الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الخلافة ضرورة دينية أم اجتماعية؟

سعادة أبو عراق

2017 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الخلافة ضرورة دينية أم اجتماعية؟
لم تكن الخلافة التي ابتدعها صحابة رسول الله رضي الله عنهم, مذكورة في القرآن الكريم, أو مشاراً إليها في الحديث الشريف، وكل ما اعتمد عليه الفقهاء لدعم شرعية الخلافة الدينية قوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا لله وأطيعوا الرسول واؤلي الأمر منكم ) إذ رأوا في هذه الآية أمرا بأن يكون للمسلمين وليا، وبذلك تكون له شرعية دينية.
ونتساءل؛ لو لم يأمرنا الله بولي أمر، هل سيبقى المسلمون بلا ولي أمر؟ إن هذا مخالف لطبيعة التجمع الإنساني، فوجود ولي للأمر في أي جماعة هو ضرورة تنظيمية وإدارية، سواء كان مجتمعا بدائيا أم متحضرا، صغيرا أم كبيرا ،مسلما أم كافرا، لأن الإنسان أينما كان فهو مدني بالطبع.
والخليفة هذا المسمى الذي تفردت به الحضارة الإسلامية، وأعطاه المؤرخون والفقهاء هالة دينية، راجع إلى أنهم أوكلوا إليه رعاية الدين، وسياسة أمور الدنيا معا، ومن هنا أصبحت له وظيفة دينية مقدسة فوق ما له من سلطة دنيوية .
إن هذه الصورة المثلي التي يظهرها دعاة الدولة الإسلامية والتي يروّجون لها، لم توضح لنا كيف يصبح أميراً ــ بمجرد أن يُبايَع له كخليفة ــ حاكما مقتدرا أمينا تقيا يطبق شرع الله ؟ وان نظام الخلافة، كتالوج تعليمات تجعله لا يزيغ شعرة واحدة، وانه يصبح حرا في إجراءاته وقراراته بمعزل عن توجهات الأسرة الحاكمة التي رشحته للخلاف..!!!
أما الحديث الشريف الذي بما هو نصه ( من مات ولم يكن في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية) فالمقصود هنا بالبيعة أن تكون بيعة حرة، تعطي للخليفة أو الحاكم الثقة، وتعقد معه اتفاقا على بنود عمله، وإذا اخلف الاتفاق فإنه يعزل كما هو العقد الاجتماعي الحديث الذي قال عنه جون لوك وجان جاك رسو، لكن ما وجدناه في الحقيقة، أن العائلة الحاكمة ترشح أحدا منها للخلافة، لاعتبارات تخص الأسرة الحاكمة وليس لصالح الأمة، ثم يدعون الناس للبيعة، طوعا أو كرها، تأتي الوفود من الأمصار وتستضاف في قصر الخلافة وتبايع، ويتم توليته الحكم، ويسمى خليفة المسلمين، فهل هكذا تكون البيعة التي حث عليها رسول الله؟
من الواضح أنها تزكية لشخص من قبل العائلة الحاكمة، وان البيعة ما هي إلا إجراءات بروتوكولية ليس أكثر، ذلك انه لا يوجد منافس لهذا المرشح للخلافة، يأتي وليس لديه مشروع ينوي إنجازه.
كما لم يحدثنا التاريخ عن خليفة واحد رفض الناس مبايعته، وأن جدلا قام بين أناس حول قدراته وإمكاناته، وان المسلمين أطاحوا به لأنه فاسد، ولكن ما وجدنا من المؤرخين رياء وكذبا بانه صالح وتقي وكريم وورع، وشعراء أغرقوه مدحا وثناء وتعظيما، فهل هذه الخلافة التي ننتظرها؟
وأخطر ما في الأمر أنه لا يوجد سلطة في نظام الخلافة، تستطيع أن تحاسب الخليفة أو تعزله، إلا ما كان من سلطة البرامكة والبويهيين والسلاجقة على بني العباس، فقد كانوا ينصِّبون الخليفة في الصباح ويقتلونه في المساء كما حدث مع ابن المعتز ، أو يتركونه 47 عاما في الخلافة ما دام لا يعترض على شيء . كالخليفة الناصر لدين الله
.إذن فالخلافة ليست نظاما متكاملا أثبت فاعليته كنظام، ولا هو النظام الأمثل في التاريخ، ولم يكن متفردا، ولا هو خال من العيوب والمناقب، بل نظام كان وليد عصره، وراثي دكتاتوري، لذلك فان الدعوة إلى نظام حكم إسلامي ممثلا بالخلافة، ما هي إلا دعوات خادعة ومضللة، وعجز عن إبداع نظام سياسي جديد ومعاصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا