الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع بلا حياة

معين معين محسن

2017 / 8 / 4
المجتمع المدني


منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا من المتعارف عليه أن المجتمع هو " جماعة من البشر التي تسكن منطقة معينة ويربطها اللغة والعرق والدين والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق" والأصل في هذا النسيج الاجتماعي التكيف والمواءمة بمعنى "أنه طالما كان هذا المجتمع هو مزيج من البشر المتشابهين في لغتهم وعرقهم ودينهم" الأصل هاهنا أن يكون هذا المزيج أقرب لفهم احتياجات بعض وأقدر على الحياة .

إن المتأمل فكرة المجتمعات الإنسانية يجدها قائمة على الالتحام والاتحاد وبحث سبل العيش وتوفير ما هو مناسب منها لهذا المجتمع

إن الحق في الحياة كفلته الديانات السماوية المختلفة والقوانين الطبيعية والأعراف المجتمعية وأكدته لكن يبدو وكأن الأمور تغيرت، تعقدت ، تفاقمت، بحيث أصبحت الحياة في بعض المجتمعات بشعة لا تليق بالمعنى المعطاة لها من حيث المعنى والعمق والمضمون وأخص بالذكر الحياة في فلسطين وتحديدا ً "قطاع غزة" حيث أصبحت الحياة فيه تشكل ناقوس خطر وهاجس حقيقي يقرع أفئدة المواطنين وعقولهم أيضاً، ولهذا قررت أن ألقي الضوء على هذه الكارثة الخطرة .

لا يمكن أن يكون هناك شخصاً طبيعياً يفضل الموت على الحياة إلا أن هذا قد حدث وللأسف في قطاعنا الحبيب " قطاع غزة " الذي كان ولا زال يسطر بتاريخه العريق وأمجاده الشامخة أروع البطولات ويضرب بشجاعته وشهامته أروع المواقف والتضحيات ...ولكن في نظر غالبية أفراد هذا المجتمع العريق تحولت الحياة إلى موت ،، ليس هذا انتقاصاً من قيمة الحياة ولا كرهاً في العيش بحياة كريمة ولكن هذا نشأ نتيجة ظروف قاسية عاشها هذا المجتمع لا يسع هنا المجال لسردها بالتفصيل ولكن نعرج عليها فالانتداب البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي وما يترتب عليه حتى يومنا هذا من ويلات كبيرة تقع على مجتمعنا ككل، وتدنى المستوى الاقتصادي وانتشار البطالة بأعداد مهولة في صفوف أبناء هذا المجتمع وما يترتب على ذلك من فقر مدقع يكون ضحيته أكثر من نصف المجتمع ولا أبالغ هنا إن ذكرت أن هذا الفقر أصبح يضرب كل مجالات الحياة ( الصحة، التعليم، الزراعة، الخدمات ) ففي القرن الذي تحتفل فيه عدد كبير من الدول بعدم انقطاع التيار الكهربائي فيها لثواني معدودة ..! نحن نحتفل بدخول بعض الأصناف الشحيحة من الدواء بعد أن كان ممنوع دخولها لفترة طويلة من الزمن ،
وهنا نستطيع القول أن هذه الظروف هي التي أرغمت أفراد المجتمع على عدم تذوق طعم الحياة وبل وتعدى الأمر ليصبح الموت مفضلاً على الحياة .


ولكن حقيقة أي حياة هذه .؟!
عزيزي القارئ من فضلك .. تأمل هذه الكلمات وحاول أن ترسم صورتك الذهنية الحقيقية عن هذه الحياة التي نحياها اليوم .. " إنها حياة الموت "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار