الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تحول رؤساء دولة إلى رؤساء عصابة؟

طلعت رضوان

2017 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف تحوّل رؤساء دولة إلى رؤساء عصابة؟
طلعت رضوان
كيف يتطاول حاكم دولة أنشئتْ عام1971م على مصر؟
فى سيناريو العمليات الإرهابية ضد مصر:
تستأجر قطرالإخوان، ويستأجر الإخوان المرتزقة
لعلّ المُـتابع لكتاباتى يعلم أننى - ومنذ بدأتُ الكتابة فى أواخر الستينيات - أتخذ من وطنى (مصر) قبلتى الوحيدة، ولذلك انتقدتُ سياسات عبدالناصر، السادات، مبارك، محمد مرسى (والثلاثة الأخيرين وهم على كرسى العرش) كما انتقدتُ سياسة السيسى. وكنتُ أومن بمقولة كافكا ((أنْ تكتب يعنى أنْ تهجر معسكر القتلة. الكتابة انفتاح جرح ما. لذلك يجب أنْ يكون الكاتب فأسًـا للبحر المُـتجمّـد داخلنا))
ومن منطلق أنّ (قـِـبلتى هى مصر) تغاضيتُ عن اختلافى مع السيسى ونظامه، عندما قرأتُ الخبر التالى عن رؤساء (دولة قطر) يقول الخبر((أكــّـدتْ صحيفة المنار الفلسطينية أنّ أمير قطر استدعى عددًا من قيادات الإخوان المسلمين فى العاصمة القطرية الدوحة، وطلب منهم تصعيد العمليات الإرهابة ضد مصر. ونقلتْ الصحيفة (عن مصادر خليجية) أنّ حاكم قطر وجـّـه سيلا من الشتائم والانتقادات للإخوان المسلمين، ووصفهم بالغباء والفشل والعجز. وهـدّدهم بقطع الدعم الذى تــُـقـدّمه قطر لهم، مقابل تصعيد العمليات الإرهابية داخل مصر، وتنفيذ أعمال تفجيرية. وذكرتْ الصحيفة الفلسطينية أنّ خلايا الإخوان فى ليبيا والسودان أعلنوا أنهم غير قادرين على تكثيف عمليات إرسال السلاح والمرتزقة (لفظ مرتزقة جاء فى الخبر) داخل مصر نتيجة تشديد القوات المسلحة المصرية إجراءاتها على الحدود بين البلديْن. وأضافتْ المصادر أنّ النظام القطرى (وجهات حليفة له) يقومون منذ فترة باستقطاب عناصر إرهابية من تنظيم داعش وعصابات النصرة الإسلامية، لدفعهم إلى داخل السلطة المصرية. وأنّ حاكم قطر يرى أنّ استقرار مصر وثباتها خطرٌ يـُـهـدّد إمارته)) (الشروق المصرية- 20/4/2017)
وملاحظاتى على هذا الخبر هى :
أولا: أعتقد أنّ الصحيفة الفلسطينية لم تختلقه، أولم (تــُـفبركه) وفق التعبير الشائع. وأنّ الصحيفة المصرية التى نقلته، لديها الكثير من المعلومات التى تؤكد دور قطر الإرهابى.
ثانيـًـا : الخبر فيه تأكيد على دور الإخوان المسلمين فى العمليات الإرهابية دخل مصر. وأنّ (دولة) قطرهى التى (تستأجرهم) للقيام بعملياتهم الإجرامية، أى أنّ المشهد مُـكوّن من طرفيْن، الطرف الأول: المُـموّل الذى استأجرغيره. والطرف الثانى: الذى وافق على أنْ يـُـستأجر. وبالتالى فإنّ هذا المشهد لا يختلف عن الآليات التى تتبعها (عصابات الإجرام الشهيرة عالميـًـا، ويـُـطلق عليها المافيا) أو- وفق التعبيرالشعبى – القادر ماليـًـا يستأجر البلطجية لتنفيذ ما يطلبه منهم.
ثالثــًـا : الخبر فيه تأكيد على اعتراف الإخوان المسلمين بأنهم يستأجرون (بلطجية من الباطن) وقد تأكــّـد ذلك من استخدام لفظ (مرتزقة) يستخدمهم الإخوان لتنفيذ العمليات الإرهابية داخل مصر. أى أنّ قطر تستأجر الإخوان المسلمين، والأخيرين يستأجرون غيرهم (من المرتزقة) وهذا فيه تأكيد على أنّ العلاقة بين قطر والإخوان المسلمين، أشبه بعلاقة أى (عمل، بزنس) ولكنه عمل يخلو من قواعد الشرف، لأنّ الاتفاق بين طرفىْ العقد هو استباحة دماء الأبرياء وتدمير مرافق البنية الأساسية، وتفجير الكنائس.
رابعـًـا : اعتراف الإخوان المسلمين (بعد أنْ سمعوا شتائم حاكم قطر، وواجههم بعجزهم وفشلهم) أنّ سبب هذا الفشل وهذا العجز سببه دور القوات المسلحة المصرية، بعد أنْ ((شـدّدتْ إجراءاتها على حدودها بين ليبيا والسودان))
خامسًـا : لماذا يعتقد حـُـكام قطر(وفق ما جاء فى الخبر) أنّ استقرار مصر وثباتها ((خطرٌ يـُـهـدّد قطر))؟ فمن الذى (أوحى) لهم بهذه الفكرة؟ والأدق هذا التصور المريض؟ من وضع فى رؤوسهم الرعوية وأدمغتهم البدوية أنّ مصر بتاريخها الحضارى، يقوم استقرارها على تهديد غيرها من (الأوطان)؟ مع افتراض أنّ إمارة قطر لها مُـقوّمات (الوطن)؟ وليست أسرة بدوية رعوية مُـتأثرة بتراث رعاة الغنم حيث الصراع داخل الأسرة الواحدة على من يكون زعيم القبيلة أو العشيرة، وهو ما حدث بعد أنْ ظلــّـتْ قطر تحت الحماية البريطانية حتى سنة1971م. وفى فبراير72 تقلــّـد الشيخ خليفة أل ثانى مقاليد الحكم.. وبعد تفاصيل كثيرة دخلتْ الشيخة (موزه) الأسرة كزوجة ثالثة للشيخ الصغير حمد بن خليفة. ودفعها طموحها لأنْ تستجيب للخطة التى وضعها لها (حماها) ضد ابنه الطامع فى خلافة والده.
ومثل أى تطور دراماتيكى انتصر الابن على والده، فعندما غادر الأب قطر إلى أوروبا للإستجمام يوم27يونيو95 قرّرالابن الإطاحة بأبيه. وبعدها بساعات أذاع التليفزيون بيان البيعة للشيخ حمد خلفــًـا لأبيه، مع صور كبارالمشيخة وهم يـُـقبـّـلون يد الحاكم الجديد. فهل ينطبق على مصر ما ينطبق على تلك الأسرة الرعوية التى تفتقد مُـقوّمات تكوين الدولة وفق معايير العصر الحديث؟ وهل استقرار مصر لن يكون إلاّ بتهديدها؟
سادسًـا: لعلّ أهم سؤال خطرعلى ذهنى هو: كيف تحوّل أمراء قطر من رؤساء (دولة) إلى رؤساء عصابة؟ وما الذى حوّلهم؟ هل هى البيئة الصحراوية الرعوية؟ أم هى نتاج الثقافة العربية/ الإسلامية التى تأسّـستْ (منذ بدايتها) على الغزو؟ وهل التحريض ضد مصر، واستهداف قتل شعبنا بالتطبيق للأحاديث التى حرّضتْ على القتل ليكون المقابل دخول الجنة مثل ((واعلموا أنّ الجنة تحت ظلال السيوف)) (صحيح البخارى- أرقام2818، 2966، 3025) و((من جهـّـزغازيـًا فى سبيل الله فقد غزا، ومن خلــّـف غازيـًـا فى سبيل الله فقد غزا)) (حديث رقم2843) و(من أغبرتْ قدماه فى سبيل الله حرمه الله على النار)) (حديث رقم907)
وإذا كان رؤساء قطر يرفلون - حاليـًـا - فى نعيم عوائد البترول، ثـمّ بدأوا سياسة العدوان، فهل يختلفون عن أسلافهم؟ حيث ورد فى الأثر الإسلامى عن فلان عن فلان أنّ عبدالله بن أبى أوفى قال ((غزوتُ مع رسول الله ست سنوات نأكل الجراد)) (أسد الغابة فى معرفة الصحابة - ابن الأثير- دار الشعب بمصر- عام1970- ج3- ص182)
وهل يمكن عزل تحول رؤساء قطر إلى رؤساء عصابة عن الرضا السعودى/ الأمريكى عنهم وعن القواعد العسكرية الأمريكية وعن التعاون القطرى/ الإسرائيلى؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام