الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الذكرى الاربعين لرحيل الشيوعي الاصيل راجي النجمي -ابو الفهد

توفيق كناعنة

2006 / 2 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أبو الفهد أحد الطلائعيين الاوائل.
إن الرفيق خالد الذكر راجي النجمي احد الشيوعيين الاوائل في فرع الحزب الشيوعي في عبلين، وان لهذا الفرع ولاعضائه الاوائل مكانة خاصة في قلبي وضميري ولهم جميعا احترام وتقدير خاصان.
ان ابا الفهد كان واحدا من مجموعة محترمة من الشيوعيين الاوائل في فرع عبلين للحزب الشيوعي، وهؤلاء الرفاق منذ سنوات الخمسينيات من القرن الماضي. الذين بدأت معرفتي بهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا، بالرغم من تقدمهم في السن ومن المرض الذي الم بهم، عن مواقفهم المبدئية والثابتة على طريق الحزب الشيوعي. هذا الطريق الذي آمنوا به وبصدق واخلاص حتى يومنا هذا.
من هؤلاء الرفاق امد الله في اعمارهم نصري المر ووديع خوري وناصر تيم ومرشد سليم ويعقوب سمرة وحبيب سليم وفوزي حاج، هؤلاء جميعا هم رفاق راجي النجمي (ابو الفهد) وجميعهم قاربوا سن الثمانين او تخطّوه واتمنى للجميع الاحياء منهم العمر المديد. ان ابا الفهد ورفاقه هؤلاء هم المثال الحي للشيوعيين الاصيلين، الذين انضموا الى صفوف الحزب الشيوعي لا بحثا عن مصلحة شخصية او منصب او وظيفة او زعامة، بل لخدمة جماهير شعبهم وبلدهم.
وعرفوا في الوقت نفسه ان العضوية في الحزب تكلف غاليا في تلك الايام. وانهم اختاروا طريقا صعبا وقاسيا، ولكنهم عرفوا في الوقت نفسه انه هو الطريق الصحيح، من اجل توجيه وقيادة جماهير شعبنا الباقية في وطنها والخارجة لتوها من مأساة النكبة التي حلت بشعبنا العربي الفلسطيني سنة 1948.
ابو الفهد كان واحدا من هؤلاء الذين اختاروا هذا الطريق الصعب. وقد عرف راجي النجمي بجرأته ومثابرته في المواقف المبدئية.
كان لي شرف التعرف والتعامل والعيش مع هؤلاء الرفاق الذين ما زلت اعتز وافتخر بعلاقتي معهم. في اوائل سنة 1965 بدأت عملي كمحترف حزبي ومن خلال عملي الحزبي هذا تعرفت اكثر على هؤلاء الرفاق وتوطدت علاقتي معهم اكثر وعلى الرفيق طيب الذكر راجي النجمي. حيث كنت بعد كل اجتماع نعقده في الفرع أبيتُ في احد بيوت هؤلاء الرفاق وكثيرا ما بت في بيت ابو الفهد العامر. انهم جميعا مضيافون ومعطاؤون وجريئون. ولذلك لم اشعر بأي حرج اثناء مبيتي في بيوت هؤلاء الرفاق وبين عائلاتهم والذين كنت وما زلت اعتبرهم عائلتي واخوتي الكبار. هذا هو الشعور الذي يعطيك اياه الشيوعي الحقيقي والمبدئي. وابي الفهد كان واحدا من هؤلاء الصادقين والجريئين والمثابرين والمخلصين لمبادئ الحزب الشيوعي حتى ايامه الاخيرة. ولم يكن له هدف شخصي، الا العمل المثابر من اجل تطور وتقدم الحزب من اجل خدمة الجماهير الكادحة في هذه البلاد.
قبل رحيل ابي الفهد بفترة زرته في البيت كان المرض قد اقعده وكان وضعه صعبا جدا. ولا اخفيكم انني واياه قد ترقرقت الدموع في اعيننا لاننا منذ مدة لم نر بعضنا. ولكن بعد لحظات تمالكنا انفسنا. وبدأنا نستعيد سوية ذكرياتنا المشتركة خلال عملنا الحزبي المشترك. فقد عملنا في صحيفة "الاتحاد" وتحدثنا عن وضعها الصعب في هذه المرحلة وكيف يمكن الخروج من هذه الازمة. وكذلك عن العيش المشترك في موسكو خلال دراستنا الحزبية هناك.
لأبي الفهد الكثير من المآثر والمواقف المبدئية والجريئة اذكر منها حادثة عرفتها، عندما حاول بعض العملاء في عبلين الاعتداء على الرفيق نصري المر ابو انطون امد الله في عمره، فتصدّى لهم ابو الفهد وقال لهم لا تحسبوا ان نصر المر وحيد في هذه البلدة، فنصري هو رفيق واخ ونحن عزوته واليد التي تحاول ان تمتد إليه فليعرف الجميع انها سوف تكسر قبل ان تطاله.
هكذا كان هؤلاء الرفاق مثالا للاخلاص والمحبة.
ان مثل هذه المواقف تؤكد وحدتهم وجرأتهم، والتي رأوا فيها سر قوتهم في تلك المرحلة العصيبة التي مرت بها جماهيرنا العربية.
ان ابا الفهد وامثاله كانوا دائما مثالا في العطاء والتفاني والتضحية بعيدين عن الذاتية والانتهازية وحياكة المؤامرات. هكذا عرفوا الشيوعية وآمنوا بمبادئها السامية. ومن يفهم بشكل صحيح هذه المبادئ لا يمكن الا ان يكون من امثال هؤلاء الرفاق ومن امثال ابي الفهد.
ابو الفهد كان واحدا من هؤلاء الطلائعيين الاوائل، فلتبقَ ذكراه خالدة الى الابد.

(عرابة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة


.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في




.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا