الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية الإصلاحية

محمد حجازي البرديني

2017 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل العلمانية من مفردات الدولة المدنية دولة القانون والمؤسسات ( دولة المواطنة ) ؟
العلمانية إذا شذبت وهذبت وغربلت وفلترت وقولبت وأعيدت صياغتها وهيكلتها وبناؤها وتشكيلها وبلورتها ؛ حتى تصبح منتجا وسلعة قيمية تتناسب ومعطيات مجتمعنا بخصوصيته وعموميته ، وتتكيف وتتوازن مع مفردات وإمكانيات الدولة ... لا ضير من توظيف العلمانية على المستوى المجتمعي الشعبي حتى نحقق مفردات الدولة المدنية المتمثلة بالتعايش والتعددية وقبول الآخر والحوار الهادف والنقد البناء واحترام خصوصية مكونات المجتمع من فئات وشرائح وطبقات وأفكار واتجاهات وأيديولوجيات ومذاهب وطوائف وقوميات وأديان ومعتقدات وجندرية شريطة أن تنضوي جميعا تحت دستور الدولة المدنية المتمثل بمبادئها ومفرداتها وقيمها الإنسانية ومسلماتها وثوابتها وعرفها القيمي الاجتماعي العام ... فالعلمانية الإصلاحية التي نطرحها كمفردة أساسية من ثوابت الدولة المدنية ( دولة المواطنة ) تؤكد صون حق الفرد والجماعة في ( النفس ، العقل ، المال ، العرض ... الشرف ، الدين ...المعتقد ، الحرية المسؤولة ، الكرامة ، العدالة ، المساواة النسبية ، الفكر ، ... ) شريطة أن تتناغم وتتماهى وتنسجم وتتوافق مع ثوابت الدولة المدنية المتمثلة بالدائرة الإنسانية القيمية والقومية والوطنية ... .
العلمانية الإصلاحية تمنع حدوث التصادم والخلاف بين مكونات المجتمع ، وتضع حدودا فاصلة بين جميع الخصوصيات التي تمارس شريطة أن لا تصدم مع عموميات دستور دولة المواطنة وأن تنضوي إيجابا تحت مظلتها ... .
ليس لك الحق - أيا كنت - أن تعيب أو تزدري أو تنتقص أو تنكر أو تحلل أو تحرم على الآخرين من أبناء الدولة المدنية - أبناء جلدتك - خصوصيتهم في الدين أو الفكر أو المعتقد أو العادات والتقاليد والطقوس أو الايديولوجيا أو ... فهذا فقط من شأن الدولة ممثلة بمؤسساتها وخاصة التي تمتلك الصبغة القضائية صاحبة الضابطة العدلية ... .
إذا دب الخلاف فالعلمانية الإصلاحية هي الخلاص وأفضل سلاح لمنع التغول على خصوصيات المواطنين في دولة القانون والمؤسسات ... وتلغي العلمانية الإصلاحية التطرف والغلو والتشدد والإرهاب والتعصب والإقصاء ، وتثري قيم التعاونية والتشاركية والتكاملية والاتحادية والتعاضدية والتكافلية والتكافؤية والانسجامية والتوافقية خدمة للمصلحة العامة للدولة المدنية ، وتماهيا مع ثوابتها وقيمها ومسلماتها وخطوطها العريضة في سبيل حفظ السيادة والجغرافيا والديموغرافية والوحدة الوطنية والأمن والاستقرار ... .
الدولة بمؤسساتها الدستورية القانونية هي الوصية على المواطنين وخصوصيتهم على المستوى الفردي أو الجماعي ... .
" لكم دينكم ولي دين "
العلمانية الإصلاحية : احترام خصوصية المواطنين على المستوى الفردي أو الجماعي شريطة أن تتماهى كل الخصوصيات وتنصهر في بوتقة دستور الدولة المدنية ... وليس لأحد الوصاية على خصوصية المواطنين إلا الدولة حتى لا يدب الخلاف وتحدث الفتنة والفرقة والانقسام ؛ فيتدخل الأجنبي مستغلا حالة الانقسام والفرقة والخلاف ليمرر أجندته ، انظروا إلى ما يحدث ع العراق وسوريا واليمن و ... .

محمد البرديني .
السبت / 2017 - 8 - 5 م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا