الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في هوية الشخص

محمد عبو

2017 / 8 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في الهوية
يتداخل مفهوم الهوية مع مفهومي الماهية والجوهر رغم أنه لكل مفهوم جذره اللغوي الخاص به، فالهوية Identité من هو هو، والماهية ESSENCE من ما هو الشيء عليه، أما الجوهر فهو القابل أو حامل الأعراض التي تعرض له، فالجوهر هو ما يتقوم بذاته ولا يحتاج لشيء آخر لكي يتقوم فهو الدائم في الأشياء التي تتغير بحيث يعتبر هذا الدائم بمنزلة الذات التي يبدلها التغير وتبقى هي ذاتها فتكون حاملا مشتركا لصفاتها المتعاقبة، وهكذا فالجوهر كأن تقول "رجل" أما الأعراض فتسعة هي: الكم والكيف، المكان والزمان، الفعل والانفعال، الوضع والملك والإضافة، وهذه الأعراض تحمل على الجوهر وتعبر عن ماهيته كأن تقول رجل(جوهر) طويل (عرض: الكيف) وقد جمعت في البيتين:
زيد الطــــويل بن مــالك ********* بالأمس كان في بيته متكئا
في يده سيف لواه فالتوى ********* تلك تســع مقـــولات ســوى
فزيد هنا هو الجوهر وباقي الأعراض تعبر عن ماهيته، فالماهية تعريف للجوهر تخبرنا عما يكونه هذا الجوهر.
أما الهوية فقد جاءت في موسوعة لالاند الفلسفية على أنها ميزة فرد يقال عنه أنه هو ذاته في مختلف فترات وجوده. أي أن يكون الشيء هو هو وليس غيره والهوية قائمة على الاتساق أو التطابق، فزيد سنة 2000 متطابق وزيد 2017. ومن هنا يطرح إشكال هوية الشخص وليس ماهية الشخص.
إن إشكال أساس الهوية إشكال يبحث عن الثابت والمتغير في الهوية ومن ثم العمل على تحديده، هذا الأساس ثابت مع فلاسفة الوعي ويكمن في عنصر الوعي نفسه مع اختلاف نظرتهم للوعي، فهذا ديكارت يؤكد قدرتنا على معرفة هوية الشخص عن طريق التفكير أو العقل ..أما جون لوك فربط هو الآخر هوية الشخص بالوعي لكن ليس الوعي التأملي وإنما الوعي الناتج والمصاحب للإحساس.. وبالتالي أمكننا القول مع فلاسفة الوعي أن أساس هوية الشخص يكمن في الوعي الذي يجعل الشخص يشعر بأنه متطابق مع نفسه في أمكنة وأزمنة مختلفة
إن الشعور بالنسبة لفرويد حالة وقتية وليست دائمة، فحالة الشخص دائما في تغير ودينامية، ذلك أن الطريقة التي نشأ بها الأنا الأعلى لتبين كيف للصراع القديم الذي نشب بين الأنا والشحنات النفسية الصادرة عن الهو، أن يبقى ويستمر في الصراع الذي ينشب مع وريث هذه الشحنات، وهو الأنا الأعلى، ومن هنا أمكننا أن نستنتج أن أساس هوية الشخص غير ثابت وأن هذه الهوية تكمن في مقومات الجهاز النفسي (الهو، الأنا، والأنا الاعلى) الذي يعرف بالصراع والدينامية .
وفي الختام نقول أنه يصعب اختزال هوية الشخص في بعد واحد من أبعاده الأساسية ( جسد، وعي، أخلاق، ذاكرة، لاشعور.. وكل ما هو بيولوجي ونفسي واجتماعي) فالهوية إذن تستدعي الإحاطة بعلاقة الشخص بجسده وبكل ما هو سيكولوجي وسوسيولوجي وغيرها من الأبعاد التي تمكننا من النظر إلى الشخص كوحدة متعددة الأبعاد ومتكاملة فيما بينها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب