرامية الى سيادة القانون ، واحترام التعدد الفكري وسيادة حرية الفرد والمجتمع. و أتسائل هنا اي عهد سابق كان العراق قويا و مهابا تسوده القوانين المدنية....الخ. شكرا مع مودتي و محبتي.

اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا