الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنصرالإرادة الإلهية الإرهابيين ضد المسالمين؟

طلعت رضوان

2017 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف تنـْـصر الإرادة الإلهية الإرهاربيين ضد المسالمين؟
طلعت رضوان
هل يمكن تجفيف منابع الإرهاب؟
ولماذا تـُـنفق أنظمة عربية ودولية على تنظيم داعش؟

بدأتْ مجازر الإسلاميين ضد البشر منذ النصف الأول من القرن السابع الميلادى. ومنذ ذلك التاريخ (توالتْ انتصاراتهم) على المُختلفين معهم (دينيـًـا ومذهبيـًـا) وكلــّـما حدث انتصار من انتصاراتهم (كما حدث فى تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، وتفجير الإسكندرية) كنتُ أستخدم لغة الأطفال (فى سن البراءة) وأتساءل : لماذا تتواصل انتصارات الإسلاميين الإرهابيين؟ وهل الإرادة الإلهية تــُـساندهم؟ وإذا كان العكس هو الصحيح فلماذا لا تنكسرشوكتهم؟ خاصة وأنّ أنظمة الحكم (فى أكثر من دولة) فشلتْ فى التنبؤ بهجماتهم المُـباغتة ضد المُـسالمين من البشر.
قد يبدو سؤالى ساذجـًـا عند البعض، أو فيه قدر من الشطط والتجاوزعند آخرين، بينما الواقع على الأرض هو الذى يزرع الأسئلة فى العقول الحرة، وعندما أشاهد جثث ضحايا الإسلاميين الإرهابيين، تتجسـّـد أمام عينىّ (على الفور) جثث الضحايا فى التفجيرات السابقة، حيث رأيتُ (من جديد) منظر بحيرة الدم (ظهر يوم الجمعة31ديسمبر2010) بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وبعد ساعات أعلن المسئولون أنّ ((تنظيم القاعدة هو المنفذ للجريمة)) فكانت الرسالة هى وجود (فرع) لهذا التنظيم الإرهابى فى مصر، خصوصًـا وقد نشر تنظيم القاعدة فى العراق- فى أكتوبر2010- بيانــًـا هـدّد فيه بتدمير الكنائس المصرية، ويومها لم أقتنع بتبريرات وزير الداخلية (حبيب العادلى) الذى ردّد كلام شيوخ الأزهر ((إنّ المنفذين لا يـُـمثلون الإسلام))
وبعد انتفاضة شعبنا فى يناير2011، وبعد أنْ تصوّرتْ براءة الطفولة الساذجة – بمثالية - بعهد جديد تسود فيه العقلانية والتعددية، وتجفيف منابع الأصولية الدينية، فإنّ ما حدث يوم6إبريل2011 (أى بعد بيان عمر سليمان) بشهريْن، حيث وقع اعتداء الأصوليين الإسلاميين على كنيستيْن فى إمبابة، وراح ضحية الاعتداء أكثر من خمسة عشر وإصابة232من أبناء شعبنا المصريين.
أليس ما حدث وتكرّر كثيرًا هو نفس السيناريو الذى تم تطبيقه - بصفة خاصة – بما وقع عام1972حيث أحداث الخانكة والزاوية الحمراء؟ والتى راح ضحيتها المئات، على ذات الخلفية الأصولية الإسلامية : خلفية التعصب الدينى وكراهية المختلف مع الأصوليين؟
وفى سبتمبر91حدثتْ مجزرة شبيهة بما حدث فى إبريل2011 كان وراءها طغيان اللغة الدينية. فعقب أحداث إمبابة الدامية كتب أ. حسين أحمد أمين مقالا بعنوان (إمبابة..لوحتان) ذكر فيه أنه يخشى على مستقبل ابنه فى مناخ الثقافة السائدة. فهو فى المدرسة يُعلمونه أنّ المسيحيين كفار، وعندما يعود إلى البيت يجلس ((إلى تليفزيون صفوت الشريف فيسمع الشيخ الشعرواى يقول إنه لا ينبغى لمسلم أنْ يتخذ قبطيًا صديقًا له. ويسمع الشيخ الغزالى يقول إنّ الأقباط دائمًا يخونون مصر كلما تهدّدها أو اجتاحها غزو أجنبى. فإذا كان هذا هو ما يسمعه الطفل من نجوم التليفزيون الدينيين، فما هو انطباعه عندما ينظر من النافذة فيرى الغوغاء يحرقون الكنيسة المواجهة لبيتنا ويهتفون أنّ عملهم سيرضى الله ورسوله)) واختتم مقاله قائلا ((سيكون من الصعب علىّ وعليك أنْ نحميه من كل هؤلاء المتكاتفين فى اعتدائهم على عقل هذا الطفل الصغير ليُشوّهوه)) (الأهالى 2/10/91) لم يكن أ. حسين أمين مبالغـًـا لأنّ التليفزيون كان يستضيف الأصوليين المروّجين للغة التكفير، إذْ أنّ صفوت عبدالغنى (قائد الجناح العسكرى لتنظيم الجهاد) أكد على تكفير شهيد الفكر فرج فودة ونسب ذلك إلى بعض أئمة الإسلام ذكر منهم الشيخ عطية صقر، مع مراعاة أنّ الشيخ المذكور صاحب برنامج تليفزيونى ثابت (الأهالى 17/6/92) أما الشيخ الشعرواى فأكــّـد على أنّ المسيحيين كفرة ويجب أنْ يدفعوا الجزية (مجلة آخرساعة 18/4/90) فهل الشيخ الشعراوى هبط على مبنى ماسبيرو بفرقة مظلات؟ أو اقتحم المبنى بفرقة صاعقة، أمْ أنّ النظام أشار إليه وقال له ((تعال يا حبيبى أنا فى حاجة إليك))
وبناءً على ذلك تواصلتْ جرائم الإسلاميين، حيث فرضتْ الجماعات الإسلامية فى المنيا الجزية على المسيحيين وتم إعدام 40 مسيحيًا رفضوا دفع الجزية (الأهالى 19/3/97) وقائمة العنف تطول مرورًا بالمجزرة التى حدثتْ فى شهر هاتور/ نوفمبر97 فى معبد حتشبسوت وراح ضحيتها أجانب لا ذنب لهم إلاّ عشقهم لحضارة جدودنا المصريين، إلى هدم كنيسة صول بعد يناير2011.
فى طفولة أولادى درسوا (عادل يلعب بالكرة) فجاء الأمريكان فى عهد د. فتحى سرور ليكون الدرس (عمر يلعب بالكرة) تغيير يراه البعض شكليـًـا رغم التعصب العنصرى البارز فى تغيير الاسم من رمز مشترك (عادل) إلى (عمر) كتمييز للعروبة والإسلام. ويدرس التلاميذ ((تــُـكره الصلاة فى الأسواق وفى المزبلة ونحوها وفى الكنيسة وهى معبد النصارى وهى من معابد الكفر. وقال صلى الله عليه وسلم ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) (أولى ثانوى أزهرى- العام الدراسى2014/2015- ص232)
لكل ماسبق أرى وجود تطابق بين عقلية واضعى مناهج التعليم، وبين الجماعات الإسلامية الإرهابيية المسلحة، وأنّ مصدرهم واحد وهو المرجعية الدينية، حيث يستشهدون بالقرآن والأحاديث النبوية (بغض النظرعن موضوع هل هى صحيحة ومتواترة أم لا) من ذلك آية ((لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئــًـا إنْ أراد أنْ يهلك المسيح ابن مريم وأمه)) (المائدة/17وتكرّر المعنى فى نفس السورة- الآيتين72، 73) ويتمسك الأصوليون - فى كل كتاباتهم - بضرورة تطبيق آية ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُـحرّمون ما حرّم الله ورسوله.. من الذين أوتوا الكتاب حتى يـُـعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون)) (التوبة/29) ويعتمد الأصوليون الإسلاميون فى الاعتداء على من يعتقدون أنهم (ضد الإسلام) على آية ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تــُـرهبون به عدوالله وعدوكم)) (الأنفال/60)
فهل من المُـتصوّر القضاء على الإرهاب، المُـسلـّـح بالنصوص وبأسلحة القتل والدمار، طالما كانتْ المرجعية الدينية، هى مرجعية الأصوليين؟ وهل يمكن أنْ يأتى يوم على البشر، فتكون مرجعيتهم العقل المُـتعـدّد وليس العقل الأحادى؟ وكيف يمكن تحقيق (ذلك الحلم)؟ الذى يبدو أنه من العسير الوصول إليه، مع وجود أنظمة (دولية وعربية) تــُـنفق بسخاء على التنظيمات الإسلامية الإرهابية، مثل تنظيم داعش؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامريكان
عبد العزيز سيد علي ( 2017 / 8 / 19 - 18:09 )
تقول:::ا
فى طفولة أولادى درسوا (عادل يلعب بالكرة) فجاء الأمريكان فى عهد د. فتحى سرور ليكون الدرس (عمر يلعب بالكرة) تغيير يراه البعض شكليـًـا رغم التعصب العنصرى البارز فى تغيير الاسم
من رمز مشترك (عادل) إلى (عمر) كتمييز للعروبة والإسلام
أريد أن أفهم بجد ما دخل امريكا في هذا الأمر، أم هو مجرد حشر اسم امريكا في أيّ موضوع كمقبلات.... الموضوعية الموضوعية

اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام