الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الذكرى الأربعين لوفاته كلمة صادقة في استشهاد جارالله عمر

نجاة الموسوي

2003 / 2 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


  تؤكد الحقائق والوثائق والوقائع في الفترة الأخيرة أن هنالك أطرافا تعمل بكل الوسائل والسبل لإشعال فتنة، وحرب أهلية في اليمن لا يعلم مداها وعواقبها الوخيمة، على هذا البلد أرضاً وبشراً، إلا الله هذا ما أشارت إليه صحيفة (الرأي العام اليمنية "العدد 766" صباح 31 ديسمبر 2002). بعد يوم واحد من اغتيال المناضل والقائد والموحد للصفوف الوطنية جار الله عمر نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني. لقد صار من المؤكد أن هذه القوى الخفية تسعى لدق اسفين بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ومما يزيد القلق من أن هذه القوى قد تكون مدعومة من الخارج كما حدث في حرب 1994. من خلال الاستطلاعات الميدانية التي أجريت في اليمن أن الشهيد جار الله من أبرز الدعاة لاستقرار اليمن وبناء دولة يمنية حديثة ينتفي فيها العنف والتفكير المتخلف. وان اغتياله هو اغتيال للديمقراطية والعمل السلمي والتقارب بين القوى السياسية خاصة وان هذا الاغتيال جاء بعد دقائق من استكمال المرحوم جار الله عمر لخطابه الذي دعا فيه إلى نبذ العنف والتعاون بين القوى والتيارات المختلفة ولبدء مرحلة من العمل السلمي ولتصفية اليمن من السلاح من خلال إصدار قانون لتنظيم حيازة السلاح. وهذا ما لا يستطيع إدراكه الطرف الآخر. إن اللقاء المشترك بين التيارات السياسية المختلفة الذي يجمع القوميين والدينيين واليسار بدلاً من الصراع الدائم بينهما والعداء والتناقض الحاد. إن هذا اللقاء هو تجسيد للفكر العقلاني وتنبيه بأن هناك فكرا متطرفا يجب أن تحاربه هذه القوى بجرأة وبنية صادقة ولا تكتفي فقط بالحوارات واللقاءات السياسية بل عليها أن تدير حواراً فكرياً وجاداً حول كيفية معالجة هذا الفكر المتطرف وكيفية المحافظة على التجربة الديمقراطية وكيفية ترسيخ أساليب العمل السلمي. لقد خلفت هذه اللقاءات وهذه الدماء الزكية التي سالت في صالة المؤتمر، خلفت أجواء تدين الاغتيال وتدين الإرهاب وتكسر مناخ الاحتقان السياسي القائم هناك. لقد كان الشارع اليمني يطالب عشية تشييع الجثمان بإزالة الاحتقان السياسي بالتعاون الجاد بين السلطة والمعارضة لكي تبقى الأبواب مفتوحة لانتخابات البرلمان. إن دمك أيها الشهيد أزال الغشاوة من على عيون الكثيرين من الناس وأزال المخاطر والظلام المحدق بمستقبل اليمن. وبدأت اليمن مرحلة جديدة من التعاون لبناء دولة مدنية حديثة تنبذ فيها كل القوى السياسية العنف وتنبذ التطرف وتنبذ التخوين والتكفير وتتجه إلى تنافس ديمقراطي سلمي حديث. لقد عبر الدكتور عبد الغني عبد القادر عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني بقوله: إن جاء الله عمر نذر نفسه من اجل علو الديمقراطية التعددية للتعبير عن الآراء بشكل سلمي وحث كل طرف للتعبير عن قراراته في حدود القانون والدستور كما أن القضايا التي يروج لها الشهيد ويسعى إلى أن تصبح مسلمات في الواقع السياسي اليمني. كما عبر الحزب الاشتراكي في بيانه بأن الفقيد يعد خسارة فادحة. لقد ملأ الدنيا بمواقفه الشجاعة وآرائه المستنيرة وإنسانيته الرائعة وأخلاقه السمحة. وظل خلال مسيرته الكفاحية الزاخرة وطنياً عظيماً لا تلين له قناة. عفيفاً عن طلب المصالح الشخصية حتى وان كانت مشروعة ، وأضاف البيان: "كان جار الله مترفعاً عن الصغائر على الدوام. يضرب مثلاً عالياً في عزة النفس وسمو المقاصد ونيل الأهداف. لقد كان قلب هذا الرجل يتسع للعالم كله وينضج بقيم التسامح والحب". إن الرصاصات التي اخترقت قلب هذا العظيم، إنما أرادت قتل القيم والمعاني التي طالما امتلأ بها. وأرادت إسكات صوت العقل الذي يدعو إلى وضع حد للقتل اليومي وثقافة العنف وإلى وضع أسس جديدة لمستقبل اليمن تقوم على التعايش والقبول بالآخر واحترام حقوق الإنسان والعمل من أجل بناء حياة كريمة تليق بإنسانية الإنسان في بلاده. إن الرد على هذه الجرائم يكون عادة بالتماسك المتعاظم والتصميم علي مواصلة الكفاح السلمي المدني من اجل تحقيق الأهداف النبيلة لحزبهم ولشعبهم. وان يعززوا إيمانهم بان المستقبل سيكون للحق والعدل والخير وليس للقتلة والمجرمين إن الشهيد جار الله الذي قضى نحبه قبل يومين من انتهاء العام الماضي لم يكن ينافس أحدا على السلطة ولا يتطلع إلى جاه ولا يطمع في مصلحة. امتلأ بحب الآخرين إلى درجة لم يبق فيه متسع للحقد والضغينة ولذا لم يكن له عداوة شخصية مع أحد هذا ما قاله علي محمد الصراري وهو عضو مكتب سياسي في حزبه . وأما قاتليه فهم يناصبون أفكاره العداء وكذلك القضايا التي يدعو إليها لقد تحدثت الجرائد الرسمية في اليمن وكذلك الحزبية عن هذه الفاجعة وبينت بان جار الله هو شهيد رقم (155) للاشتراكي منذ قيام وحدة اليمنين الشمال والجنوب والحوثي هو أول شهيد. وهؤلاء كلهم ضحايا الفتاوى وتوزيع تهم التكفير المجانية ثم بعد ذلك يتحدثون عن إيمانهم الشديد بالله!! أو ليس من كفر مسلماً فقد كفر؟ إن الشهيد جار الله عمر يعد: من مؤسسي الحزب الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليمني والمنادين بالتعددية الحزبية وقيام الوحدة اليمنية. وقد أعطي الكثير للثقافة عندما كان وزيراً لها. وساهم في صياغة وثيقة العهد والاتفاق. وكتابة تاريخ الثورة اليمنية. في كتاباته اعتناق للديمقراطية والتسامح الديني، فهو بذلك أعطى رؤية ثاقبة وسديدة في تحديد مسيرة النضال والتحام الرأي والرأي الآخر لتغيير الواقع المعاش وإبراز دور المعارضة في كشف ما هو سلبي وبناء مؤسسات الدولة على أساس متين. ولم يترك ثغرة إلا وحاول سدها. تعرف على تراث اليمن عن قرب ولهذا حمل مزيجا من الثقافة الإسلامية مقرونة بثقافة العصر الديمقراطية. وقبل استشهاده بقليل ندد في خطابه بتوجهات الولايات المتحدة في هيمنتها على العالم وتشجيعها للإرهاب من خلال غض النظر عن القضاء على أسبابه كما ندد بتهديدها المستمر للاستقرار العالمي وبمحاولتها زعزعة البلدان العربية وسيادتها وعلى الأخص تهديدها المستمر لضرب العراق. داعيا إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. لقد كانت شهادته هي شهادة للديمقراطية وشهادة لاستقلال اليمن ووحدته. لكن دماءه الزكية ستبقي جسرا لا يمحى لكتابة تاريخ وحدة اليمن ووحدة اليمن ووحدة الشعب وانتصارا لكل الشعوب العربية من خلال بناء يمن حر سعيد.
 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي