الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الهوية و قيمتها الانسانية ...

ماهر رزوق

2017 / 8 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل تساءلت يوماً لماذا يتوق الكثيرون إلى الانتحار ؟؟
لربما ستسأل الآن : و هل فعلاً يتوق الكثيرون إلى الانتحار ؟؟
نعم يا صديق ... حتى أن الانتحار ، في هذه الأيام تحول إلى لعبة !!
و هذه اللعبة أخذت تمارس علناً و مع تصوير الفيديو و أحياناً بالتصوير المباشر !!

الحقيقة أن الانتحار ليس بذلك الأمر المستغرب في عالم اليوم الذي تَكشّفتْ لنا أسراره أكثر فأكثر ... لكنه ما زال مستهجناً ، لأن الموت كان و ما يزال : عدونا اللدود ... و أكثر الأشياء بشاعة في الوجود ... لأنه طبعاً نهاية ذلك الوجود !!

أما لماذا ليس مستغرباً ؟؟

فتلك مسألة تحتاج إلى صبر في الاستماع و عدم التسرع في اطلاق الأحكام على الكلام الذي سأقوله لك ...

مفاهيم عديدة نتداولها يومياً ، دون الاحساس بقيمتها العظيمة لوجودنا المتواضع ... مفاهيم قد يفقد هذا الوجود معناه و جدواه ، بغيابها !!
تلك المفاهيم تشكل الهوية التي ننضوي تحتها و تملكنا و نملكها ... تصبح هي حياتنا التي أثبت التقدم العلمي و نضوج الوعي الانساني ، أنها حياة عشوائية و لا معنى لها إطلاقا !!
لا هدف لهذا الوجود ... و ما من جوابٍ مرضٍ ، إلا تلك الأجوبة العجوز التي قدمتها الأديان من قبل !!

فالإنسان لا يستطيع أن يحيا بلا هوية تحدد قيمهُ و أهدافهُ و جدوى وجودهِ و أهميتهُ!!
هنا تأتي هذه المفاهيم لتتبلور كهوية مادية و معنوية تحتضن هذا الانسان و تنقذه من وعيه القاسي و تمنحه قيمة زائفة ليبقى على قيد الحياة و يتكاثر !!

قد تأخذ هذه المفاهيم شكل الدين أو الوطنية أو الحزب أو فريق كرة قدم أو نادي ثقافي أو جماعة سرية أو حتى المثلية الجنسية و الإلحاد !!

لكن ماذا يحدث عندما يصل الانسان إلى أقصى درجات الحرية ، و يفقد حس الانتماء إلى أي نوع من هذه المفاهيم ...؟؟
عندما يصبح حراً من أي هوية تحدد شكله و طباعه و تصرفاته !!!؟

سيعود عندها إلى السؤال البدائي الأول ... ذلك السؤال الذي كان هو نقطة البداية التي أنتجت سلسلة المفاهيم السابقة كلها ... ذلك السؤال الذي ليس له جواب حقيقي فعلي ، إلا ما أنتجه عقل الانسان من أوهام ساعدته على المدى الطويل في عملية تجاهل بشاعة فكرة عبثية الوجود و لا غائيته !!

من أنا ؟ لماذا وجدت ؟ من أجل ماذا ؟

و بسبب عملية النضوج الفكري الانساني التي تتعمق بها البشرية أكثر يوماً بعد يوم ... قد لا يجد الانسان أجوبة مقنعة و منطقية على أسئلته تلك ... مما يسقطنا في فخ الفضول أولاً ... و اليأس ثانياً ...

الفضول لمعرفة ماذا بعد الموت ، و هل سنحصل على الاجابات الشافية بالموت !!
و اليأس من الألم المستمر و اللّذة المتكررة في الحياة ، و الرغبة في إنهاء هذا الروتين الممل !!

و هنا يكون الانتحار هو الحل الوحيد بنظر هذا الانسان !!
و نستدرك هنا _ مجبرين _ أهمية الوهم في حياة الانسان ، و دوره الفعال _ للأسف _ في خلق وسط صحي عقلياً و نفسياً و جسدياً ... و حماية الجنس البشري من انتحارات جماعية جنونية قد تؤدي إلى انقراض الجنس البشري !!


MAHER RAZOUK








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ