الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث أقل كذبا

عبد الرحمن سليمان

2006 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو أن الاكذوبة السياسية في العالمين العربي والاسلامي لم تعد مجرد صفة معاكسة للحقيقة والصدق ،وانما أمست منهجا للسلوك والممارسة من قبل الافراد والجماعات بعد عقود من الزمن ، ان لم أقل قرون من الزيف والدجل المنظم والهادف لتزوير كل ماهو طبيعي وعفوي في الانسان ،كما يبدو أن الضحك على الذقون لم يعد بدوره أيضا بحاجة الى البلهاء والسذج بقدر ماصار ممسكا بالحاجات بما فيها تلك الاولية منها لمواصلة العيش وان بالحدود الدنيا من الكرامة البشرية ,وحين يصبح للكذب فقهاء وادباء وفنانون واطباء وعلماء ورجال قانون ، تكون الدورة قد أكتملت ولايعود ممكنا التمييز بين الخطأ والصواب في أوضاع سمتها الاساسية هي الانانية السياسية والاستقالة الاخلاقية بكل ما يتعلق بروح المسؤولية والتضامن والتكافل الاجتماعي والتي بدونها لايمكن الحديث عن الحرية والمساواة والعدالة والوطنية ، اذ ستغدو هذه المثل الساميةمجرد كلمات بلا روح يمكن تداولها في المناهج الدراسيةمثلما يمكن استهلاكها في الخطاب السياسي ، أما الواقع فهو واقع التناغم مع نشيد الذئاب وحقيقة القبول رغما عنك بأنك لست سوى عبدا موهوما بحريته , ان قانون الاغنى ليس أقل جورا من قانون الاقوى ، ولكن الفارق الوحيد هو في كيفية تنظيم الاذلال . أجهل من أبدع في القول أن حبل الكذب قصير ولكني ألومه لانه لم يحدد زمنايمكن فيه معرفة الطول والعرض والعرض والعمق لما يدخل فينا كل يوم من تشوهات اعلامية وسياسية واجتماعية واخلاقية بلا امكانية فعلية لمواجهتها وفضح توجهاتها وتبيان الاغراض الحقيقية االكامنة وراء أهدافها ، فمن العنف الذي هو سيد الاشياء جميعا عندنا ومنه تتفرع السياسات لا من سلطان العقل كسائر البشر ومرورا بالانتخابات الفولكلورية بين كتل سياسية معظمها معتمد على الخراب الدائم كبرنامج أوحد ووحيد ناهيك عن كل أساليب البلطجة والتزوير وحتى تصفية الخصوم ووصولا الى سبل المواجهة الشكلية والمزيفةمع "الامبرالية والصهيونية"حتى وان جاءت ضد رسام كاريكاتوري . ثمة أكاذيب لدينا يمكن لها أن تحجب حتى الشمس وتغطي الافق بأكمله، وقد أكون أنا أيضا كاذبا يقول بعضا من الحقيقةأحيانا . ان الافكار التي تأسست عليها الامم المتحضرة ، كانت أولا وأخيرا من صنع البشرومنهم ولاجلهم كتبت وعلى تضحياتهم سطرت وتطورت وارتقت وكانوا روادا وضعوا اللبنات الاولى لمجتمعاتهم ، أولئك الذين لانعرفهم سوى في الكتب أو في الخطابات أو في بعض الجلسات السرية لسياسيي "البزنس"أحيانا، ان مفاهيم الوطنية والديموقراطية والحرية من المستحيل أن تتحقق أو تمنح أو تأتي لوحدهابدون اناس يؤمنون بها ويسعون لاجلهاويتفانون خصوصا في سبيلها ، عسى أن يكون لدينا أمثال هؤلاء الرواد ، عسى أن نكون أقل كذبا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال