الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة الدانماركية ....إنتصار بن لادن

واصف شنون

2006 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




أخبرني أصدقاء ،إن المناضل العراقي الفذ ّ وليد ماضي حين عاد إلى العراق قبل عامين ،فوجىء بما يجري على الأرض وما تلمسه من النفوس وما شاهده على وجوه الناس ..،فأخذ بترديد ..أنا لست عراقيا ً ..أنا دانماركي الجنسية ...!!!

المشكلة إبتدأت حين لم يستطع الكاتب الدانماركي كيارا بليتجين العثور على رسام ينفذ صوره المتخيلة عن حياة النبي محمد وبداية الدين الاسلامي معها ،والذي يروي فيه قصة ذلك النبي الى الاطفال الدانماركيين ،والكتاب موجه إلى الاطفال ،والأطفال لايفهمون القصص بدون تصاوير ،وجميع الرسامين رفضوا فكرة رسم النبي الإسلامي خوفا ً من الانتقام الذي طال حفيد فنسنت فان كوخ البرلماني والمخرج السينمائي الهولندي ثيو كوخ .

المشكلة التي وقع فيها الكاتب كيارا بليجتين في الحصول على رسام هي من أثارت الاعلام الدانماركي في إطلاق نقاش وحوار عام في دولة الدانمارك عن أساسيات حرية التعبير التي تشكل قوام الديمقراطية في تلك البلاد وتضاداتها مع المشاعر الدينية على الأخص مع المواطنين المسلمين ،فالدين الاسلامي يرفض قطعا ً تصوير نبيه وتشخيصه ..فكيف إذا يتم التشخيص بشكل ساخر ومهين ومضحك ..،ولأن صحيفة يولاند بوستن هي الصحيفة الأوسع إنتشارا ً، فقد تبنى رئيس تحريرها كارستين جيست الدفاع عن حرية التعبير فقامت بنشر صور كاريكاتورية عن نبي المسلمين ،وتحت شعار.. هل الحريات في الدنمارك مرتبطة بمشاعر المسلمين الذين يعيشون تحت ظل تاج الملكة الدنماركية ...وحمايتها حسب الدستور.



****

المفزع ...هو شعارات رفعها متظاهرون في بريطانيا إحتجاجا ً على الكاريكتور ،مثل Be ready for a real holocaust أو butcher them أو slay them ،ومعناها إستعدوا للمحرقة الحقيقية ـوإذبحوهم ..،وكانت نساء منقبات يرفعن تلك الشعارات الدموية،أما حرائق دمشق وبيروت فهي محسوبة ومعدة بإتقان ...

****

أول الدول المحتجة قطر وليبيا ..،وكانت السعودية أول الدول التي عرفت بأمر الصور الكارتونية ،فقد زارها بعض أئمة المساجد في الدنمارك للشكوى وذلك في نوفمبر من عام 2005 بعد نشرها في سبتمبر ..لم تقطع السعودية علاقاتها مع الدنمارك ...ثم إستيقظت إيران والباكستان وغيرهما .

*****

إستثمرت الصحف العربية الغير مقروءة والتي تريد الانتشار المعضلة الدانماركية ،فنشرت صحيفتا المحرر وشيحان بعض الصور ،وأصبحا المسئولين عنهما ضحيتان لحرية الرأي والرأي الأخر ..والصحيفتان لايفرقهما الحبل السري في الدعاية لصدّام ومحبيه ...



****

لم تنشر الصحافة الاميركية والبريطانية والاسترالية المقروءة على نطاق واسع تلك الصور ،بل نشرت صحيفة الكيرر ديلي الاسترالية في ملبورن صورة من الكاريكاتورات التي لم تجلب الانتباه ،فقد فازت صحافة العم سام بالتعليقات وفسحت المجال للقراء للتعبير بأشنع من الصور تلك ،رافقتها تصريحات لمسئولين من الحكوميين الرسميين والمعارضين على إن الحريات وخاصة الصحافة في أمريكا وبريطانيا وأستراليا تشكل مفصل أساسي في الديمقراطية ،لكن المشاغب الإسترالي الشهير ألين جونز الذي يسمعه يوميا أكثر من خمسة ملايين إسترالي تسائل حول الإحتجاجات قائلا ( سنتحدث اليوم عن فضيحة الحنطة ،التي يراد منها إفقار المزارعين الاستراليين بحجة دفع رشاوي الى صدّام ،إنظروا إلى مؤازي صدّام ..لقد سرقوا الإسلام من أهله الحقيقين ،لم يحتجوا حين شاهدوا العشرات منّا وهم تقطع رؤوسهم عبر الفضائيات ..ونحن هناك فقط للمساعدة ).


وقالت البي بي سي ،إنها إستلمت أكثر من عشرين ألف رسالة ألكترونية تتعاطف مع الرأي الحر ،وأغلب الرسائل كانت من سوريا والعراق والاردن ومصر وتدين المحتجين .

من الذي فاز ..؟

هو بن لادن والظواهري والزرقاوي والقرضاوي والجزيرة وقطر وقذاف الدم ....!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة