الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكة وكفار قريش وابن سعود وأنغيلا ميركل

عناد الشمري

2017 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسس العربُ - قبل البعث -،حلفين أو هيئتين إصلاحيتين، بهدف نصرة المظلوم وردع الظالمين .
الحلف الأول :
هو حلف الْمُطَيّبِينَ، وسبب تأسيس هذا الحلف أن فريقًا من قريش أجمعو على أن يأخذوا من بني عبد الدار الحجابة – أي شرف خدمة الكعبة -، واللواء – أي شرف حمل اللواء في الحروب -، والسقاية – أي شرف سقي الماء للحجيج، فهذه المكرمات الثلاثة لم تجتمع في أي عائلة من عائلات العرب، فحقد عليهم الحاقدون، ومشوا في نزع هذا الشرف وتقسيمه، فتفرقت عند ذلك قريش ، واختلفت الآراء، فاستنصر بنو عبد الدار أصحاب النخوة والرجولة، فاجتمع أنصار بني عبد الدار، فأخرج بنو عبد مناف قصعة مملوءة طيبًا .ثم غمس الحضور أيديهم فيها ، فتعاقدوا وتعاهدوا، على نصرة بني عبد الدار والمظلومين من بعدهم، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين [ انظر : ابن هشام 1/130-132] .

ثم اصطلحوا واتفقوا على أن تكون الرفادة والسقاية لبنى عبد مناف، وأن تستقر الحجابة واللواء والندوة في بنى عبد الدار، فانبرم الأمر على ذلك واستمر [ ابن كثير ( السيرة) 1/101].
ولم يشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا الحلف ..

الحلف الثاني
حلف الفضول، وهم جماعة من المطيبين، وقد شارك فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو في سن العشرين، وكان من أمر هذه الهيئة الإصلاحية؛ أن تداعت قبائل من قريش إلى حلف فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان، لشرفه وسنه، فكان حلفهم عنده، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا دخلها من سائر الناس، إلا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول [ انظر : ابن هشام : 1/134،135].
قال ابن كثير :
وكان حلف الفضول أكرم حلف سُمع به وأشرفه في العرب، وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب.

وكان سببه أن رجلاً غريبًا قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الغريبُ أهل الفضل في مكة ، فخذله فريق، ونصره الآخر، ثم كان من أمرهم ما ذكرناه، وقد وتحالفوا في ذى القعدة في شهر حرام، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة، وعلى التأسى في المعاش.
ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه مال الغريب، فدفعوها إليه.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا حلف الفضول :
" شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ [ يقصد حلف الفضول فهم في الأصل من جماعة المطيبين] مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلَامٌ فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ " [ أحمد، برقم 1567، وهو في السلسلة الصحيحة].
وقال أيضًا :
" لَقَدْ شَهِدْت فِي دَارِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِهِ حُمْرَ النّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْت" [ ابن هشام : 1/133]

هذا وهو الموقف الإسلامي من أي جماعة غير إسلامية تتخصص في أعمال الخير أو نصرة المظلومين أو إغاثة المنكوبين ..
موقف واضح، بيِّن، وهو تشجيعها والمشاركة في أعمالها الإصلاحية ..
فإذا عمد نفر من النصارى – مثلاً- إلى ممارسة عمل خيري بحت، غير مبطن بتنصير، أو معادة للإسلام أو محاداة لنبيه – صلى الله عليه وسلم -، فلا بأس من المشاركة فيه .. من قبيل التعاون على البر والتقوى .
أما تلك الجماعات التي تتخذ من العمل الخيري غلافًا لإفساد الإخلاق أو الحرب على الإسلام – كتلك الجماعات الماسونية كالروتاري والليونز – فمحاربتها أوجب من السكوت عنها .
وإذا كان شأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع جماعات المشركين، المحترمة ، المتخصصة في نصر المظلوم وزَبر الظالم ، هو المؤازرة والمشاركة، فما بالك بشأن المسلم من جماعات الإصلاح المسلمة، والهيئات الإسلامية المتنوعة، والمتخصصة في شتى مناحي العمل الإنساني الخيري، كالتكافل، ورعاية الضعاف، وإغاثة الملهوفين، وكفالة الأيتام، والدفاع عن حقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق الأسرى والسجناء، ومنافحة الظلم والفساد والدفاع عن الحريات..؟
لا شك أن نصرة هذه الجماعات أوجب، ودعمها أولى، والمشاركة فيها أولى وأبقى وأجدى.

السعودية تسلم موقوفين ليبيين لحفتر وتتجاهل الوفاق
أكدت مراسلات بين القنصلية الليبية في جدة ووزارة الخارجية السعودية، قيام السلطات السعودية بتسليم ليبيين موقوفين لديها إلى « الحكومة الليبية » بتنسيق من الديوان الملكي، دون أن تذكر وزارة الداخلية السعودية أي حكومة تقصد. وأفادت الرسائل بين الطرفين، والتي نشرتها قناة النبأ المحلية، أن وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، نفت قطعا علمها بهذا التسليم أو إجراء أي تنسيق مع الديوان الملكي السعودي، وهو ما دفع القنصلية بطلب توضيح من قبل الجانب السعودي. ويبدو أن السلطات السعودية قد قامت بتسليم الموقوفين المحسوبين على تيار الثورة والإسلاميين، وتم القبض عليهم لدى دخولهم السعودية لتأدية العمرة، إلى الحكومة الموالية للواء خليفة حفتر في الشرق الليبي.
أين الشباب؟
وأوضحت المراسلات أن الموقوفين وضعوا في سجن انفرادي في السعودية، وتمت معاملتهم معاملة سيئة دون توجيه تهم إليهم، وهو ما دفع القنصلية الليبية في جدة، والتابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، لمطالبة الخارجية السعودية بسرعة الكشف عن مصير الموقوفين، والسماح للقنصل الليبي بزيارتهم للتأكد من عدم تسليمهم، بحسب المراسلات. وأثارت هذه المراسلات وعدم الرد عليها من قبل السلطات السعودية، عدة تساؤلات من قبيل: هل تم التحايل فعليا على السعودية من قبل حكومة حفتر؟ أم أن المملكة تعمدت تسليمهم لها؟ وماذا ستفعل حكومة الوفاق والتي تعترف بها السعودية حال ثبت تسليمهم لحفتر؟ كما ثار تساؤل عن احتمال تعرض معتمرين أو حجاج آخرين للاحتجاز في السعودية لأسباب سياسية.

إعدام أو موت بطيء
من جهته، أكد الناشط والصحفي الليبي، مختار محمد، أنه « في حال تأكد تسليمهم إلى حفتر، فهذا يؤكد أن الأماكن المقدسة لم تعد في أيد أمينة وأصبحت مسيسة ويتلاعب بها النظام السعودي لخدمة أجنداته »، حسب تعبيره. وأضاف لـ »عربي21 »: « مصير هؤلاء الإخوة والمحسوبين على التوجه الإسلامي سيكون السجن والتعذيب، وبعد فترة يمكن أن يكون الإعدام أو الموت البطيء؛ لأن الموقوفين ثوار، وأحدهم ضابط في الشرطة، وبخصوص حكومة الوفاق فلن يكون لها أي رد فعل قوي ». لكن المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، رأى من جانبه؛ أن « تسليم الموقوفين إلى حكومة الثني (الحكومة المؤقتة الموالية لحفتر) تم بحكم التعامل الرسمي معها من قبل الجانب السعودي »، مضيفا لـ »عربي21 »: « وبذلك تكون هذه الحكومة ملزمة باستلام الموقوفين دون تصنيفهم سياسيا بل كمواطنين ليبيين »، وفق قوله.

أطلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النار على حكام السعودية بتطرقها الى دخل الحج والعمرة كل سنة وفق ما نقل موقع "كاب اوريونطال" عن مجلة تايم الامريكية.

وقالت ميركل في حوارها مع هذه "تايم": "أستغرب لوجود مساكين وفقراء في العالم العربي والإسلامي".

مشيرة الى أن مداخيل العربية السعودية من الحج لوحده بلا عمرة تقدر بحوالي 20 مليار دولار، والرقم الحقيقي سيكون أكثر لأن هناك طمس للحقائق من طرف حكام السعودية، فلماذا لا توزع هذه الأرباح على مساكين المسلمين؟ أليس مكة لهم جميعا أم هي حكر على آل سعود؟

وتضيف ميركل: لا أجد في الواقع أي تفسير لإصرار المشرفين على مناسك الحج على رشق الشيطان بالحصاة سوى أنهم يحرصون على بقائه حيا تحفيزا على ما يبدو لملايين المسلمين على زيارة السعودية بقصد رشقه لأجل غير مسمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب


.. البابا تواضروس الثاني : نشكر الرئيس السيسي على تهنئته لكل أق




.. البابا تواضروس الثاني : في عيد القيامة المجيد نتلامس مع قوة