الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا الخلط بين السياسة والدين

حسين عجمية

2006 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعذبَ البشر كثيراً ويستمر التعذيب , تحارب البشر كثيراً وتستمر الحروب , قُمعَ الناس كثيراً ويستمر القمع , هوجم الوعي كثيراً ويستمر الهجوم على الوعي , لن نفهم التاريخ حتى يتغير التاريخ , من يدرس تاريخ الحياة الإنسانية بكل معاييرها وإنجازاتها ومشاكلها وجميع المتغيرات الجارية على بنيتها الطبيعية وما يتداخل معها من قضايا اجتماعية واقتصادية .. سياسية وثقافية والمخزون التراكمي الجاري داخل الوعي العقلي وما يرتبط به من إنجازات علمية وتقنية وتزايد الاكتشافات الكونية ومعرفة متسعة للعلاقة بين الإنسان والوجود وبين الإنسان والإنسان وغيرها من القضايا المتشابكة المؤسسة للوعي البشري ووضوح المعالم السلوكية ضمن البنية الاجتماعية المرتبطين بها تاريخياً , والنظام المرتبط بحياة الناس والمؤثر على تحديد السلوك الفردي والنشاط الجماعي في مجتمعات متنوعة التداخل والتأثير المتبادل القائمة على منطلقات غير متفقة أو متوافقة في التعاطي مع نظام الحياة يمكن أن تعيق الأهمية البالغة الضرورة لتأمين حياة توافقية قادرة على تحديد القوا سم المشتركة للتعايش والأمن والسلام .
فالوجود التاريخي استمر وفق متغيرات قائمة في بنيته وتتابع وفق نسقيه بنائية متراكمة من معطيات مؤسسة على معطيات من نفس البنية السلفية بأشكال متغايرة أدى إلى تنوع التشكل الاجتماعي المرتبط بالأصول المتوارثة عن الوعي المؤسس وفق طبيعة المسار التاريخي للشعوب والأمم المختلفة فخرج التنوع البشري في بنى مختلفة مرتبطة بنظام الاختلاف المؤدي لفهم غير متوافق مع الطبيعة الإنسانية في وجودها الكلي لأن كل أمة من الأمم مؤسسة على اعتقاد بأن الوجود الإنساني عليه ينطلق من مفاهيمها عن الحياة والوجود حتى يستقر الوجود بحياته المؤطرة وفق معتقدات تابعة لنظام هذه الأمة في طريقة التعاطي مع مكونات الوعي الناتج عن تطورها .
هذه المفاهيم أبقت الحياة الإنسانية في حالة ويسودها الانفجار من أتفه سلوك بشري موجة لإحداث بلبلة يمكن استغلال مجراها لتغيير مجرى التعاطي مع بنية التوافق والحوار بين الحضارات المتنوعة .
عندما تدرك البشرية أهمية فصل الدين عن السياسة والسياسة عن الدين يبدأ الوعي تحديد المآسي الناتجة عن هما . لأن ارتكاب الجرائم وإثارة المشاكل بالطريقة المزدوجة للوعي يعقد المسألة ويضلل الفهم الواضح لطبيعة الأحداث وآثارها على حياة الشعوب فشر الدين ما يرتبط بالسياسة وشر السياسة ما يرتبط بالدين, من أجل الوصول إلى متدينين خارج السياسة , وسياسيين خارج الأديان والتعاطي بالأساليب والطرق الدينية مطلب إنساني جماعي غايته تحديد الوعي المتهم في إرباك وتخريب الغابات الإنسانية للوصول إلى مجتمعات تسودها العدالة والتوافيق .
فالخلفية المربكة والمؤسسة على إشراك الوعي السياسي للوعي الديني والاستغلال الجائر للقوانين والنوازع الروحية يمكن أن تثير الشكوك في مضمون العقائد البشرية والفصل بين المهام الواردة في مسالة التوجه ضرورة حتمية غايتها إدراك الحقيقة من منبعها الخاص فالعقل المنسجم مع ذاته ومع اهتمام بوجودها خالي من الإرباك والاحتيال يقودنا بالضرورة لمعرفة الماهية الأساسية للتوجه نحو إدراك المعطيات الدالة على تحديد المنابع الأساسية للشر والنزاع فإذا كان الجوهر الأساسي للشر نابع من طبيعة العقائد يمكن عندها أن نفهم بوضوح طريقة التعاطي معها وطريقة وضع البدائل القادرة على توحيد المفاهيم البشرية للتخلص من آثارها السلبية .
وإذا كان الوضع المتأزم المولد للخلاف والاختلاف نابع من طريقة الوعي السياسي وطريقة التعاطي مع هذا الوعي يمكن عندها وضع الوسائل الضرورية لتصحح الوعي السياسي وجعله متوافقا مع التطلعات الإنسانية من خلال النضال وكشف الألاعيب والبرامج السياسية المؤدية إلى تخريب العالم وتخريب بنية الإنسانية .
فالفصل الواضح والتام بين الساسة والدين وعدم استغلال أحدوهما للأخر يمكن أن يغير من طريقة التعاطي مع المشاكل المتولدة عن الخلاف بين المجتمعات ويمكن فهم السياسيين والمتدينين بشكل أوضح لأن طريقة التعاطي مع الوعي السياسي والوعي الديني يكون نابعا من صميم كل من هما فالدين وأي دين يمكن أن نعبر عنه بطريقة دينية بدون الخلط مع الأحداث السياسية الجارية في نطاق تواجده , والسياسة وأي سياسة كانت يمكن أن نعبر عنها ونتخذ مواقف منها من طريقة تعاطيها مع الأحداث الجارية في نطاقها , فصل يوضح المعايير والبدائل المرتبطة بكل ما يرد من المفهومين ولكل إنسان الحرية في التعاطي مع المفاهيم السياسية والمفاهيم الدينية بدون تسخير أحدهما للأخرى حتى لا نؤذي المفاهيم ذاتها ونشوه بنائها الخاص المرتبط بها , واقع جديد ومفاهيم وأفكار جديدة تظهر للوجود عندما لا تؤسس على خلط مفاهيم الوجود وتتاجر بالأديان والعقائد من أجل مكاسب سياسية ومظاهر حقيرة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah