الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المسلمه من غير المسلم

رفعت عوض الله

2017 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



زواج المسلمة بغير المسلم
_________________
فجر الرئيس التونسي المستنير والمؤمن بالحضارة الإنسانية ،وبتساوي البشر بغض النظر عن أديانهم . فجر الرجل قنبلة حين ذهب إلي جواز ان تتزوج المسلمة بغير المسلم ، وان تتساوي المرأة بالرجل في الميراث .
ولتونس سبق حضاري يعود للعظيم ابي رقيبة الذي ادخل تعديلا تشريعيا يمنع تعدد الزوجات . فكانت ومازالت تونس الدولة العربية الوحيدة التي تلتزم بقانون الزوجة الواحدة .
هذه الخطو ة الحضارية الجبارة احدثت صدمة ودوي ، فكيف للمسلمة الموحدة ان تتزوج بغير المسلم والذي هو لكونه غير مسلم هو كافر ومشرك واقل شرفا واهلية ؟
منذ ان وُجد الإسلام وهناك تمييز بين المسلمين وغير المسلمين . ينبع هذا التمييز من البيئة العربية البدوية التي نشأ بها الإسلام .
العرب قوم فخر يفتخرون بشجاعة فرسانهم في القتال والزود عن حمي القبيلة ، وإباء وشرف نساءهم ، ومكانة شيوخهم وحكمتهم .
والشعر العربي ا لذي هو سجل العرب الذي يفصح عن دخيلة نفوسهم ويعكس واقع حياتهم يحفل بقصائد طوال في الفخر والتغني بالشرف والمكانة والسيادة .
في بيئة كهذه نشأ الإسلام فكان منطقيا أن يربي الإسلام في نفوس أتباعه عدم تساوي المسلم بغير المسلم ، وعلو الإسلام الذي يعلو ، ولا يُعلي عليه ، بل والنظر باحتقار لغير المسلم ونعته بالشرك وعدم التوحيد ،والكفر . من هنا فرض الجزية عليه والتي عليه اداؤها في مذلة وإنكسار .
في جو كهذا منع الإسلام منعا باتا زواج المسلمة بغير المسلم ، وفي نفس الوقت إباحة ان يتزوج المسلم بغير المسلمة .
الناظر في تاريخ الاسلام والمسلمين يلحظ بسهولة الروح التميزية التي درج عليها العرب المسلمون ،والتي صبغت ولونت افعالهم وسلوكهم وتوجهاتهم . بعد وفاة رسول الإسلام ، اجتمع الأنصار والمهاجرون في سقيفة بني ساعدة لإختيار خليفة للرسول يسوس ويحكم دولة المسلمين الوليدة .
الانصار رأوا في انفسهم أنهم الاحق بالخلافة فهم من نصروا واعانوا المسلمين المهاجرين والفارين من بطش قريش ،ورحبوا بهم ،وفتحوا امامهم بيوتهم ، والمهاجرون بزعامة ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب نظروا لانفسهم علي انهم الاحق بالخلافة لأنهم اهل وعشيرة النبي الكريم واول من آمن بالرسالة .
غاب معيار الكفاءة والاهلية ، وساد معيار العصبية ، وتغلبت عصبية المهاجرين فأختير ابو بكر المهاجر خليفة للمسلمين .
وكُتُب الفقه قننت عملية أختيار الخلفاء ، اذ يجب ان يكون عربيا وليس من الشعوب التي دخلت في الإسلام ، ويجب ان يكون قرشيا اي من قبيلة قريش التي إليها ينتسب الرسول نفسه .
فهناك تفرقة واضحة وتمييز وعدم مساواة بين المسلمين ،فلا يتساوي المسلم العربي بالمسلم غير العربي ، ولا يتساوي المسلم القريشي بالمسلم الذي ينتمي لقبيلة أخري .
رغم ان التاريخ يقول لنا بوضوح وجلاء ان المسلمين الموالي اي مسلمي الشعوب الداخلة في الإسلام هم من صنع الحضارة الإسلامية في كافة الوانها وليس العرب .
نخلص من كل ما تقدم أن العنصرية والتمييز كانت صفة ملازمة للمسلمين منذ بداية تاريخ المسلمين ، الانحياز للانا والذات ، والتعالي علي الاخرين ، وعدم قبول المساواة .
المسلم العربي اعلي مكانة من المسلم غير العربي ، الرجل سيد والمرأة مسودة ،الاسلام اشرف واجل من سائر الديانات بما فيها ما يُسمي باهل الكتاب .
غير المسلمين اهل ذمة لهم الاحتقار والتعالي وفرض الجزية التي عليهم اداؤها في مذلة وإنكسار .
وعلي هذا يٌمنع منعا باتا زواج المسلمة بمن هو اقل منها اي غير المسلم .
هذا المسار هوعكس مسار الحضارة .يوم ان قامت الثورة الفرنسة الكبري في القرن 18 م رفعت الشعار الخالد "حرية ، إخاء ، مساواة " البشر كلهم احرار او يجب ان يكونوا كذلك . البشر كلهم اخوة . البشر كلهم متساوون .
لا تمييز ولا عنصرية ولا تعالي اجوف كاذب مُدعي ، و والمعيار هو الكفاءة والاهلية والصلاحية
هذا هو منطق الحضارة الانسانية الحديثة ، وعلي هذا اذا ارادت مسلمة ان تتزوج غير مسلم فليكن فالمسلمة وغير المسلم متساويان إنسانيا وحقوقيا ،فأذا اتفقت الارادتان فيتم الزواج دون اعتراض من احد .
آفة تخلفنا هو نظرتنا لذاتنا والتي تقول بتعالينا وتميزنا وعدم مساواة الغير بنا . يوم ان نتحرر من هذه النظرة المريضة ، يوم ان نتصالح مع الإنسانية ونسير في ركب الحضارة ، فنتآخي ونتساوي مع كل الناس . في هذا اليوم نهجر تخلفنا ونخرج من كهف ماضينا المظلم ونساهم بفاعلية في صرح الحضارة الإنسانية .
تحية من القلب لتونس الرائدة ولرئيسها المستنير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تونس تغرد وسط أصوات الغربان
Amir Baky ( 2017 / 8 / 21 - 10:05 )
فعلا بلد مختلفة عن بقية القطيع الذى يسير خلف تعاليم بدوية عنصرية

اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية